تطهرت الشام من طهران .. ( عقبال ) ما تتبغدد بغداد .. و ( عقبال ) ما نشَيِّع تَشَيُّعِهم
عوض ضيف الله الملاحمة
كم كان يشغلني التمدد الفارسي في الوطن العربي . والأخطر انه زرع له عدة أذرع في عدة مناطق عربية حساسة ، بل خطيرة في مواقعها الجغرافية ، والتركيبة السكانية ، وتكوينها الإثني ، والعقدي ، والطائفي . وقد تمكنت ايران كثيراً وسيطرت ، وسيّرت ، ووجهت تلك الأذرع بالريموت ، حيث كان الولاء لها شديداً لدرجة انهم ينفذون الأوامر بتلقائية كما الإمعات .
وكم أحزنني تصريح المقبور / قاسم سليماني ، عندما صرح بكل وقاحة ، وغطرسة ، وتجبر وصل حدّ الإستخفاف بكل ما هو عربي عندما اعلن ان نظامه الفارسي يُحكِم السيطرة على اربعة عواصم عربية ، وأية عواصم ، إثنتان منها تمثلان حاضرتين من حواضر العرب الهامة وهما العراق العظيم الحبيب ، وسوريا الحبيبة ، هذا إضافة الى لبنان الذي كان يشع حضارة ، وتقدماً ، والذي كان يُسمى باريس الشرق — قبل سيطرة الفرس — وكذلك اليمن السعيد . هذا عدا عن تدخلاته الخبيثة في السودان ، وتونس ، والجزائر ، ودول الخليج العربي ، إضافة لمحاولاته العديدة لجر الأردن لتبعيته باغرائه في تقديم النفط مجاناً ، وتنشيط السياحة الدينية بزيارة أضرحة شهداء معركة مؤتة : سيدنا جعفر بن أبي طالب ، وعبدالله ابن رواحه ، وزيد بن حارثه ، حيث وعدوا بإنشاء مطار خاص للسياحة الدينية في محافظة الكرك . وقد سبق تلك العروض محاولاته بناء حُسينيات ، والبدء بحركة تشيّع إنظم اليها بضع مئات ، في الكرك وعمان ، لكن تم إجهاضها بتصدي الجهات الرسمية المختصة لها.
وكنت أكاد أنفجر غيضاً وقهراً عندما كان الفرس يعلنون ان العراق العظيم قد عاد عودة أبدية لحضنه الفارسي . وهم الذين لعبوا دوراً خيانياً خبيثاً مع المحتل الأمريكي ، فسلّمت امريكا العراق العظيم الحبيب الى الفرس على طبق من ذهب ، مقابل خيانتهم لجارهم العراق . لعنة الله على الجغرافيا والتاريخ أيضاً ، التي اجبرت العراق على الجوار مع الفرس الغدارين . فأنشأوا عشرات الميليشيات الطائفية الفارسية ، وسلحوها ، ومولوها ، ودعموها لِتُخرِج العراق من إنتمائه وجذوره العربية الأصيلة . ومنحوا الجنسية العراقية لملايين من الفرس . وهيأوا الأمور ليتولى عملائهم إدارة شؤون العراق . ونشروا اللغة الفارسية ، وغيروا المناهج الى مناهج فارسية لغة ومحتوى . وسلبوا ثروات العراق العظيمة ، ومولوا فيها اذرعهم ، وحولوا مجرى العديد من الأنهار التي تصب في العراق ، فعطشوه ، وافقروه .
كما عاثوا في سوريا الحبيبة فساداً ، وتغييراً ديمغرافياً . وهجّروا السكان على أسس طائفية خبيثة ، وخاصة حي السيدة زينب . كما فتحوا مئات المدارس الفارسية الطائفية البغيضة . وأنشأوا الوف المراكز الفارسية لتعليم اللغة الفارسية ، والشعائر ، والعادات والتقاليد التي منها ( التطبير ) ليبعدوا سوريا عن حضنها العربي .
الفرس يتّبعون نهجاً إحتلالياً خبيثاً باتباع اساليب شيطانية في التخفي وراء اهداف يعتقد البعض انها شريفة ، نبيلة ، بينما في الواقع فانهم يتبعون نهجاً كما السم الزعاف المخلوط بالعسل ، للسيطرة على عدد من الأقطار العربية لتحقيق شهوة التوسع باساليب تكتنفها النذالة والوضاعة .
مع انني لم ولن أكون طائفياً مطلقاً ، الاّ انهم يستخدمون الدين كوسيلة للتوسع ، وابتدعوا مذهباً شيعياً جديداً بنكهة فارسية ، ليس له علاقة بالتشيع الأصيل الذي عرفته أثناء دراستي في العراق . ها هم ، بعون الله، قد اندحروا من دمشق العروبة وانهزموا وهم يجرون أذيال الخيبة . متضرعاً للعلي القدير المنتقم الجبار ان يُخلِّص العراق العظيم منهم والى الأبد .. اللهم آمين .
يشرفني ان أختم بقصيدة عظيمة مبنى ومعنى للشاعر العراقي العظيم / غدير الشمري النقشبندي، حيث يقول :—
كيف السبيلُ لدفع الشرِ ما الطُرقُ / حظُ العراق جوار الفُرسِ مُلتصقُ
أنحمل الشمس والتاريخَ في دمِنا / كي نبرحَ الهم والأحزان والأرقُ
لقد بُلينا زماناً في حقارتهم / من قبل حتى ضياء الوحي ينفلِقُ
من قبل ذيقار لم نُلجِمْ أعِنّتِها / تلك الخيول لحربِ الفُرسِ تستبقُ
فَجدد الفتحُ أحقاداً بِخِسّتِهِم / مُذ قالوا أنّا لهذا الدين نعتنقُ
أرنوا الى العُرب ما حلّوا بساحتِهم / في نار كِسرى بيوت العُرب تحترقُ
فلوا دعوهم مَجُوساً في ديانتهم / ما كان اتعبنا حِقُدٌ ولا قلقُ
مُذ راح كِسرى تعبنا من مصائِبهم / وخنجر السُّم للإسلام يَخترِقُ
ودوخوا الجِنّ في الخبث الذي ملكوا / كي في الروايات محض الزور يختلِقُ
ويدّعون بأن الشرعَ منهجهم / وإن تواروا على أقداسِنا بصقوا
محو العروبة والإسلام غايتُهم / إذ حالفوا الروم ضد الدين واتفقوا
ويدّعون نصر القدس فيلقُهم / وهم الينا بهذا الجيش ينطلِقُ
حتى النبيُ تأذى من سفالتِهم / وكعبةُ الله بالنيران قد رشقوا
وحولوا العُرب أعداء لبعضِهُمُ / ومزقونا وذي احوالنا فِرَقُ
لم يغلِبونا رجالاً في شجاعتِهم / لكنه الشر سيف الغدرِ يَمتشِقُ
هذا العراق تشظى في خانجِرهِم/ وصوت بغداد بالويلاتِ يختنِقُ
إذ أغرقوا الأرض جِرذاناً تموج بها / لِتترك الأرض بالنيرانِ تحترِقُ
ما سامنا القهرُ الا من بني دمِنا / عافوا الصهيلَ لأجلِ الفُرس إذ نهقوا
وهذه الشام تبكي زهوها وجعاً / مُذ غادر الأهل والأفراح والألقُ
وأهلُ صنعاء ما عانوا وما خَسِروا / في ركبِ بغداد نادوا الشام والتحقوا
لا يصلح الفُرس والأعراب في وطنٍ / لو السماء بِخَدِّ الأرض تنطبِقُ
يا نسل ساسان يا فيروس أمتِنا / ستُغلبون وهذا الزحف ينسحِقُ .