الى متى المواطن العربي سيعيش في صراع فكري وروحي ؟
*بقلم الكاتب والباحث سالم الكورة
عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين
بات الانسان العربي الشرق الاوسطي على هذا الكوكب في حيرة من امرة وكا قال الرسول علية افضل الصلاة والسلام :ستاتي فتن على امتي كقطيع الليل المظلم يصبح الحليم فيها حيران ….. نعم اصبحنا على كوكب الارض نعاني من عدم الاستقرار الفكري والروح في ان واحد فما يمر به الشرق الاوسط من نزاعات وحروب ينعكس على المجتمع والافراد و على السلوك الفردي مما يوثر على الاطباع وعلى النفسية التي اصبحت حاضنة للاحداث اليومية وذلك بما يصدر من اخبار مختلفة من مواقع الاعلام بشتى انواعها والوانها وقد اصبح المواطن العربي كالبر الايهم .
فالصراعات والحروب الذي تشهدها المنطقة الشرق الاوسطية الان هي مؤشرات ناتجة عن سياسات واخفاقات دولية بعيدة عن العدالة وحقوق الانسان وما نادت به المنظمات الدولية والهيئات الرسمية في الامم المتحدة فلا رادع لمن اعتدى ولا استجابة لمن اشتكى ولا حدود لمن طغى وتمرد على القانون الدولي والحدود الدولية بين الامم والشعوب.
فالصراع العربي الاسرائيلي الذي هو عبارة عن جزء من معاناة الانسان العربي اليومية ، فيشكل هذا الصراع مجموعة من التحديات التي تمثل الضغط النفسي والروحي والسياسي والاقتصادي مجتمعة هذه العناصر لتكون معادلة قد شكلت ضد المواطن العربي في حياته ومسيرته اليومية وقد لعبت هذه العناصر الدور الفعال في احباط المواطن العربي واعاقة تفكيرة السليم في الاتجاه الذي يرغب في تحقيق النتائج التي يصبو الى تحقيقها وخاصة مواطنين الدول المجاورة للكيان الاسرائيلي مثل (لبنان وسوريا وفلسطين والاردن ومصر) .
ان هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة اوجدت الصعوبة في وضع الخطط المستقبلية للبلاد ورؤيا واضحة في خطة مستقبلية يتم ادراجها من اجل تحقيق اهدافها فالمنطقة العربية وخاصة بلاد الشام اصبحت بوجود الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين واستمراره في الحرب والتهجير والاعتقال والقتل وسياسة الاستيطان الممنهجة كالذي يسكن على فوهة بركاناو حافة هاوية فالوضع غير امن وغير مستقر وفي كل الحالات هو في خطر وقلق دولي ،ايضا مما يؤدي الى عدم الاستقرار بشكل عام وخاصة في الشرق الاوسط المنطقة الملتهبة فكل هذه الاحداث الاقليمية والمؤثرات والتقلبات السياسية في البلاد كان لها الدور الكبير في الصراع الروحي والفكري الذي يعيشه المواطن العربي .
ان حرب الابادة التي تقوم بها اسرائيل في عزة والتي تشكل جريمة بشعة تضاف الى السجل الاجرامي الدولي للكيان الصهيوني والتي قامت بهدم البيوت على ساكنيها وقصفت المدارس والمستشفيات وحتى الخيم لم تسلم التي كانت الملاذ الاخير للنازحين، ولم تبقى ايضا طرق امنه للهاربين من نار الاحتلال الاسرائيلي ولم تبقى حياة او ادنى مقومات الحياة في غزة فتم حكم الاعدام من الكيان الصهيوني على غزة واهلها حيث حوولت غزة الى مدينة اشباح لاتصلح فيها الحياة .
وفي الجانب الاخر قصف اسرائيلي بالمافع والطيران الحربي على جنوب لبنان وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي اخذ على عاتقه شعار (لا سلم ولا مفاوضات) وفي صورة اخرى مؤلمة يقوم الجيش الاسرائيلي بضرب مواقع حيوية في سوريا في الشام بحجة ضرب حماعات من حزب نصر الله الارهابية حسب ادعاء تل ابيب وفي مشهد غريب تقوم الفصئل المعارضة في سوريا استعادة قوتها فتحتل مدينة حلب بالكامل ومدن اخرى مجاورة والمطار ايضا مشهدا يسوده الغموض واللامعقول فدمشق جنة الله على الارض ومهد الحضارة وهي التاريخ والمجد والتي تغنى بها الشعراء ومنهم الشاعر الكبير احمد شوقي في قصيدة المعروفة التي قال بها :-
سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقّ ُ وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشق
وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ
هناك جرائم قتل وابادة جماعية وتهجير قسري ولكن للاسف من يقرع الجرس لوقف الالة العسكرية الصهيونية واين السلام المنشود الذي نحلم به كعرب ، ان المتابع يجد اسرائيل قد خرجت عن الدائرة التي تحكمها الاسس والانظمة الدولية فعاثت في الارض فسادا وقتلا ودمارا لقد اصبح النطاق الاجرامي الاسرائيلي واضحا ومعروفا للمنظات الدولية وهيئات الامم المتحدة وحكمة الجنايات الدولية ولكن الوضع الانساني في الارض المحتلة صعبا ومؤلما جدا ليس له مقاس فتعدت اسرائيل حقوق الانسان بل لم يعد هناك انسان في غزة بمعنى الانسانية وبما تحمله هذه الكلمة من معان وعبر .حمى الله الاردن قيادة حكيمة محبة للسلام وحكومة وشعبا اردني ابي ، وعم السلام في العالم اجمع .
بقلم الكاتب والباحث سالم الكورة
عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين