نصير يكتب :الحكومة الأردنية الجديدة على ساعات من أداء اليمين
د. خلدون نصير
بعد أيام من التكهنات والمشاورات المكثفة، من المتوقع أن تؤدي الحكومة الأردنية الجديدة، بقيادة رئيس الوزراء المكلف جعفر حسان، اليمين الدستورية أمام الملك عبد الله الثاني اليوم. تأتي هذه الخطوة في ظل توقعات بأن الحكومة الجديدة ستكون مسؤولة عن مواجهة تحديات اقتصادية وسياسية محلية وإقليمية مهمة، حيث شهد الأردن في الفترة الأخيرة ضغوطاً متزايدة لتحسين الأوضاع الاقتصادية وتعزيز الاستقرار الاجتماعي.
جعفر حسان، الذي عُيّن رئيساً للوزراء، أنهى مشاوراته التي شملت لقاءات مع أحزاب برلمانية بارزة مثل حزب الميثاق وإرادة وجبهة العمل الإسلامي، وذلك لتضمين وجهات نظرهم في السياسات القادمة، دون أن يعني ذلك إدخال ممثلين عن هذه الأحزاب في الحكومة. هذا النهج قد يشير إلى رغبة الحكومة الجديدة في التعاون مع المعارضة والأطياف المختلفة من القوى السياسية، دون أن تكون ملتزمة بتقديم تمثيل مباشر لهم في التشكيلة الوزارية.
من أهم التحديات التي ستواجه الحكومة الجديدة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردن، حيث تواجه البلاد ضغوطاً كبيرة لخفض نسبة البطالة وتحسين الأداء الاقتصادي. كذلك، يتوقع من الحكومة العمل على تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تم الإعلان عنها في الفترات السابقة، وذلك بهدف تعزيز ثقة المواطنين في الأداء الحكومي وتلبية تطلعاتهم في العيش الكريم.
الحكومة الجديدة تأتي في توقيت حرج، حيث تتداخل التحديات الاقتصادية مع تزايد المطالب الشعبية بالإصلاح السياسي، مما يضع أمامها مسؤولية كبيرة. على الحكومة أن تتبنى سياسات أكثر شمولية، تلبي تطلعات جميع فئات المجتمع الأردني، من خلال إدماج الشباب والمرأة في الحياة السياسية والاقتصادية، وهو ما يعزز الاستقرار الاجتماعي. كما ينبغي أن تكون هذه الحكومة أكثر شفافية في التعامل مع القضايا الاقتصادية الحساسة، بما في ذلك تحسين بيئة الاستثمار وتشجيع الابتكار.
الأردن اليوم بحاجة إلى حكومة قوية ومرنة في الوقت ذاته، قادرة على التعامل مع التحولات الإقليمية والدولية، وفي الوقت نفسه تتمتع بقدرة على تلبية الاحتياجات المحلية الملحة.