نصيرات يعقب على بيان المركز الوطني لتطوير المناهج

د. صالح نصيرات
نائب المدير التنفيذي للمركز الوطني لتطوير المناهج سابقا

أصدر المركز الوطني لتطوير المناهج يوم أمس بيّن فيه موقفه من الرأي العام الأردني الذي انشغل بقضية المناهج وما طرأ عليها من أمور جعلت الكثيرين يستنكرونها، خاصة تلك الدروس والصور والتدريبات التي رآها كثير من أولياء الأمور وخبراء في المناهج وتربويين عملوا في هذا الميدان لسنوات طويلة مخالفة لقيم المجتمع الأردني وا اعتاد عليه.
ومما لفت نظري أن كاتب البيان استخدم فعلا مبنيا للمجهول”يُشاع” وهذا مقصود به التقليل مما كتب وقيل ونشر كما وثانيا أن الكاتب وضع كل ذلك في إطار الإشاعة وهي كلمة لها دلالاتها اجتماعيا وأمنيا. كذلك أشاد البيان بعمله من حيث اختيار المؤلفين والمراجعين وكذلك لجان التقييم وهي خطوات يقوم بها القائمون على المركز دون أن يذكروا كيف يتم اختيار المؤلفين والمراجعين ولجان التقييم، وكذلك معايير الاختيار.
أما ما أشار إليه البيان من ان هذه طبعة تجريبية فلم تكتب هذه العبارة على الكتاب ابتداء.
ووقع كاتب البيان في خطأ فادح عندما أشار إلى أن النص المكتوب والصورة المرافقة لإحدى المغنيات على أنه أخرج من سياقه، مع أن الذين أثاروا الموضوع وضعوا صورا ودروس ونصوص ليست فقط في كتب التربية الموسيقية بل أيضا في كتاب اللغة الإنكليزية، ظنا من الكاتب أنه بذلك يقلل من حجم الاعتراضات. وأشار البيان أيضا إلى أن التراث الأردني لابد من تضمينه في الكتب مع علمه بأن الناس لم تعترض على ذلك، بل اعترضت على تقديم شخصيات غير أردنية، وكذلك مضمون ما تم تقديمه، بالإضافة إلى صور الأطفال الذين أظهرت الصور تلك الأطفال أقرب إلى المجانين الذين يقلدون جاكسون ومغني البوب(الأغاني الشعبية) في الغرب. كنا أن الناس اعترضت على وضع المقرر الدراسي في الصف الثاني وجعله إجباريا وتحسب درجاته في المعدل العام للتلميذ، وهذا غير معمول به في أية دولة في العالم.، ولم يشر إلى أن مطالب الناس المعترضين كان على تنشئة الأطفال على الغناء والرقص بدلا من القيم والأخلاقيات الإسلامية.
ولذلك لم يأبه أحد بالبيان ولم يأخذه احد مأخذ الجد. واستمر أولياء الأمور في حملتهم وكذلك ازداد المعترضون من الخبراء والمفكرين ومسؤولين سابقين في المركز، وتناقل المعترضون مقتطفات من كلام معالي الدكتور خالد الكركي الذي اعلن بصراحة استقالته من عضوية المجلس الأعلى للمركز بأسباب يراها وجيهة. وكذلك ما كتبه الدكتور أمين القضاة عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الأسبق على موقعه حيث أشار إلى تخليه عن العمل في لجنة التربية الإسلامية لاختلاف النسخة التي عمل عليها مع زملائه عما يأتي لهم بعد المراجعة، مما جعل الناس يتشككون في عمليات التقييم والمراجعة.
إن المطلوب من المركز وأدارته أن تكون أكثر شفافية وصدقا في تعاطيها مع الرأي العام، وأن تقوم بتنفيذ مطالب الشعب قبل أن يستفحل الأمر ويتسع الخرق على الراقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى