في ذكرى تعريب قيادة الجيش الأردني
د. صالح ارشيدات
يصادف الأول من آذار، ذكرى قيام المغفور له الملك الحسين بطرد غلوب باشا الإنجليزي قائد الجيش العربي آنذاك وانهاء عمله ومجموعة الضباط الإنجليز في الاْردن وإعلان بداية قيادة اردنية للجيش العربي.
الأمر الذي أثلج صدر قواتنا المسلحة وصدور الأردنيين عامة والنخب السياسية المتنوعة والشخصيات الوطنية والذين خرجوا من كل صوب ليعبروا عن اعتزازهم بالملك الشاب آنذاك وقراره البطولي الذي أكد سيادة القرار الأردني واستقلاله رغم التحديات الهائلة التي سادت آنذاك، والتي واجهت مسيرة الاْردن في ظل ظروف اقتصادية صعبة وتهديد إسرائيلي عدواني دائم للمدن والبلدات الأردنية الحدودية وظروف سياسية خارجية ضاغطة على الاْردن للانضمام للأحلاف الأجنبية (حلف بغداد)، والابتعاد عن التحالفات العربية التحررية بعد الاستقلال.
لقد راهن الغرب على أن الاأردن لن يستطيع بناء دولته وجيشه بدون الخبراء الأجانب، ولن يصمد أمام التحديات المتعددة.
اليوم وبعد مرور أكثر من 68 عاما على هذا الحدث العظيم، نتطلع إلى الإنجازات التي تمت في عهد المغفور له الحسين وفي عهد الملك عبدالله الثاني، وما وصل إليه الاْردن وجيشه ومؤسساته من تقدم وازدهار، وما حققه الأردنيون من إنجازات إنسانية وحقوق إنسان وحريات ضمن المشروع الأردني النهضوي، والذي يصادف عيد اليوبيل الفضي لحكم الملك عبدالله الثاني، أبهرت العالم كله وأصبح الاْردن نقطة مضيئة في الإقليم رغم شح الموارد والحروب الإقليمية وتحدياتها المستمرة من اللاجئين وتعاظم المؤامرات عليه وتبدل حلفاء الامس والشركاء والاصدقاء، ولكنه صامد وسيصمد بهمة وعزم قيادته الهاشمية وبعزم الأردنيين الصامدين وجيشه العربي الذي ما تخلى يوم عن واجبه المقدس تجاه الآخرين.
تحية إجلال للقيادة الهاشمية ولقواتنا المسلحة المدافعة عن الوطن، والداعمة للقضايا العربية وقضية الشعب الفلسطيني والواقفة على الحدود الشرقية أمام آفات تهريب المخدرات، وتحية لأجهزتنا الأمنية ولكل الأردنيين من مختلف المنابت والأصول، وتحية للذين ضحوا واستشهدوا وناضلوا من أجل حرية واستقلال الاْردن على مر السنين وفي مختلف الظروف.
الراي