الألعاب النارية .. بين الفُرس .. والصهيونية

 

عوض ضيف الله الملاحمه

الأهم ، والأولى ان أؤكد على ما كتبته مراراً وتكراراً بأن الفرس المجوس يستحيل ان يكون تحرير فلسطين من اولوياتهم ، واهتماماتهم بالمطلق . وإنما يهدفون من صناعة أذرعهم الأربعة المعروفة خلق نقاط إرتكاز لزيادة هيمنتهم في المنطقة العربية ، وإيجاد بؤر إشتعال تحركها كالبيادق حين تشاء .

والأخطر ان هناك تنسيقاً وإنسجاماً خفياً بينها وبين الدولة الأقذر في تاريخ البشرية وربيبتها الصهيونية العالمية ممثلة بالكيان الصهيوني ، وأنهم يتبادلون الأدوار ، ويقتسمون الغنائم بكل أريحية . وان ذلك التنسيق الاستراتيجي بينهم وأضح وجليّ لكل ذي لُبٍّ .

كما ان أمريكا تدعم إيران وتسندها ، وتصنع لها أدواراً خفية ومستترة لتُخيف دول الخليج العربي منها ، حتى تعزز أمريكا دورها في السيطرة على منابع النفط ، مدعية أنها تحمي دول الخليج العربي من الأطماع الإيرانية وأن امريكا تدعم وصول ايران وإمتلاكها السلاح النووي . وذلك يتضح من الإحتراف الايراني في المماطلة لكسب الوقت ، وهل الإحتراف الايراني في إستثمار كسب الوقت لبرنامجها النووي يمكن ان ينطلي على أمريكا لو انها لا ترغب بحصول ايران على السلاح النووي ؟

ايران الفارسية تكره كل ما هو عربي جينياً . وهذا ليس جديداً ، بل منذ الأزل ، ولتأكيد ذلك هل تختلف ايران الفارسية الخمينية عن ايران الشاهنشاهية ؟

ايران الشاهنشاهية إحتلت عربستان ، واحتلت الجزر الإماراتية الثلاثة ( طنب الكبرى ، وطنب الصغرى ، وابو موسى ) . وايران الخمينية إحتلت العراق بمباركة وموافقة وتخطيط مسبق مع أمريكا . وسيطرت على لبنان ودمرته ، وسيطرت على سوريا ، وسيطرت على العراق وتعمل جاهدة على ضمه لها ، وسيطرت على اليمن وعاثت فيه فساداً ، وتقسيماً ، وتدميراً ، وتقتيلاً ، وحروباً .

ليلة البارحة غاب النوم عن عيون الكثيرين خاصة في الأردن ، لأنهم توهموا ان حرباً إقليمية قد إشتعلت . وهم لا يدركون ان الأمر لن يتعدى إشعال ألعاب نارية ، متفق عليها أمريكياً وايرانياً ، وكياناً مسخاً . ما حصل ليلة البارحة لا يتعدى إطلاق العاب نارية إبتهاجاً في إعلان زواج لعلاقة غير شرعية أنجبت طفلاً سفاحاً قبل إشهار الإقتران .

الهدف مما تم ليلة البارحة إعادة التعاطف العالمي مع الكيان . وإنقاذ النتن ياهو من خسارته الواضحة في حربه على غزة ، والتغطية على فشله في تحقيق اي هدفٍ من الأهداف التي أعلنها في حربه على غزة . كما ان من أهم الأهداف حرف الإنتباه عما دار ويدور من حرب إبادة في غزة ، والتأييد الشعبي العالمي في عواصم الغرب كافة . وإعلان النتن ياهو منتصراً ، وقد اعلنها صراحة الرئيس الاميركي اليوم .

صحيح انني أعتبر الدبلوماسية الايرانية في قمة الذكاء والدقة . لكنني ضحكت كثيراً عندما اعلنت ايران انها تحولت من الردع الإستراتيجي الى تنفيد عملية الوعد الحق . كما أعلنت ايران انها تبادلت الرسائل مع الإدارة الأمريكية ، والوساطات الدولية للتهدئة . وكنتيجة لعملية الوعد الحق ، قال الرئيس الأميركي بايدن لإسرائيل : إذا إستمريتم في لعب دور رامبو لن نكون معكم ، ولن نضرِب ايران .

الله أكبر ، أعلنت ايران انها استخدمت صواريخ باليستية ، وكروز ، ومسيرات بالمئات ، ولم تسفر عن إصابة هدفٍ واحد ، او جرح عسكري صهيوني واحد !؟

على ما يبدو ان نصيب الأسد من تلك المسيرات والصواريخ قد كان للأردن . فقد حطّ أحد تلك الصواريخ بالقرب من بيتي في منطقة مرج الحمام في عمان .

هناك تناغم وإنسجام وتنسيق بين امريكا والكيان وايران ، والا كيف سلمت امريكا العراق العظيم الى ايران ، وها هي تعيث فيه تدميراً وتقتيلاً لعقدين من الزمن . ثم الم تغتال ايران بالتنسيق مع الكيان ( ٣,٨٠٠ ) عالم عراقي ؟ وتدعي ايران عدائها الشديد للكيان مع ان استثمارات الكيان في ايران تزيد عن ( ٣٣ ) مليار دولار . بالإضافة الى ان آلاف الحسابات الوهمية ، والإذاعات ، والمحطات التلفزيونية الايرانية تبث من الكيان لصالح ايران !؟

على الواهمين المؤيدين للفرس الحذر والتنبه ، لأن كل ما يحصل أمامهم يؤكد تحالف ايران مع امريكا والكيان ضد كل ما يمت للعرب والعروبة بصلة . ما حصل البارحة ليس أكثر من العاب نارية بين الفرس والصهيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى