هذه ليست قمّة .. هذه لمّة .. جلبت الغمّة

 

عوض ضيف الله الملاحمه

يا عيب العيب ، ذهب الحياء من وجوه الرؤساء . وذهبوا بعيداً في خياناتهم للعرب والعروبة ومناصرة غزّة .

ليس هنالك سبباً لهذا التخاذل الاّ العمالة والخوف على كراسي الذلّ والخيانة . سيبقى كل الشرفاء العرب يفتخرون بأننا عرب في الدم والجين ، وسنفتخر بعروبتنا ما حيينا . ولن نعكس سخطنا و إحتقارنا للنظام الرسمي العربي على عروبتنا ، لان كل أسباب وجوده ينحصر في إستمراء الذل في سبيل الكرسي الذي يجلس عليه نذل ، تخلى عن كل القيم الإنسانية .

لا أدري ، الم يخجلوا من انفسهم وهم يرون عواصم الغرب التي خلقت واوجدت ودعمت الكيان وهم يتنصلون منه ، ويصفونه باقذر واقذع الألفاظ والمسميات ؟ لا بل وصلوا الى مرحلة مطالبة دولهم والضغط عليها لإتخاذ إجراءات ضد الكيان ؟ الم يسمع هؤلاء العاهات بالجامعات الامريكية خاصة والغربية عامة وهم يناضلون للنيل من الكيان ومحاصرته والتضييق عليه ؟ الم يسمعوا بالدور البطولي المتقدم إجرائياً لدولة جنوب افريقيا ؟ وهم خرس ، وصم عمي لا يفقهون . الم يسمعوا في بعض دول امريكا الجنوبية وهي تقطع العلاقات مع الكيان ؟ الم يتابعوا تأرجح الرئيس الامريكي بايدن في مواقفة الهشة المعارضة لموقف الشعب الامريكي النبيل ؟ ألم ينصتوا لكلمة الأمين العام للامم المتحدة في مؤتمرهم وهو الذي بزّهم بكلمته التي تجاوزهم فيها ؟

إذا فقد الانسان الإحساس والغيرة والنخوة فلا يتبقى شيئاً من إنسانيته . والله ان الموت اكرم للانسان من ان يعتلي منصباً يقوده الى الذل والهوان وفقدان الاحساس والكرامة .

بعد ان ألجم قهري قلمي في الحديث عن لَمّة سُميت قِمّة ، جلبت لنا الغَمّة . أود ان أختم ببعض الأبيات لعدد من الشعراء الذين كتبوا عن الذُّل . قال الشاعر القروي :—
جادَ العزيزُ على الذليلِ بصفعةٍ / تركت بصحن الخَدِّ طابعَ خمسةٍ
ومضى العزيزُ يحكُّ راحةَ كفِّهِ / ومضى الذليلُ يَحِكُّ جِلدةَ رأسهِ .

وقال الشاعر مُرّة بن ذهل :—
وأجملُ من حياةِ الذلِّ موتٌ / وبعض العارِ لا يمحوهُ ماحٍ .

وقال الشاعر / فاضل أصفر :—
إنّ الكرامة إن هانَتْ على رجُلٍ / أمسى كهيئةِ من يحيا على العلفِ
ظَنَّ الحِمارُ وكلُ الناسِ تركبهُ / أنّ المعالفَ فيها مُنتهى الترفِ
ما أجملَ الموتَ إن يُطلبْ فِدى شرفٍ / وأقبحَ العيشَ إن أضحى بلا شرفِ .

وأختمُ بقولٍ مشهور :—
(( لا تسأل الطُغاةَ لماذا ظَلموا .. بل إسأل العبيد لماذا ركَعوا )) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى