“الخريجون الجدد قوة دافعة”
د. عدلي قندح
بينما نقترب من توديع موسم تخرج آخر لا يُنسى، نحتفل بالإنجازات الرائعة لطلابنا الذين أتموا رحلاتهم الأكاديمية الجامعية بنجاح، حيث يمكن لخريجينا الجدد دفع النمو الاقتصادي من خلال الابتكار، حيث يمتلك خريجونا الجدد القدرة على أن يكونوا قوة دافعة في اقتصادنا، والاستفادة من معرفتهم المحدثة، والمهارات التكنولوجية، والتفكير المبتكر لتحديث عمليات الإنتاج وتعزيز النمو الاقتصادي. فكل ذلك يقع تحت عنوان مضاعفة الإنتاجية، وقد كان ضعف الإنتاجية أهم عامل مسؤول عن تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي في الاردن طوال أكثر من عقد مضى وفقا لدراسة صدرت من قبل البنك الدولي. وهنا لا بد من التوضيح بان المقصود بهم الخريجون من التخصصات العلمية والمهنية المطلوبة بقوة في سوق العمل.
يتطور العالم باستمرار، ويلعب التقدم السريع للتكنولوجيا دورًا مهمًا في تشكيل الصناعات والاقتصادات. وبينما يغامر الخريجون في مجالات تخصصهم، فإنهم يجلبون معهم علما حديثا، ووجهات نظر جديدة، وخبرات متطورة يمكنها إحداث تحول عميق في الأعمال ودفع عجلة التقدم. وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها للخريجين الجدد المساهمة في تنمية الاقتصاد وتحديث عمليات الإنتاج:
أولاً، احتضان التكنولوجيا والأتمتة: فمن خلال معرفتهم المحدثة ومعرفتهم بأحدث اتجاهات التكنولوجيا، يمكن للخريجين الجدد تسريع عملية الدخول في عصر الأتمتة والرقمنة في مختلف الصناعات. ومن خلال تبسيط العمليات والقضاء على أوجه القصور وتقليل العمالة اليدوية التقليدية وإحلال العمالة الماهرة الجديدة تدريجياً، يمكن للشركات زيادة الإنتاجية بشكل كبير وخفض التكاليف، مما يساهم في النهاية في زيادة معدلات النمو الاقتصادي.
ثانياً، تنفيذ الممارسات المستدامة: حيث يتزايد وعي خريجي اليوم بالتحديات البيئية الخضراء وأهمية الممارسات المستدامة، فيمكنهم تقديم استراتيجيات صديقة للبيئة وتقنيات خضراء لا تفيد البيئة فحسب، بل توفر أيضًا الموارد، مما يؤدي إلى مكاسب اقتصادية طويلة الأجل.
ثالثاً، تعزيز الإبتكار والإبداع: ولأن الخريجين الجدد يكونون مسلحين بروح الابتكار، يمكنهم تشجيع التفكير الإبداعي داخل الشركات والمنظمات التي ينضمون لها، كما يمكنهم مساعدة الشركات في تطوير منتجات وخدمات رائدة، واستكشاف أسواق جديدة، وبالتالي تنويع مصادر الإيرادات، وكل ذلك يساهم في توسيع الاقتصاد الكلي وزيادة معدلات النمو.
رابعاً، تشجيع ريادة الأعمال: من جهة أخرى، يحلم العديد من الخريجين ببدء أعمالهم الخاصة، ويمكن لروح المبادرة هذه أن تدفع النمو الاقتصادي من خلال خلق وظائف جديدة، وتعزيز المنافسة، وتقديم حلول فريدة لمتطلبات السوق. وهذا يتطلب توفير بيئة ملائمة ومشجعة للمبادرة والابتكار والريادة.
خامساَ، سد فجوة المهارات: في اقتصاد اليوم سريع التطور، هناك طلب متزايد على المهارات في التقنيات الناشئة مثل تطبيقات الاعمال، والذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الضخمة، والسلاسل المغلقة وغيرها. لذا، يمكن للخريجين سد فجوة المهارات من خلال تطبيق معارفهم الحديثة وتدريبهم المتميز، وإنشاء قوة عاملة مجهزة بشكل أفضل لمواجهة تحديات المستقبل.
سادسا، التعاون والشبكات: يمكن للخريجين المساهمة في النمو الاقتصادي من خلال التعاون مع المهنيين الراسخين وقادة الصناعة العُتق. فمن خلال التواصل وتبادل الأفكار وتطعيم الخبرات المتراكمة مع المعرفة الجديدة والمهارت التقنية المتقدمة، يمكنهم المساهمة في تطوير استراتيجيات وحلول جديدة، ودفع الاقتصاد إلى الأمام.
سابعاً، الدعوة إلى التعلم المستمر: ولا بد من التأكيد أن التعليم لا ينتهي بالتخرج؛ إنها رحلة مدى الحياة. يمكن للخريجين تشجيع السعي وراء التعلم المستمر داخل مجتمعاتهم وأماكن العمل والصناعات، حيث تعتبر القوة العاملة الماهرة والمطلعة أمرًا بالغ الأهمية للتكيف مع التغييرات والحفاظ على المنافسة في الاقتصاد العالمي.
في الختام، يمكن القول بكل ثقة أن موسم تخرج طلابنا في كل عام يعتبر بصيص أمل وتفاؤل متجدد بالمستقبل. فالخريجون مسلحون بمعرفة محدثة ومهارات بارعة في التكنولوجيا وشغف للابتكار، ويتمتع هؤلاء الخريجون بالقدرة على التأثير بشكل إيجابي على الاقتصاد وتحديث عمليات الإنتاج في مختلف الصناعات. فمن خلال تبني التطورات التكنولوجية، وتعزيز الإبداع، وتعزيز الاستدامة، والدعوة إلى التعلم المستمر، يمكنهم لعب دور حاسم في دفع النمو الاقتصادي وخلق مستقبل مزدهر للجميع. دعونا نحتفل بهؤلاء المحترفين الطموحين وندعمهم وهم يشرعون في رحلتهم لتغيير العالم المحيط بهم نحو الأفضل.