وسط تضارب المعلومات.. ماذا نعرف عن تحطم الطائرة الأذربيجانية حتى الآن؟
اَفاق نيوز – في أوج حرب المعلومات وتضاربها على كافة الصعد، قال رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكايف، السبت، إنه من المهم منع انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة بشأن تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية بالقرب من مطار أكتاو.
وجاء تصريح توكاييف في اجتماع تم عقده خصيصا لهذه الحالة الطارئة.
كما ذكرت الخدمة الصحافية لرئيس الدولة عقب الاجتماع، أن “الرئيس أشار إلى أهمية محاربة الاستفزازات المعلوماتية والأخبار المزيفة”.
وفي حرب المعلومات التي يشنها الغرب ضد موسكو، زعم منسق الاتصالات الاستخباراتية في الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، أمس الجمعة، أن هناك “مؤشرات أولية” تشير إلى أن الطائرة المدنية الأذربيجانية أسقطت من قبل الدفاع الجوي الروسي، فيما أنهى وزير النقل الكازاخستاني مارات كاراباييف الجدل القائم، مصرحا بأن أسطوانة أكسجين انفجرت على متن الطائرة، ما أسفر عن تحطمها بالقرب من أكتاو.
ماذا نعرف عن الحادث؟
تحطمت طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية، يوم الأربعاء، بالقرب من مدينة أكتاو في كازاخستان بعد أن حولت مسارها من منطقة بجنوب روسيا تنتشر فيها أنظمة الدفاع الجوي التي تُستخدم في إسقاط الطائرات المسيرة الأوكرانية.
ولقي ما لا يقل عن 38 شخصا حتفهم في هذه الواقعة، بينما نجا 29 شخصا.
انحرفت رحلة الخطوط الجوية الأذربيجانية جيه2-8243 التي انطلقت من باكو عاصمة أذربيجان مئات الأميال عن مسارها المقرر إلى غروزني، في الشيشان بجنوب روسيا وتحطمت على الشاطئ المقابل لبحر قزوين على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات (1.8 ميل) من أكتاو في كازاخستان.
وسبب تغيير الطائرة مسارها لمئات الكيلومترات عبر بحر قزوين غير معروف.
وقالت هيئة مراقبة الطيران الروسية (روسافياتسيا)، أمس الجمعة، إن الطائرة قررت تغيير مسارها من وجهتها الأصلية في الشيشان وسط ضباب كثيف وتحذير محلي من طائرات مسيرة أوكرانية.
ما سبب الحادث؟
لم يعرف بعد سبب الحادث الحقيقي بينما بدأ تحقيق رسمي.
وقالت أربعة مصادر مطلعة على النتائج الأولية للتحقيق الذي تجريه أذربيجان لـ”رويترز”، الخميس، إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطتها بطريق الخطأ. وأظهرت صور حطام الطائرة ما يبدو أنها أضرار ناجمة عن شظايا في ذيل الطائرة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الجمعة، إنه ليس لديه معلومات إضافية، وإنه لا يريد تقديم أي تقييمات قبل ظهور نتائج التحقيقات الرسمية.
وقالت روسافياتسيا، يوم الأربعاء، إن حالة طوارئ ربما نجمت عن الاصطدام بسرب طيور. وقالت روسيا إن من المهم انتظار انتهاء التحقيق الرسمي لفهم ما حدث للطائرة.
وقالت الخطوط الجوية الأذربيجانية، أمس الجمعة، إن النتائج الأولية للتحقيق تظهر أن الحادث نجم عما يطلق عليه “تدخل خارجي مادي وتقني”. ولم توضح الشركة طبيعة هذا التدخل.
وذكر ناجيان من ركاب الطائرة لـ”رويترز” أنه كان هناك دوي انفجار واحد على الأقل عند اقترابها من وجهتها الأصلية غروزني.
سير التحقيقات بموجب “الملحق 13”
تقود كازاخستان التحقيق الذي يجرى بموجب القواعد الدولية المعروفة في جميع أنحاء الصناعة باسمها القانوني “الملحق 13″، والتي تحكمها هيئة الطيران المدني التابعة للأمم المتحدة.
وأفادت وكالة “إنترفاكس” للأنباء، يوم الأربعاء، أنه تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة، والذي يحتوي على بيانات الرحلة للمساعدة في تحديد سبب التحطم.
ومن المرجح أن تشارك حكومات الركاب وأفراد الطاقم الذين كانوا على متن الطائرة، وهي أذربيجان وكازاخستان وروسيا وقيرغيزستان، إضافة إلى البرازيل كونها موطن شركة صناعة الطائرات “إمبراير”. وقد تشارك الولايات المتحدة، حيث تم تصنيع محرك الطائرة أيضا.
وأرسلت البرازيل ثلاثة محققين من القوات الجوية إلى كازاخستان للمشاركة في التحقيق. ونقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس كازاخستان أن ممثلين من “إمبراير” موجودون أيضا.
وبموجب إرشادات “الملحق 13″، سيتم نشر تقرير أولي في غضون 30 يوما من الحادث، وتقرير نهائي في غضون 12 شهرا.
واستغرق التقرير النهائي عن إسقاط طائرة عن طريق الخطأ في إيران أكثر من عام حتى تم إصداره من قبل هيئة الطيران المدني الإيرانية.
هل هناك سابقة لهذا النوع من الحوادث؟
إذا تأكد ذلك، فسيكون هذا هو ثالث حادث كبير مميت لطائرة ركاب مرتبط بنزاع مسلح منذ 2014، وفقا لشبكة سلامة الطيران، التابعة لمؤسسة سلامة الطيران، وهي قاعدة بيانات عالمية للحوادث والوقائع.
وتشمل الكوارث السابقة إسقاط طائرة رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية (بي.إس-752) في 2020 من قبل الحرس الثوري الإيراني، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا.
وفي 2014، أُسقطت طائرة رحلة الخطوط الجوية الماليزية (إم.إتش-17) فوق شرق أوكرانيا بواسطة منظومة صواريخ (بي.يو.كيه) الروسية، مما أسفر عن مقتل 298 شخصا من الركاب وطاقم الطائرة.
التأثير على عمليات شركات الطيران
قالت هيئة الطيران المدني في أذربيجان إن الرحلات الجوية من باكو إلى روسيا ستتوقف لأسباب تتعلق بالسلامة حتى صدور التقرير النهائي.
كما علقت شركة “فلاي دبي” رحلاتها إلى مطارين في جنوب روسيا منذ الواقعة.