ستوكهولم والقدس ..  وما بينهما

 

الاب نبيل حداد

نتوقف عند مشاهد التطرف التي يفوح منها الحقد والكراهية ويدفع بخارجين على القانون والاخلاق والمُثل  إلى حرق او تمزيق نسخة من القرآن الكريم هنا، او اقتحام هناك في مدينة الصلاة والسلام لكنائس وأماكن مقدسة لها حرمتها والكرامة واحترام، فجميعها أفعال مشينة تبعث على التقزّز وتثير فينا الاستنكار والسخط.

وما نراه من سلوكات التمادي على الاماكن والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس او الاعتداءات السافرة على الكتب المقدسة، لا يصنف الا تحت عنوان “الفعل المشين”.  فهؤلاء المتطرفون يحملون ” الجينات” السّلوكية نفسها،  وأفعال الشرّ كلها واحدة والتطرّف هو التطرّف، بغض النظر عن التصنيفات والأشكال والأقنعة والألوان. انه خروج على الشرائع والقيم والاعراف والقوانين الدولية. وكل من يتجاوز القواعد والحدود معطياً لنفسه حقّ المساس بأديان البشر ومشاعرهم  إنما يرتكب جريمة إعتداء على  كرامة الناس أجمعين. ومسؤولية مواجهته تقع على عاتقنا جميعاً.

بكل عبارات الرّفض والاحتجاج  نستنكر هذه الأفعال ونقول ان التدنيس واحد والكراهية هي ( ثقافة) وسلوك شرّير لا يمكن تبريره ولا يجوز السكوت عنه تحت أية ذريعة. والانسانية تتلاقى عند الإتفاق على القيم المشتركة في  احترام حرية الانسان وكرامته ومشاعره وشعائره، بل وتحرّم على الجميع دولاً و منظمات و افراداً، ارتكاب أي فعل فيه تدنيس لما هو مقدس عند الآخر.

ما نشهده من مظاهر الاسلاموفوبيا في ستوكهولم لا يبتعد عما نراه من الكرستوفوبيا التي تجسّدها ممارسات جماعات التطرف في ذات المشهد في القدس، الذي رأيناه في الامس في اعتداء اولئك الكارهين على المقدسات المسيحية وتدنيسهم الكنيسة التابعة للبطريركية الارثوذكسية على جبل صهيون.

في ستوكهولم وفي القدس،  إنه التطرف ذاته في كل مشاهد الحقد والكراهية

 

**مدير مركز التعايش الديني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى