وعد الدهام
سيظلّ هذا الوطن شامخًا، عصيًّا على الانكسار، صامدًا في وجه التحديات، كبيرًا بأبنائه، وعزيزًا بقيادته. واليوم، يُثبت نشامى الأردن كما نعرفهم بأن أمن هذا الوطن واستقراره ليسا أمرًا عابرًا أو مهددًا، بل هما ثمرة وعي شعبه، ووفاء مؤسساته، وحكمة قيادته.
أعلنت دائرة المخابرات العامة عن إحباط مخطط خطير بدأ التخطيط له منذ عام 2021، بمشاركة أطراف داخلية وخارجية، هدفها زعزعة الأمن الوطني، وضرب الاستقرار الداخلي الذي نعتز به. إلا أن المكر السيئ لا يُحيط إلا بأهله، فعيون رجال المخابرات – فرسان الحق – لم تغفل، وكانت بالمرصاد، فأسقطت المخطط في مهده، وكشفت الخونة، وردّت كيدهم إلى نحورهم.
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين …
مخططاتهم إلى زوال، وأردنّنا باقٍ بشموخه، قويٌّ بإرادة شعبه، وراسخ بقيادته الهاشمية التي لم تتزحزح يومًا عن مسؤولياتها، في الداخل والخارج.
هذا الوطن الذي قال فيه جلالة الملك عبدالله الثاني “عهدي لكم أن يبقى الأردن عزيزًا كريمًا آمِنًا مطمئنًا”، هو عهد لا يُنكث، وكلمة لا تُكسر. فأردنا يحمل تاريخ من الصبر، ومواقف من الشرف، وتضحيات لا تعد ولا تحصى.
وإننا اليوم، إذ نتابع ما تم كشفه من مؤامرات، نزداد فخرًا بمخابراتنا وسائر مؤسساتنا الأمنية، التي أثبتت من جديد أنها الدرع الحامي، والسد المنيع. فهم أبناء هذا الوطن الذين نذروا أنفسهم لحمايته، يعملون في الظل بصمت، ويظهرون حين يحتاجهم الوطن.
وما كان لهذا الأمن أن يستمر لولا الوعي الشعبي، والوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة الهاشمية، التي لم تتخلّ يومًا عن مسؤولياتها، ولم تتهاون في الدفاع عن مصالح الشعب، ولا في حماية كرامة المواطن. فالوطن اليوم بحاجة إلى كل يدٍ مخلصة، وكل صوتٍ غيور، وكل مواطن ينذر نفسه للانتماء.
ونحن على يقين أن من ينصر الحق، ويخلص لوطنه، فإن الله معه. ففي عالمٍ يموج بالتغييرات والأطماع، لا مكان للحياد أو اللامبالاة، والمرحلة المقبلة تتطلب منا أن نغرس في أبنائنا حبّ الأردن، وأن نحصّنهم بالوعي والانتماء، لأن الخطر لا يأتي دائمًا من الخارج، بل قد يولد من داخل البيوت التي غُفلت، ومن العقول التي لم تُحصّن.
علموا أبناءكم أن الأردن هو كرامتنا وهويتنا ومستقبلنا. علموهم أن الوفاء ليس خيارًا، بل واجب، وأن الخيانة لا تُغتفر، ولو لبست ألف قناع.
سيظل الأردن عصيًّا على الانكسار، لأن فيه رجالاً إذا أظلمت الطرق، أضاؤوها بولائهم. حمى الله الأردن، أرضًا وشعبًا وقيادة. حمى الله جلالة الملك عبدالله الثاني، حامي الحمى، وراعي الأمان. وعاش الأردن عاليًا، رغم أنف كل من تآمر وخان.