
الدكتور محمد عبدالستار جرادات
في كل مرة أتابع نشاطات جلالة الملكة رانيا العبدالله، أجد نفسي أمامشخصية استثنائية تجمع بين الرقي والبساطة، القوة والحنان، الحكمةوالالتزام. ما يميز الملكة رانيا ليس فقط كونها رمزًا وطنيًا للأردن، بل لأنها صوتعالمي يحمل رسالة إنسانية نبيلة.
لا يمكن أن أتحدث عن جلالة الملكة دون أن أتوقف عند دورها المحوري في دعمالقضية الفلسطينية. في وقت قلّ فيه المدافعون الصادقون عن حقوقالفلسطينيين، تقف الملكة رانيا بشجاعة وإصرار، تذكّر العالم دائمًا بأن إقامةدولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، ليس مجرد حق بل ضرورةلتحقيق السلام العادل. مواقفها الواضحة والقوية تجد صدى في المحافلالدولية، حيث تسعى بكل دبلوماسية إلى إبراز عدالة هذه القضية.
أحد أبرز جوانب عمل الملكة رانيا هو قدرتها على تعزيز علاقات الأردن الدولية ،فلقاء جلالتها الأخير مع السيدة الأولى الأمريكية المقبلة ميلانيا ترامب في بالمبيتش، فلوريدا، هو دليل على مكانة الأردن الراسخة على الساحة العالمية. هذااللقاء، الذي جاء في إطار نقاش قضايا إنسانية كالتعليم ورعاية الأطفال،يعكس نهج الملكة في بناء جسور التعاون مع قادة العالم.
فهو ليس اللقاء الأول بين الملكة والسيدة ترامب، بل الثالث، ما يوضح عمقالعلاقة التي تبنيها جلالتها مع الشخصيات الدولية المؤثرة، لتعزيز مصالحالأردن الإنسانية والتنموية.
علاقات الملكة رانيا بالدول الأخرى ليست مجرد علاقات رسمية، بل هي علاقاتمبنية على التفاهم والاحترام المتبادل. زياراتها للعديد من الدول، ولقاءاتها معقادتها، تعكس قدرة الأردن على تقديم نفسه كشريك فاعل ومؤثر في القضاياالإقليمية والعالمية. الملكة، بحديثها العفوي والمنطقي، تُظهر الوجه الحضاريللأردن كدولة توازن بين إرثها الثقافي وتطلعاتها المستقبلية.
أما على المستوى الوطني، فإن مبادراتها التعليمية عبر مؤسسة الملكة رانياللتعليم والتنمية تُعد نموذجًا ملهمًا. الملكة رانيا تؤمن بأن التعليم ليس مجرد حقللأطفال، بل هو الركيزة الأساسية لتقدم المجتمعات. مبادراتها لتحسين جودةالتعليم وتوفير فرص تعلم متكافئة للأطفال في الأردن والعالم جعلتها رائدة فيهذا المجال.
إلى جانب التعليم، تسعى الملكة رانيا إلى الدفاع عن القيم الإنسانية من خلالدعم اللاجئين والمجتمعات الضعيفة. في كل محفل دولي تشارك فيه، تُسلطالضوء على معاناة اللاجئين في الأردن، وتدعو العالم لتحمل مسؤولياتهتجاههم، مما يُظهر التزامها الأصيل بالدفاع عن الكرامة الإنسانية.
الملكة رانيا ليست فقط رمزًا وطنيًا للأردن، بل هي نموذج عالمي للقيادةالمتواضعة والفعالة. لقاءاتها مع القادة العالميين، يعكس دورها في تعزيز صورةالأردن كدولة صغيرة بحجمها، لكنها كبيرة بتأثيرها. إنها ملكة القلوب التيتعمل بلا كلل لتحسين حياة الناس، داخل الأردن وخارجه، وتُظهر لنا جميعًا أنالقيادة الحقيقية هي التي تبني الجسور وتحمل الأمل للجميع.
حمى الله الأردن، حمى الله الملك و ولي عهدة الامين.