كلام الملِك .. هل يُدرك .. أم يُترك ؟

 

عوض ضيف الله الملاحمه

رغم القهر من العجز العربي الذي عَمّ . ورغم غضبي من كافة الأنظمة الرسمية العربية . الا إنني أُسجل للأردن بعض المواقف التي تجاوزت العجز العربي الذي وصل حد الخيانة .لكنها لم تقترب من الموقف الذي يجب ان يتخذه الأردن .

أسجل للأردن الآتي :—
١ )) الإستمرارية والثبات في تواجد المستشفيات في غزة والضفة الغربية . والدليل على ذلك انها لم تخرج عن الخدمة للاشقاء في غزة .
٢ )) الإستمرار في تزويد الضفة الغربية باحتياجاتها الضرورية .
٣ )) التحرك الدولي ، الذي اعتبره مثابرة واصراراً للبحث عن حلول ووقف اطلاق النار ، وشرح مخاطر دعم الغرب للكيان الصهيوني . وتركيز هذا التحرك بزيارات متتالية للدول الأكثر دعماً للعدو منها : فرنسا — التي خففت من إندفاعها لدعم الكيان كنتيجة للزيارات — والمانيا ، وبريطانيا . أما في امريكا وامام رئيسها قال ملك البلاد ما يجب ان يُقال ، بكل جرأة ، ووضوح ، وإصرار ، ومرارة .
٤ )) لم يستطع الأردن زحزحة مؤتمري القمة العربي والإسلامي عن مواقفهما السلبية ، حيث لم يتم الأخذ بما تضمنته الورقة الأردنية المقدمة للمؤتمرين .

عند التعمق في تحليل مواقف الدول العربية ، نجد ان الأردن في مواقفه هو الأقل تقصيراً ، والأكثر تحركاً وإستنجاداً بالمجتمع الدولي للضغط لوقف الحرب ، وإنصاف الفلسطينيين .

اذا أدركنا بأن الأردن ليس بمقدوره حمل القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها ومخاطرها منفرداً . يضاف الى ذلك ان الأردن هو المستهدَف الثاني بعد فلسطين من قبل الكيان الصهيونى . فانني مضطر لأن أقول ان (( الجود من الموجود )) . وعند النظر بتعمق لما قدمه الأردن للقضية الفلسطينية نجد انه لم يتبقَ الا ان يُعلِن الأردن الحرب على العدو . عندها نفكر بعقلانية ونقول انه إنتحار ، وإختصار لخطط العدو الذي تسانده أساطيل امريكا واوروبا لقضم الأردن كلياً او جزئياً . وبهذا نكون قد ضحّينا بالأردن دون ان نقدم أية مساندة للأشقاء الفلسطينيين .

وقد يقول قائل لماذا لم يستغل الأردن اوراق الضغط التي يمتلكها ضد الكيان ، ومنها ، وأهمها الغاء اتفاقية وادي عربة ، او التلويح بها . أقول بعد ان تكشفت مخططات العدو ، وسعيه في هذه الحرب لتحقيق الحلول الجذرية لكل ما يسبب له المواجع بان الغاء الإتفاقية سيسمح للعدو — الذي يود التخلص منها — بقضم الأردن جزئياً او كلياً ، وتهجير أبناء الضفة للأردن . فنخسر الضفة كلياً ، كما اننا سنخسر بالحد الأدني مناطق الأغوار الأردنية الشمالية والجنوبية ، إضافة الى سلسلة الجبال المطلة عليها ومنها سلسلة جبال السلط . عندها سيساهم الأردن مساهمة فاعلة وقوية في تنفيذ صفقة القرن التي رفضها .

عندما كانت اتفاقية وادي عربة تعني شيئاً للعدو ، إستخدمها الأردن كسلاح قوي دون تردد ، عند محاولة إغتيال خالد مشعل واطلاق سراح الشهيد احمد ياسين عليه رحمة الله . لكن العدو الآن يعتبر إتفاقية وادي عربة عقبة كأداء أمام تطلعاته التوسعية .

كلام ملك البلاد في البيت الأبيض ، وأمام الرئيس الاميركي بايدن ، والمرارة التي رافقت توصيف ورفض القتل ، تعني وكأن الملك يقول لبايدن في وجهه : أنا ارفض دعمكم للكيان بكافة أشكاله . وهذا لم ولن يقدر عليه رئيس عربي .

هذا لا يعني اننا لم نقصر مع الأشقاء الفلسطينيين . كما لا يعني اننا ادينا الواجب المفترض ان نقدمه . لكن هذه قدرات الأردن ، وهذه إمكاناته . فاما ان يخوض حرباً خاسرة ، او يلغي اتفاقية يسعى العدو لإلغائها . ولن تستفيد القضية من هذين الفعلين .

أما خط أسطول الشاحنات لتزويد العدو فهذا لا يصح أبداً ولا يمكن إعطاء اي عذر لأنه مُدان في الإقدام على تلك الخطوة الشنيعة .

وضع شائك ، ومتشابك ، يصبح الحليم فيه حيراناً . وهو يرى الدماء تسفك ، والأرواح تُزهق ، والقطاع يُدمّر ، ويهجّر والعرب كما الأصنام في جمودهم .

والأكثر إيلاماً موقف السلطة الفلسطينية التي ما زالت تساند العدو في جوانب عديدة منها المساعدة في القبض على المناضلين ، واقلها تاكيد عدد من كبار المسؤولين في السلطة ومنهم رئيسها بأن المقاومة في غزة لا تمثلهم .

ولانه ما ينفع البر يوم الغارة فتحرير فلسطين ولو كفكره ليس وارداً في ذهن كافة الأنظمة العربية ، وأولها السلطة الفلسطينية. وان فكرة تحرير فلسطين هي فكرة جماهيرية شعبية عربية .

كلام ملك البلاد يجب ان يُدرك ، لا ان يُترك ، لأنه إقدام ، وجسارة ، وجهد متصل مع كافة الدول المساندة للعدو . وقد لقي بعض الإستجابة ولو جزئياً من بعض الدول .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى