د. خلدون نصير / المدير المسؤول
تمرُّ المملكة الأردنية الهاشمية بمرحلة فارقة في تاريخها، تفرض على الجميع — شعبًا وقيادة — الوقوف صفًا واحدًا في وجه التحديات المتسارعة، التي لا تهدّد الأردن فقط، بل تمسّ استقرار المنطقة بأكملها.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه غطرسة العدو الصهيوني، وتتعالى فيه الأصوات الداعية إلى الفتنة والانقسام، يبرز الوعي الوطني كصمام أمان، ويعلو صوت العقل والحكمة بضرورة تحصين الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية.
إنّ العدو، الذي ما زال يرتكب الجرائم بحقّ الشعب الفلسطيني الأعزل، لا يُخفي نواياه الخبيثة تجاه الأردن، ويعمل جاهدًا على بثّ الفرقة والضعف داخل المجتمعات العربية، ولكنّ الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، صمد على الدوام، وكان على قدر التحدي، فالمملكة، التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، تمتلك شرعية تاريخية عريقة، تستمدّها من نسبها الشريف الممتدّ إلى آل البيت، ومن إرثٍ طويل من الحكمة والقيادة الراسخة، التي واجهت العواصف دون أن تنحني.
إنّ ما يمرّ به الأردن اليوم هو بلا شك من أخطر المراحل التي شهدها، وربما يفوق في خطورته ما واجهناه في عام 1948، حيث لم تكن المؤامرات وقتها بهذا التعقيد، ولا كانت أدوات الفتنة بهذا الانتشار.
واليوم، مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وفي ظلّ حرب إعلامية ممنهجة تستهدف وعي المواطن وثقته بوطنه، لا خيار أمامنا سوى الوحدة، والوقوف خلف قيادتنا وجيشنا ومؤسساتنا الوطنية.
ليس هناك متّسع للخلافات أو التجاذبات،إنّ جبهتنا الداخلية هي الدرع الأقوى في وجه محاولات الاختراق والتفتيت، وإنّ وحدتنا هي الرسالة التي يجب أن تصل إلى كلّ من يحاول العبث بأمننا، الأردن أقوى ممّا تظنون، وشعبه أوعى ممّا تتخيّلون.
إنّ التاريخ لن يرحم المتخاذلين، ولن يُنصف من ساهموا في بثّ الإشاعات وإضعاف الروح الوطنية في لحظة وطنية حرجة.
وعلى الجميع اليوم أن يتحمّل مسؤولياته، وأن يكون على قدر الأمانة، الأردن وطنٌ لا نملك سواه، وجلالة الملك هو رمز وحدتنا وضمانة استقرارنا، ولا بدّ من الالتفاف حوله بكل وفاء وإخلاص.
في الختام، نقول: الأردن أمانة، ووحدتنا صمّام أمانه، فلنحفظ هذه الأمانة، ولنجعل من هذه المرحلة نقطة تحوّل إيجابية نحو مزيد من التماسك والصمود، حتى يظلّ الأردن واحة أمن واستقرار في محيطٍ مضطرب.