
د. محمد يوسف حسن بزبز
سفير جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي.
…
تعتبر الأم الأردنية رمزًا للكرامة والعزة، فهي التي تحملت الكثير من التحديات والصعوبات في سبيل بناء مجتمع قوي ومتماسك. تجسد الأم الأردنيّة روح النضال والصمود، حيث تربي الأجيال على قيم الشجاعة والاحترام والتضحية. من خلال دورها في الأسرة والمجتمع، تساهم الأم في تشكيل هوية الوطن وتعزيز قيم الانتماء.
تاريخيًا، لعبت الأم الأردنيّة دورًا محوريًا في مختلف المحطات الوطنية. فقد كانت دائمًا في مقدمة الصفوف، تدعم أبناءها في مسيرتهم نحو الحرية والكرامة. في أوقات الأزمات، كانت الأم هي الحصن الذي يحمي العائلة من الانكسار، وهي التي تزرع الأمل في نفوس أبنائها، مهما كانت الظروف صعبة.
تتجلى قوة الأم الأردنيّة في قدرتها على المواجهة، فهي ليست فقط ربة منزل، بل هي أيضًا معلمة ومرشدة، تلعب دورًا فعالًا في تنمية المجتمع. من خلال تعليم أبنائها القيم الوطنية، تسهم في بناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات. الأم الأردنيّة هي التي تزرع في قلوب أبنائها حب الوطن والاعتزاز به، مما يجعلهم مستعدين للدفاع عنه في أي وقت.
تظهر الأم الأردنيّة أيضًا في مختلف مجالات الحياة العامة، حيث كانت وما زالت مشاركة في العمل الاجتماعي والسياسي. لقد أثبتت قدرتها على التأثير في المجتمع، من خلال مشاركتها الفعالة في المبادرات المجتمعية والأنشطة التطوعية. إن صوت الأم الأردنيّة هو صوت الحرية، وهو الذي يعبر عن تطلعات الشعب الأردني نحو مستقبل أفضل.
تتصف الأم الأردنيّة بالحكمة والصبر، فهي تواجه التحديات اليومية بابتسامة وثقة. في كل محنة، نجدها تخرج من التجارب أكثر قوة وعزيمة. إن قصص الأمهات الأردنيات مليئة بالإلهام، حيث يروين لنا عن تجاربهن في الصمود والتحدي، ويعكسن بذلك روح الشعب الأردني الذي لا يعرف الاستسلام.
إن الكرامة والعزّة هما جزء لا يتجزأ من هوية الأم الأردنيّة. فهي تربي أبناءها على أهمية الكرامة الإنسانية، وتعلمهم أن العزة ليست مجرد كلمات، بل هي سلوك وممارسة يومية. من خلال تعزيز هذه القيم، تساهم الأم في بناء مجتمع يحترم حقوق الإنسان ويؤمن بالعدالة والمساواة.
في الختام، إن صوت الأم الأردنيّة الحرة هو صوت الكرامة والعزة، وهو الذي يعبر عن تاريخ طويل من النضال والتضحيات. إن الأمهات الأردنيات هنّ عماد هذا الوطن، وبدونهن، لن يكون هناك مستقبل مشرق للأجيال القادمة. إنهن مثال للقوة والإرادة، وهنّ من يزرع الأمل في قلوبنا جميعًا.
كل عام وكل أم أردنيّة حرّة عزيزة، وكل عام ووطننا صامدًا لا يهون.