الرد الضروري .. على الإتهام السوري

 

عوض ضيف الله الملاحمه

أصدرت وزراة الخارجية السورية بياناً نشرته وكالة الأنباء السورية ( سانا ) ، وجاء في البيان نصاً ما يلي :- [[ ان الضربات الأردنية على الريف الجنوبي لمحافظة السويداء السورية ، ذهب ضحيتها عدداً من المدنيين من الأطفال والنساء وغيرهم من الجرحى والمصابين … ومنذ مطلع الشهر الجاري ، كثف الجيش الأردني ضرباته ، في مناطق جنوبي سوريا ، في إطار جهود مكافحة الإتجار بالمخدرات والأسلحة وتهريبها . وتضمن البيان نصاً بأن سوريا عانت منذ عام ٢٠١١ من تدفق عشرات الآلاف من الإرهابيين وتمرير كميات هائلة من الأسلحة إنطلاقاً من دول جوار ومنها الأردن ، مما أدى لسقوط آلاف الأبرياء وتسبب بمعاناة كبيرة للسوريين في مختلف مجالات الحياة وتدمير البُنى التحتية ]] .

هذا البيان يعتبر إتهاماً صريحاً للأردن ، وليس تلميحاً ، او إيحاءاً كما ورد في بيان وزارة الخارجية الأردنية الخجول ، ولا اود ان اوصفه بغير ذلك . فمن يقرأ البيان السوري يعرف بكل بساطة بان البيان تضمن إتهاماً واضحاً وصريحاً للأردن .

أُحب سوريا ، لا بل أعشقها ، كما أحب كل الأقطار العربية دون إستثناء ، وأحب الشعب العربي من المحيط الى الخليج ، بإستثناء أفرادٍ او مجموعات من العرب تدور في فلك الأنظمة لغايات إكتساب المنافع الرخيصة . والأردن الحبيب هو وطني ، ومسقط رأسي ، ولا يعني انني عندما أكون قومياً ان لا يكون وطني هو الأغلى . وعندما يحدث خلافاً بين قطرين عربيين ، فانني أُساند تلقائياً صاحب الحق ، دون ان تتأثر محبتي للقطر المعتدي .
وحتى لا يعتقد البعض ممن لم تنصهر قناعاتهم بالفكر العروبي ، بأنني أُنَظِّرْ ، فمن الطبيعي ان يكون الأردن متربعاً في (( سويداء )) قلبي ، خاصة عندما يكون هو المتهم ممن يهدد أمنه وإستقراره .

البيان الباهت ، الذي يكتنفه الإستحياء والإستجداء والضعف ، الذي أصدرته وزارة الخارجية الأردنية ، خاصة عندما وصفت بيان وزارة الخارجية السورية بأنه يتضمن إيحاءات .. الخ . أين الإيحاء عندما يذكر البيان السوري بان حدوده شهدت منذ عام ٢٠١١ تدفقاً لعشرات الآلاف من الإرهابيين من دول جوار سوريا ومنها الأردن !؟

الإيحاء في بيان وزارة الخارجية السورية يتضمن إيحاءاً لتركيا ، لانه لم يذكرها بالإسم . مع ان حدودها كانت مشرعة لمئات الألوف من الإرهابيين . كما انها ما زالت تحتل شمال سوريا ، وقصفت ودمرت عشرات المناطق ، ولاحقت الأكراد وشنت عليهم عدة هجمات . ومع ذلك لم تجرؤ وزارة الخارجية السورية على الإفصاح عن إسم تركيا ، بل يمكن إستنتاجه ، من الإيحاء الذي تضمنه البيان عندما ذكر (( .. من دول جوار .. )) .

كذلك حال سوريا مع إيران . حيث ان وزارة الخارجية السورية لم تكن صادقة مع نفسها وتقول للأردن بانها لا تملك وقف تهريب المخدرات والأسلحة للأردن ، لانها فقدت السيطرة على البلاد ، وان ايران واذرعها الأخرى مثل حزب الله هم الذين يعيثون فساداً ، وإفساداً ، وسيطرة ، وفرسنة ، وتشيعاً في سوريا . ويخجلون ان يعترفوا بان ايران واذرعها هي التي تحكم سوريا فعلياً . وليعذرنا الأشقاء في الأردن على عجزنا ( وقلة حيلتنا ) في وقف تهريب المخدرات ، لأن ايران الفارسية عاجزة الآن عن تمويل أذرعها ، وطلبت منهم الإعتماد على زراعة المخدرات والإتجار بها لتمويل عملياتهم ، كما ان الفرس المجوس يحققون أهدافاً أخرى بتدمير المجتمعات العربية عن طريق المخدرات .

بيان وزارة خارجيتنا الخجول يبعث على القهر والشعور بالضعف ، رغم عمليات جيشنا العربي الباسل الذي إرتقى منه العديد من الشهداء وهم يحاولون صدّ تهريب المخدرات والأسلحة لأكثر من عقدٍ من الزمان بمجابهة الخطر داخل الحدود الأردنية . ويرافق ذلك المطالبات المتكررة للأشقاء في سوريا بوقف التهريب . وعندما لم تستجب الشقيقة سوريا ، ليس لأنها لا ترغب في ذلك ، وانما لعجزها عن تقديم اي عون كون الأمر بيد إيران وأذرعها .

أنا مع ملاحقة المهربين ، وتجار المخدرات في عقر دارهم . إذا لم تتعهد سوريا بشن حملات ملاحقة وتصفية لهم ، لدرء خطرهم على الشعب السوري الشقيق والأردن .

قد يقول قائل انها الصيغة الدبلوماسية . وانا أقول : ان الدبلوماسية تعني اللطف ، وليس الضعف . يا ناس ( الحيط الهابط كل بنطه ) . دولة بدون مخالب ، تكون دولة رخوة ، غير مُهابة ، يسهل التعدي عليها ، والنيل منها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى