أقلام و آراء

د. بزبز يكتب… ابتهاج العفيف، من رائحة الكيماوي إلى رائحة الليمون…رحلة الشفاء.

 

بقلم الدكتور. محمد يوسف حسن بزبز
رئيس قسم الإعلام تربية لواء الجامعة.

السيدة. ابتهاج سعود العفيف ” أم أصيل ” ، مديرة مدرسة ضاحية الرشيد الثانوية للبنات – لواء الجامعة.
هي مثال حي على الأمل و الإصرار والتحدي في مواجهة مرض السرطان. حيث كانت تُعتبر الطموحات والأحلام جزءًا من حياتها اليومية. منذ صغرها، كانت تحلم بأن تصبح شخصية مؤثرة في مجتمعها، وبدأت رحلتها الأكاديمية ، وعملها في الميدان التربوي. ولكن، في مرحلة من حياتها، واجهت ابتهاج تحديًا كبيرًا عندما تم تشخيصها بمرض السرطان.

لم تكن ابتهاج مستعدة لهذا الخبر المفاجئ، ولكنه لم يُثنِ عزيمتها. بدلاً من الاستسلام للخوف والقلق، قررت أن تتخذ من مرضها دافعًا لتعزيز إرادتها. بدأت ابتهاج في البحث عن المعلومات حول مرضها، وركزت على العلاج والتغذية الصحية. كانت تذهب بانتظام إلى المستشفى لتلقي العلاج، ولكنها أيضًا كانت تشارك في الأنشطة التي تحفزها على البقاء نشطة… كتنظيف دونم داخل أسوار مدرسة معدي الثانوية للبنات التابعة لمديرية دير علا عندما كانت تعمل كمديرة فيها آنذاك، حيث زرعت 150 شجرة حمضيات ، شاهدةً على رحلة شفاءها، كانت تشتم رائحة الليمون، بدل رائحة الكيماوي، وتستظل بها، كلما لامست حرارة الكيماوي عزيمتها، الشجرات تكبر وهي تتعافى.

خلال رحلتها، واجهت ابتهاج العديد من التحديات، بما في ذلك الآثار الجانبية للعلاج والقلق النفسي. ومع ذلك، كانت دائمًا تجد القوة في دعم عائلتها وأصدقائها. قامت بدعم النساء المصابات بالسرطان، حيث كانت تشارك قصصها وتجاربها، وتساعد الأخريات في التغلب على صعوباتهن. كانت تؤمن بأن الحديث عن المرض ومشاركة التجارب يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة النفسية.

ابتهاج لم تكتفِ بالنجاح في معركتها الشخصية ضد السرطان، بل أصبحت أيضًا ناشطة في مجال التوعية بمرض السرطان. بدأت في تنظيم ورش عمل ومحاضرات لزيادة الوعي حول أهمية الكشف المبكر والعلاج. مما جعلها شخصية محورية في المجتمع.

من خلال قصتها، ألهمت ابتهاج الكثيرين، وأظهرت أن الإرادة القوية يمكن أن تتغلب على أصعب التحديات. قصتها ليست مجرد قصة شجاعة، بل هي دعوة للجميع لمواجهة الصعوبات وعدم الاستسلام. لقد أثبتت أن الحياة تستحق القتال من أجلها، وأن الأمل دائمًا موجود، حتى في أحلك الأوقات.

في النهاية، تعد ابتهاج سعود العفيف رمزًا للصمود والإرادة. قصتها تُظهر لنا أن التحديات يمكن أن تُحوّل إلى فرص للنمو والتغيير. بإصرارها، ألهمت الكثيرين للقتال من أجل أحلامهم، ولتحدي الصعوبات التي تواجههم في حياتهم.

إن ابتهاج ليست مجرد مثال للنجاح الشخصي، بل هي أيضًا مثال على كيفية تحويل الألم إلى قوة، وكيف يمكن للإرادة القوية أن تحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الأفراد والمجتمعات.

شكرًا من القلب ست ابتهاج سعود العفيف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى