قراءة أولية في المشهد الانتخابي لمحافظة اربد
كتب رئيس التحرير الزميل صهيب حسن التل
بصدور الامر الملكي السامي باجراء الانتخابات النيابية لمجلس النواب العشرين و تحديد الهيئة المستقلة للانتخاب يوم العاشر من ايلول موعدآ لأجراء الانتخاب العام ارتفعت وتيرة الحراك الانتخابي في اربد لذي كان قد بدأ في شهر رمضان الماضي و يلحظ المراقب حالة ازدحام شديدة بالاسماء التي اعلن اصحابها رغبتهم في خوض هذه الانتخابات سواء على القائمة الوطنية او القائمة المحلية ورغم كثرة اعداد الراغبين بالترشح لا نستطيع الجزم بصدقية هذه الرغبة إلا مع نهاية دوام يوم الثامن و العشرون من اب القادم و هو موعد إعلان القوائم النهائية للمرشحين الجادين .
و ارجع مراقبون هذا الازدحام في أعداد من ابدوا رغبتهم المرشحين الى اكثر من سبب منها : بالونات اختبار لمعرفة مدى فرصتهم لإستكمال المراحل القادمة و البعض لإجراء مفاوضات و تحصيل بعض المكتسبات الذاتية على مستوى العشيرة او الحزب و اخرين لمناكفة غيرهم ممن يعتقد انهم جادون في خوض هذه الانتخابات .
و اللافت في المشهد ضعف صوت المرأة على مستوى المحافظة فلم يرد لعلمنا سوى اعداد قليلة من اسماء السيدات الراغبات في خوض هذه الانتخابات وانهن في انتظار انضاج الفكرة لدى العشيرة أو الحزب و بغض النظر عن فرصتهن في الظفر بأحد مقعدي الكوتة على مستوى المحافظة مما يؤشر الى ان صوت المرأة ما زال ضعيفا ضمن شارع انتخابي سيطرة عليه الذكورية بامتياز .
ولا يغيب حديث الانتخابات عن مجالس المحافظة العامة و الخاصة حيث تشهد هذه المجالس حوارات و نقاشات حول اهمية التوافق العشائري او الحزبي على اسماء تكون لها فرصة أكبر في الوصل الى قبة البرلمان في ظل قانون جديد نكاد نجزم انر نسبة كبيرة من المواطنين و خاصة بين الراغبين في الترشح المرشحين لم يطلع على هذا القانون ولا يعرف كيفية الترشح ناهيك عن كيفية احتساب النسب و العتبات ليتمكنوا من توزين فرصتهم في هذه الجولة من الانتخابات التي يوجب القانون خوضها باحدى اثنتين القائمة الوطنية او القائمة المحلية ولا ثالث لهما .
وعلى ذات السياق مازالت العشائر و الاحزاب في حالة مناقشات و مشاورات مستمرة تستهلك معظم وقت الراغبين في الترشح بتمسك البعض خوض هذه الانتخابات بغض النظر عن نتائجها في حين ان البعض الاخر يصر على ان يكون اسمه ضمن السبعة ارقام الاولى للقائمة الوطنية آخرين يصرون على انهم لن يتنازلوا عن الرقم الاول او الثاني الامر الذي يؤشر الى تلبد غيوم كثيفة في سماء هذه الانتخابات التي قد تؤدي الى امطار شديدة تشكل سيولا تجرف بعض المنتسبين لبعض الأحزاب والخروج منها و لايقل وضع العشائر ضجيجا عن وضع الأحزاب حيث تشهد غالبية عشائر المحافظة الكثير من اسماء ابناء العشيرة الواحدة الذين اعلنوا مباشرة او من خلال ذويهم او المقربين منهم عن رغبتهم في خوض هذه الانتخابات دون انتظار الانتخابات الداخلية لهذه العشائر رغم ان بعضها حسمت امرها و افرزت مرشح اجماع و يرجع المراقبين وكما اسلفنا الى ان من اسباب هذا الزحام و الرغبة في خوض الانتخابات ليست نهائية بقدر ماهي فتح باب المفاوضات مع الراغبين الجادين في خوض الانتخابات بهدف تحقيق مكاسب مستقبلية على مستوى العشيرة بأن يتم التنازل لأحدهم و في حال فوز العشيرة بمقعد انتخابي يقدم نفسه انه احد ابرز صناع هذا الفوز بإيثاره ابناء عمومته على نفسه و في حال الخسارة لن يتردد في إلقاء اللوم عليهم بأنه لو خاض هو هذه الإنتخابات لكانت فرصة عشيرته افضل و لحقق الفوز و المكانة للعشيرة .
و يؤكد غالبية المراقبين للشارع الانتخابي على كثافة الغيوم التيد تلامس سطح هذا الشارع و تحجب الرؤية فيه لعشرات الامتار الامر الذي يدعو الى التأني و الحذر الشديد في اصدار احكام مسبقة على الصورة النهائية للوضع الإنتخابي في دائرتي اربد الاول و الثانية التي يتنافس فيها المتنافسون على اثنا عشر مقعد اذا ما خصمنا مقعدي الكوتة النسائية و المقعد المسيحي بعضها بات شبه محجوز المرشحين يشكلون اوازن ثقيلة في مناطقهم و الى قراءة جدية نتمنى ان تكون الرؤية قد بدأت تتضح أكثر .