القاضي يكتب : أمجد سعود الخالدي … سيفتقدك الجميع ، رحلت وستبقى الأسطورة الخالدة في الواجب الوطني
بقلم : حاتم نواش القاضي
رحل اليوم الرائد أمجد سعود الخالدي أحد نشامى قوات البادية الملكية – مديرية الأمن العام الذي ضحى بنفسه من أجل الدفاع عن الوطن وأرضه، إثر إصابته برصاصة غدر أطلقها عليه مهربون أثناء ملاحقته لآفة المخدرات خلال تأديته واجبه الرسمي ، لتتركه رصاصة الغدر مقعدًا مدى الحياة
حيث حصلت هذه الحادثة معه يوم الاثنين الموافق لتاريخ 2 / 12 / 1996 أثناء دوامه الرسمي في مقاطعة الرويشد ، حيث كان في إجازة رسمية وقرر العودة إلى أهله ، و ارتدى زيه العسكري “الفوتيك” وحمل حقيبته ، ووقف على الطريق بانتظار وسيلة نقل توصله إلى منطقته
وبينما كان ينتظر مركبة تنقله إلى منطقته لفت انتباهه حركة غير عادية داخل المقاطعة القريبة من الطريق ، رأى زملائه يستعدون للخروج في مهمة أمنية بسيارات مسلحة فقرر العودة سريعًا إلى المقاطعة للاستفسار عن الأمر
عندما وصل سأل فقال له زملاؤه : “هناك مداهمة ، لكن لا داعي لعودتك ، استكمل طريقك وعد إلى أهلك” ، فأصر أمجد على المشاركة ، صعد إلى حوض إحدى سيارات البادية المسلحة ، وجلس خلف الرشاش ، دون أن يدري أن القدر يخبئ له ما هو قادم
حيث توجهت القوة إلى منزل محاط بسور عالٍ في الرويشد ، كان يُعتقد أنه مأوى لمطلوبين ومهربين ، فور دخول أول سيارة إلى السور ، تعرضت لإطلاق نار كثيف من المطلوبين ، و كانت تلك السيارة هي التي استقلها أمجد ، وبعد 28 عامًا من الصبر والعزيمة ، لم تُضعف عزيمته أو تُثنِ إرادته ، بل جعلت منه رمزًا للصبر والأمل ، مستمرًا في ارتداء زيه العسكري الذي كان يشكل جزءًا من هويته وكرامته
وفي عهد الراحل الملك الحسين بن طلال ” طيب الله ثراه ” ، حظي الخالدي برعاية طبية خاصة ، حيث تم إرساله إلى بريطانيا لتلقي العلاج لمدة ستة أشهر ، ومن ثم استكمال علاجه في مدينة الحسين الطبية
واستمرت تلك الرعاية بدعم وتوجيهات ملكية سامية من كافة مدراء الأمن العام ، الذين أولوا اهتمامًا خاصًا بالخالدي ، تقديرًا لتضحياته وإخلاصه
تلك الرصاصة التي دخلت عموده الفقري وأدت إلى شلل رباعي ، منذ ذلك اليوم عاش أمجد على الفراش ، معتمدًا على الأجهزة الطبية ، حتى وافته المنية مساء الأمس في قسم العناية الحثيثة بمدينة الحسين الطبية في العاصمة عمان
رحمك الله يا أمجد ، ستبقى بأعيننا صاحب البصمة التاريخية في حماية الوطن ، رحيلك أحزننا جميعًا … إلى جنات الفردوس يارب العالمين