
د. مفضي المومني
هذا عنوان مقال كتبته ونشر قبل عشر سنوات تقريباً…بتاريخ 2015/10/03 على مجموعة من المواقع الالكترونية… ويومها اتصل بي مساءً رئيس جامعتي س…! وللحقيقة كان مهذباً معي
وسألني بعد مداعبة ( شو المقال اللي كاتبه.. ؟ فأجبته هذا مقال عام …وينطبق على أكثر من إدارة جامعية… فقال لي (ممكن تحترم ذكائي..! أي انه هو المقصود…فقلت له هذا شأنك… (واللي عراسه بطحه… إلى آخر المثل) وفي الحقيقة ربما كان هو المقصود…وانتهت المكالمة بحديثي له أن لديه أخطاء كثيرة وحدثته بها شخصياً من قبل، ولم يفعل شيء… وللحق تقبل كلامي… ولم يحاول استخدام سلطته ضدي.. كما يستخدمها البعض عبر سنين خلت ولتاريخه..إذ ابتليت بعض جامعاتنا منذ سنين بإدارات ضعيفة .. منها الفاسدة إدارياً ومالياً ومنها المسكونة بأمراض نفسية بين السادية والنرجسية أو كلاهما…ومنها المستبدة والتسلطية حد العبث بالأمور الاكاديمية وسوء إستخدام السلطة… والتغول وقطع ارزاق الناس… من خلال توفير حماية له من جهات مختلفة…يمرر لها تعيينات…وترقيات.. ومصالح… مخالفة لكل التشريعات والأعراف الجامعية، إضافة لسياسة التحييد والتخلص من الكفاءات بتدبير المكائد والتزوير…حد البلطجة… حدث ويحدث الكثير من كل هذا العبث والإجرام بحق مؤسسات أكاديمية يجب أن تكون أنموذجاً للرقي والنزاهة… وفي رحلتي الأكاديمية الطويلة ومن واقع الحال…وجدت أن العلاقات في المجتمع الأكاديمي مريضة بأمراض مستعصية قد لا تجدها في أدنى صور المجتمعات الهامشية والفاسدة…وكنت شاهدا على شخصيات أكاديمية تمارس كل أنواع النفاق والتزلف الرخيص… لا بل ممالاة بعض الرؤساء من خلال لجان مدجنة متكررة بذات الشخوص في تنكيلهم وتزويرهم للتنكيل بزملائهم دون وازع من ضمير أو أخلاق أو رقي علمي وأكاديمي…او مخافة الله… والتهمة الرئيسية الجاهزة تهمة من لا تهمة له (الاساءة لسمعة الجامعة والعاملين فيها) وهي تهمة فضفاضة لديهم… يمكن تلبيسها لأي كان زوراً وبهتاناً… لنيل رضى الرئيس واقتناص منصب غير مستحق… وتطور الأمر إلى أن وصلنا إلى إدارات تعوزها الكفاءة تقود جامعاتنا بمسحة جوخ او دفقة نفاق… أو واسطة (محرزه)…وهذه الحالة أبعدت الكفاءات وفرضت عليها التنحي… وعلت ظهور خير المطايا شر فرسان… فلا تلومن ما وصلنا إليه من سوء الحال والتراجع الاكاديمي… وتراجع سوية جامعاتنا وخريجيها… فقد انشغل الربّع ببعضهم…! على حساب الاكاديميا والتدريس والبحث العلمي، واصبحت الأجواء مهددة… واريقت الأكاديميا على مذبح التسلط والشللية والمصلحة وأروقة المحاكم..وتصفية الحسابات… وقانون الجرائم النووية…الذي أصبح وسيلة البعض للجم النقد.. أو شحططة الأستاذ الجامعي… وإبعاده عن مهامه… لا اجلد الذات ولم أقل كل شيء… فليس كل ما يعرف يقال… وأنا لنا بإدارات مرت بجامعاتنا وأصبحت معلماً من معالم تاريخنا الأكاديمي الناصع… في ظل بعض إدارات ضعيفة،هزيلة، هاوية غاوية (تعربشت) الإدارة بمثلبة الواسطة والمصلحة والنفاق… وأصبحت معولاً لاقتلاع أي كفاءة حولها… فعملت على إبعادها.. أو التنكيل بها…لتكرس ضعفها… وليخلو لها جو قيادتنا نحو المجهول..! عبر سياسة تقريب الضعفاء وإبعاد الكفاءات… حتى أنك تستطيع تسميتهم وتسمية واسطة كل منهم.. أو ترنيمة النفاق التي أوصلته..!
وهذا مقالي قبل عشر سنوات… وما زال البحث جارياً عن إصلاح الحال..! :
التعليم العالي، الجامعات، التعليم التقني، عناوين يتداولها المهتمون في شؤون التعليم العالي في بلدنا وينتظر المراقبون أي تقدم فيها، ونسال أنفسنا ما الذي فعلناه؟ هل أحدثت إدارات الجامعات الفرق والتقدم المطلوب، هل تقدمنا في مجال التعليم العالي ؟هل تطورنا؟ اين نحن من العالم؟ماذا ينقصنا؟ العقول موجودة، البنية التحتية في بعض الجامعات تضاهي اكبر الجامعات في العالم وفي بعض جامعاتنا ما زالت دون الحد الأدنى المطلوب، وبعض مقومات التقدم الأخرى موجودة ومن يريد التقدم يستطيع تجاوزها إن لم توجد، فأين يكمن السر في تراجعنا؟
المراقب الجيد ومن يعمل في الجامعات يرى العجب العجاب، ويصل إلى قناعة أن مشاكلنا في إداراتنا الجامعية ولا اخص جامعة بعينها ولكن الوضع هذا منتشر في بعض جامعاتنا للأسف، فعندما يصبح رئيس الجامعة همه الأكبر التشبث في كرسيه حتى آخر لحظة، وإرضاء جهات مختلفة بتقبل ضغوطها و واسطاتها على حساب الجامعات والعاملين فيها، وعندما يصبح الرئيس اسما فقط ولا يستطيع أن يغير ولا أن يتقدم بجامعته نحو الأفضل وليس صاحب قرار، وعندما تكون الإدارات الجامعية الأدنى لا تعرف في الإدارة شيء وهمها افتعال الصراعات مع الزملاء، والظهور أمام رئيس الجامعة أو الإدارات الأعلى بأنها حامية الحمى وأنها مظلومة وان الزملاء ينازعونها الكرسي وانها مستهدفة وان و أن …..وتنطلي هذه الكلشيهات الجاهزة على صاحب القرار، وغير ذلك من مشاهد يندى لها الجبين نراها ونسمعها تتكرر في جامعاتنا….أي عقول ستصنع هذه الإدارات؟ أي تقدم سنصنع بهذه الإدارات؟ ولا ننسى أسماء كثيرة في جامعاتنا تتسنم مناصب منذ بداية حياتها الجامعية ولسنين طويلة لا لكفاءة بل لانها مدعومة من جهة ما او شخص ما وهم للأسف لا يمتلكون أي كفاءات تؤهلهم لمناصبهم، وهنالك الكثير من الزملاء ممن هم أكفأ منهم، وتتأسف حين تعرف ان رئيس الجامعة يدرك ذلك تماما ولكن حسابات المنصب والجهات التي تدعم الموظف تجعله يغض النظر على حساب الجامعة والتقدم الذي تنشده وننشده جميعا، الحقيقة مهازل إدارية تحدث في جامعاتنا محبطة للإداريين وأعضاء الهيئات التدريسية ومدمرة لجامعاتنا، وتتصرف هذه الإدارات دون أدنى منطق إداري وللأسف لا تجد من يردعها، أي تقدم ستصنع هذه الإدارات؟.
مؤسفة الأوضاع الإدارية في بعض جامعاتنا لا بل كارثية ومؤسف غض الطرف عنها من الإدارات الأعلى، لأنك عندما تدمر الإنسان برعونتك الإدارية ومزاجيتك فانك تدمر المؤسسة وتدمر الوطن، ومجرم من يسكت عن ذلك! .
هي دعوة لمن يملك القرار في بلدي، وأقولها بصراحة تراجعنا يكمن في بعض إداراتنا التي لا ترى ابعد من انفها ومن مصلحتها الذاتية وتشبثها بالمنصب،
وكلمة أقولها واعتقد أنها لب الموضوع، أصلحوا الإدارات الجامعية بكل مستوياتها الأكاديمية من رؤساء الجامعات حتى ادني منصب أكاديمي وعندها سنتقدم كما تقدم غيرنا، فالدول المتقدمة عنا تقدمت بإداراتها مع أن مواردها اقل من موارد الكثير من دول العالم الثالث،وغير ذلك فهنيئا لكم كراسيكم ومناصبكم وليذهب الوطن وأبنائه إلى الجحيم…حمى الله الأردن.