قراءة في المشهد الانتخابي لمحافظة اربد
كتب رئيس التحرير الزميل صهيب حسن التل
آفاق نيوز
مع دخولنا الامتار الأخيرة من سباق الانتخابات النيابية للمجلس النيابي العشرين و ارتفاع وتيرة الحراك الانتخابي لدى من لديهم الرغبة في اربد لخوض هذا المعترك و ازدحام المشهد بالعديد من الأسماء التي أعلن أصحابها عن رغبتهم الجامحة بالترشح ظهرت معظلة جديدة لدي بعض هؤلاء ،تتمثل بانهم ليسوا على دراية كافية بقانون الانتخاب ونظامه الذي على أساسه سوف يخوضون غمار هذة الانتخابات وقلة من تعرف توزين المقعد إلى أقرب كسر عشري لمعرفة ان كان من الممكن أن يشكل ومن في قائمته وزن أصوات يمكن أن يوصلهم للعتبة التي تؤهل القائمة للوصول للتنافس على مقعد تحت القبة أو أكثر للقائمة الواحدة .
ولافت ان الأسماء التي تملك اجماعات عشائرها ولديها فتحة عداد أصوات من (3) الاف صوت أو أكثر لا تجد في الكثير من الحالات من يتحالف معها لتشكيل قائمة لتخوف الآخرين من أن يكونو مجرد حشوات لهذا الأسماء
وتشهد المجالس حوارات ومساعي محمومة لتشكيل نواة قائمة يمكن البناء عليها وتكون حافز للغير بتشكيل قوائم قادرة على اقناع الناخبين ببرامجهم الانتخابية وبتالي الاستمرار إلى نهاية الشوط .
ويبقى من المبكر جدآ الحكم على المشهد الانتخابي وصدقية الترشح من عدمه أو القدرة على الاستمرار إلى نهاية الشوط إلا مع نهاية دوام يوم الثامن و العشرون من اب القادم و هو موعد إعلان القوائم النهائية للمرشحين الجادين .
و ارجع مراقبون هذا الازدحام في أعداد من ابدوا رغبتهم المرشحين الى اكثر من سبب منها : بالونات اختبار لمعرفة مدى فرصتهم لإستكمال المراحل القادمة و البعض لإجراء مفاوضات و تحصيل بعض المكتسبات الذاتية على مستوى العشيرة او الحزب و اخرين لمناكفة غيرهم ممن يعتقد انهم جادون في خوض هذه الانتخابات
واللافت في المشهد تضخم عداد السيدات اللواتي أعلن عن رغبتهن في الترشح ولكن على الكوتا المرأة مما يؤشر الى ان صوت المرأة ما زال ضعيفا ضمن شارع انتخابي تتحكم بايقاعه الذكورية بامتياز.
وعلى ذات السياق مازالت العشائر و الاحزاب في حالة مناقشات و مشاورات مستمرة تستهلك معظم وقت الراغبين في الترشح وتشبث البعض في خوض هذه الانتخابات بغض النظر عن نتائجها في حين ان البعض الاخر يصر على ان يكون اسمه ضمن السبعة ارقام الاولى للقائمة الوطنية و آخرين يصرون على انهم لن يتنازلوا عن الرقم الاول او الثاني الامر الذي يؤشر الى تلبد غيوم كثيفة في سماء هذه الانتخابات التي قد تؤدي الى امطار شديدة تشكل سيولا تجرف بعض المنتسبين لبعض الأحزاب والخروج منها و لايقل وضع العشائر ضجيجا عن وضع الأحزاب حيث تشهد غالبية عشائر المحافظة الكثير من اسماء ابناء العشيرة الواحدة الذين اعلنوا مباشرة او من خلال ذويهم او المقربين منهم عن رغبتهم في خوض هذه الانتخابات دون انتظار الانتخابات الداخلية لهذه العشائر رغم ان بعضها حسمت امرها و افرزت مرشح اجماع و يرجع المراقبين وكما اسلفنا الى ان من اسباب هذا الزحام و الرغبة في خوض الانتخابات ليست نهائية بقدر ماهي فتح باب المفاوضات مع الراغبين الجادين في خوض الانتخابات بهدف تحقيق مكاسب مستقبلية على مستوى العشيرة بأن يتم التنازل لأحدهم و في حال فوز العشيرة بمقعد انتخابي يقدم نفسه انه احد ابرز صناع هذا الفوز بإيثاره ابناء عمومته على نفسه و في حال الخسارة لن يتردد في إلقاء اللوم عليهم بأنه لو خاض هو هذه الإنتخابات لكانت فرصة عشيرته افضل و لحقق الفوز و المكانة للعشيرة .
و يؤكد غالبية المراقبين للشارع الانتخابي على كثافة الغيوم المتلبدة و تلامس سطح هذا الشارع و تحجب الرؤية فيه لعشرات الامتار الامر الذي يدعو الى التأني و الحذر الشديد في اصدار احكام مسبقة على الصورة النهائية للوضع الإنتخابي في دائرتي اربد الاول و الثانية التي يتنافس فيها المتنافسون على اثنا عشر مقعد اذا ما خصمنا مقعدي الكوتة النسائية و المقعد المسيحي بعضها بات شبه محجوز لمرشحين يشكلون اوازن ثقيلة في مناطقهم.
و الى قراءة جديدة نتمنى ان تكون الرؤية قد بدأت تتضح أكثر