جهود ملكية دؤوبة للسلام في الإقليم و العالم

كريستين حنا نصر

كما اعتدنا نحن الاردنيون دوما على تحركات وجولات جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين رعاه الله المكوكية الاقليمية والعالمية وفي كافة المحافل ، انها تستهدف التباحث في العديد من القضايا، خاصة في هذه الايام العصيبة المثقلة بدوامة من الصراعات العسكرية المتزايدة، ومنها الصراع في غزة والحرب في لبنان وسوريا مؤخراً .
وفي سياق الحراك الدبلوماسي الملكي، التقى جلالة الملك عبد الله الثاني في واشنطن بقيادات من الكونغرس الامريكي ورؤساء وأعضاء من مجلس الشيوخ ، جرى خلالها استعراض الشراكة الاستراتيجية بين الاردن والولايات المتحدة الامريكية واستمرار تعزيزها، كما ثمن جلالته الدعم الأمريكي المتواصل للأردن للعديد من المشاريع التنموية المستدامة ، وايضا زيارة جلالته المكوكية الدولية البالغة الاهمية الى أمين عام حلف الناتو ، واللقاء والتباحث مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الناتو، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني.
وبالنظر الى اجتماعاته في الكونغرس و اللقاء بأعضاء مجلس الشيوخ فمن اهم القضايا التي بحثها جلالته هي القضية الاساسية بالغة الاهمية في منطقتنا وهي الصراع في غزة، حيث طالب بتعزيز اليات الاستجابة الدولية الانسانية من اجل الحد من تفاقم الكارثة الانسانية بحق أهالي غزة، داعيا الى تكثيف جهود المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لضمان دخول المساعدات الاغاثية للشعب الفلسطيني.
وحث جلالته أيضا على ضرورة الدفع لايجاد حل سياسي من خلال السعي نحو وقف فوري لاطلاق النار في غزة وبسط السلام بدلا من الحرب ، على اساس حل الدولتين وضمان نيل الشعب الفلسطيني حقوقه ، موكدا جلالته على اهمية دور الولايات المتحدة وجهودها في تحقيق السلام وبشكل خاص في الاقليم المتأزم ، معتبرا جلالته ان الفشل في خفض التصعيد وعدم القدرة الدولية على انهاء الحرب في غزة سوف يؤدي حتما الى تفاقم وتوسع الصراع في المنطقة ويتجه بها نحو حرب اقليمية ، واكد الملك على رفضه اي تهجير للفلسطينين من غزة والضفة الغربية ، كما دعا ايضا الى بذل الجهود في سبيل وقف العنف الذي يمارس من قبل المستوطنين المتطرفين بحق الفلسطينيين ، وعلى وجه الخصوص الانتهاكات المتكررة تجاه المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وهي سلوكيات يرفضها الاردن بشكل قاطع ، خاصة أن الرعاية الهاشمية التاريخية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ، تشكل مسؤولية تاريخية للعائلة الهاشمية من منطلق امانة وواجب الوصاية.
وأيضا حذر جلالته من تبعات منع منظمة الاونروا من استئناف اعمالها الاغاثية بحق اللاجئين الفلسطينين ، مؤكداً جلالته انه يجب مواصلة دعم هذه المنظمة الاممية لاستئناف اعمالها الاغاثية للاجئين الفلسطينيين بوصفها الشريان الأساسي للحياة خاصة انها تقدم برامجها وخدماتها لاكثر من مليوني فلسطيني في غزة .
يضاف ايضاً الى الزيارة السابقة اخرى مكوكية عالمية ، التقى فيها جلالة الملك عبد الله الثاني في بروكسل وبحضور صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله قيادات اوروبية بارزة ممثلة بامين عام حلف الناتو ووزاء خارجية الدول الاعضاء وبلقاء منفصل معهم ، اكد خلاله الملك على اهمية ايجاد سبل تكفل توسيع وتعزيز العلاقة الاردنية مع حلف الناتو وفي عدة مجالات منها الدبلوماسية والدفاعية ، الى جانب استمرار التنسيق بهدف تحقيق الاستقرار اقليميا ودوليا، كذلك تحسين وزيادة الدعم الانساني والاغاثي، وتطرق جلالته الى اهمية الوصول الناجح لايقاف اطلاق النار في عدة دول اقليمية بما في ذلك الصراع في غزة والضفة الغربية ولبنان ودعم أمنه واستقراره وسيادة الدولة اللبنانية وسلامة شعبها.
وختاما اكد جلالته على ان الاردن دوما يقف بجانب الدولة السورية ووحدة اراضيها وسيادتها خاصة جراء الصراع الدائر فيها موخرا .
ان نجاح الجولات الملكية والمباحثات التي يجريها جلالته مع قادة العالم يتضح في انها تتضمن ايصال رسالته السلمية الهادفة الى خدمة مصالح الشعوب العربية دون استثناء ، وهذا يعكس حنكة الدبلوماسية الاردنية الوازنة الساعية لبسط السلام في اقليمنا العربي الملتهب، والدعوة ايضا للسلام العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى