الغرب ينبذ .. ويحارب .. الإسلام .. والمسيحية .. ويشجع على الإلحاد

 

عوض ضيف الله الملاحمه

ليبرالية الغرب المتوحشة وغير الأخلاقية ، المُنفلته بدون ضوابط ، التي تسعى لحياة بوهيمية غريبة ، حتى حيوانات الغاب ترفض الكثير منها .

الغرب يرفض قيم الإسلام مطلقاً ، ومرعوب من إنتشاره في أوروبا . كما يرفض المسيحية وقيمها وما تدعو اليه من إنضباط أخلاقي ، وقد تمكن الغرب من ان يذهب بعيداً في محاصرتها وعزلها وتشويهها . كما نجح في إبعاد الناس عنها . وهذا نتاج قرون من العمل لنبذ المسيحية في أوروبا ومن دلائل نجاحهم ان ما نسبته ( ٨٠٪؜ ) من المجتمع الفرنسي أصبح مُلحداً او لا ديني . ما دفعني لكتابة هذا المقال هو التعليق على المقال الخطير الذي كتبه عضو مجلس العموم البريطاني السيد / كير ستارمر ، زعيم حزب العمال البريطاني الجديد ، والذي أرسله لي صديقي السيد / يوسف السردي ، الرجل الذي أحترم .

إتصف المقال الذي كتبه السيد / كير ستارمر بمصداقية متفردة ، وكأنه بوح شخصي — لكنه ينفثُ سُماً زعافاً — كان فيه واضحاً وصادقاً لحد بعيد . وما دفعه لهذه الصراحة هو إفتراضة انه يكتب لأبنائهم من الأجيال القادمة ، حتى لا يتصادموا معهم يوماً ما ، او ان يشعروا بالإضطراب الفكري ، ومتلازمة التناقضات النفسية بين إيمانهم بالقيم الليبرالية وإحتياجات أمنهم القومي .

وهنا سأسرد المقال نصاً : [[ نحن خلافاتنا في الحقيقة ليست مع الشعوب الإسلامية ولا الأنظمة الحاكمة ، لأن الأنظمة تدور في فلكنا ، وتستمد بقاءها من جانبنا ، وتنفذ سياساتنا التي تخدم أمننا القومي الغربي ، بغض النظر عن أمنها القومي . ( توصيف قاسٍ ) .
إذا فأين تكمن حقيقة الأزمة في علاقاتنا في العالم الإسلامي ككل والعربي كونه مركز هذا العالم ؟
إن مشكلتنا الحقيقية تكمن في الإسلام ذاته ، ومع محمد نبي الإسلام نفسه . لأنه دين حضاري ، يمتلك الإجابات التفصيلية لكل الأسئلة الوجودية والحضارية ، وهو منافس عنيد للحضارة الغربية ، التي بدأت تفقد تألقها حتى داخل مجتمعاتنا الأوروبية ، التي أتاحت لها القيم الليبرالية حرية التفكير ، وأضعفت سلطة الكنيسة ، وهذا التفكير الحر المجرد قاد الكثير من النخب والشباب الى إعتناق الإسلام ، لأنهم وجدوا فيه كل الإجابات عن إحتياجاتهم النفسية والروحية والوجودية والإجتماعية التي أغرقتهم فيها حضارتنا المتناقضة .
نحن مشكلتنا الحقيقية مع الإسلام نفسه ، وستظل كذلك ، لأنه ليس لنا الا خيار مواجهة التدفق الإسلامي والفكر الإسلامي بشتى الطرق ، لأن الخيار الآخر هو ان نعترف ان الإسلام دين الله الحق ، ودين يسوع ، وكل النبيين ، وهذا سيقودنا الى إعتناقه ، حتى نصل الى ملكوت الله في الدنيا وما بعد الحياة . وهذا سيعيدنا الى المربع الأول في صراعات الدين والدولة في الفكر المسيحي ، على ان هناك فرقاً شاسعاً بين الإسلام والمسيحية في تلك القضايا .
ليس لنا خيار سوى مقاومة الإسلام، ولو أدى ذلك الى تخلي بلداننا ومؤسساتنا عن القيم الليبرالية . وعلينا ان نسن القوانين التي تدفع المسلمين الى مغادرة أوروبا . ولنا مثال في السويد التي تفرض قوانينها المثلية والشذوذ والإلحاد ، وهذا اكثر ما يدعو المسلمين الى مغادرة أوروبا ، او الإنصهار في حضارتها وفقدان إيمانهم بالإسلام . وكذلك علينا ان نمنع الهجرة من العالم الإسلامي الى أوروبا وأمريكا ولو بالتعاون مع الدول الإسلامية ونفتح المجال لهجرة الشعوب غير المسلمة .
ومن جهة أخرى ، يجب الإستمرار في دعم اسرائيل ، مهما كانت إجراءاتها قاسية ، حتى لا تسمح بإقامة نواة لنظام إسلامي في غزة ، يشجع الشعوب الإسلامية على إحتذاء التجربة ، ومن الممكن في هذا المجال الإستفادة من الدعم الكبير الذي تحظى به اسرائيل من الدول العربية ، التي تخاف من قيام اي نظام إسلامي او ديمقراطي . وهذه نقطة ثالثة مهمة وهي دعم الأنظمة العربية ومؤسساتها وجيوشها وأجهزتها المختلفة التي تمنع قيام اي نظام يستمد قيمه من تعاليم محمد ومن كتابه المقدس .
لا يهم ان كان ما نقوم به خطأ او باطلاً او شرعياً او غير شرعي ، فهذه مسألة يجب ان تكون محسومة ونعمل عليها ومن خلالها . نحن امام تحدٍ كبير بين قيمنا الليبرالية وأمننا القومي ، وهما الآن قيمتان متناقضتان ، وبين الزحف الإسلامي المنبعث من كل مكان في العالم وكأنه بخار الماء الذي لا ندري من اين طلعت عليه الشمس . لا يجب ان نختبر صوابية و خطأ القيم الإسلامية ، لأن ذلك قد يقود أكثرنا الى الإسلام ، والقيم الدينية المحمدية . وفي نفس الوقت ، هناك حاجة الى جرعات من المسيحية ولكن بصورة منضبطة لا تؤثر على إنجازات الحضارة الغربية ، بهدف الحد من توغل الإسلام الى ديارنا .
نحن الآن بين خيارات متناقضة ومخيفة ، لأن الإستمرار في خياراتنا الليبرالية يفقدنا الحصانة من الزحف الإسلامي ، والعودة الى الكنيسة يهدم قيمنا الليبرالية — تمعنوا بذلك — ويؤثر على منجزاتنا الحضارية ، وقد نشأت أجيال في الغرب لا تؤمن بالمسيح ، ولن تستطيع العودة الى الكنيسة ، بعد رياح الإنفتاح اللامحدودة .
ما أخشاه ان لا نجد أمامنا في المستقبل الا خياراً واحداً يتمثل فى الدفع نحو قيام حرب كبرى ، تحد من الحريات ، وتربك الحياة العامة ، وتُشعل حروباً غير منتهية في الدول الإسلامية، وتفقد الإسلام مناخات السلام التي يتمدد من خلالها .
ما لم نتدارك الأمر ، فسوف تملأ المساجد والمآذن أوروبا ، ويسيطر الإسلاميون في اي إنتخابات أوروبية على مقاعد البرلمان ، وعلى الرأي العام ، وعلى الإقتصاد ، ثم يحكمون أوروبا بتعاليم الإسلام ]] . إنتهى الإقتباس .

هذه أخطر ، وأهم ، وأوضح ، وأصدق رسالة تكشف تفكير الغرب الشيطاني . وعلى النظام الرسمي العربي تحديداً ان يأخذها على محمل الجد ، وان لا يكون مشاركاً فيها ، وان تكون هادياً له في علاقاته من الغرب .

تفكير الساسة في الغرب تفكير شيطاني ، لا أخلاقي . يخططون — ومع الأسف ينجحون — في إبعاد الناس عن التمسك بالدين الإسلامي والمسيحي ، ليتخلصوا من الضوابط الأخلاقية والقيمية ، ونشر الحياة البوهيمية المنفلتة . هناك فرق شاسع بين تفكير السياسي ، ونهج رجال الفكر السوي الحرّ . فكم من مفكر سوي التفكير قد كتب وأشاد وأجاد في توصيف قيم سيدنا محمد ، وسيدنا عيسى عليهما صلاة الله وسلامه ؟ الغرب ينبذ ويحارب دينين سماويين الإسلام والمسيحية بتبني الإنفلات والشذوذ والمثلية للإطاحة بالقيم الدينية والأخلاقية النبيلة .
ما كشفه يؤكد ان منطقتنا العربية تحديداً لم ولن تشهد إستقراراً بسبب مخططاتهم العدائية ضد الإسلام .. ومما يزيد الأمر سوءاً انهم يجعلوننا نقتتل فيما بيننا والقاتل والمقتول مسلمين وكليهما يصدح ب (( الله أكبر )) . ومما جاء في السياق ان مصيبتنا الأولى ان أنظمتنا الحاكمة تدور في فلك أعدائنا ، وتستمد بقاءها منهم ، وتنفذ سياساتهم ، التي تخدم أمن الغرب القومي ، بغض النظر عن أمننا العربي القومي . ما أقسى هذا التوصيف المُهين للعرب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى