هُنَّا على أنفسنا .. فإستُهين بنا

 

عوض ضيف الله الملاحمه

الصهيوني القميء / إيدي كوهين ، سليط اللسان ، الأهوج ، الأرعن ، البذيء لم يترك لا شاردة ولا واردة ، ولا نظاماً عربياً ، ولا حدثاً داخلياً ، ولا رئيساً عربياً الا وتطاول عليه ببذيء القول ، المفبرك ، دنيء المقصد ، صهيوني المبدأ والمعتقد ، الا وشهّر ، وشوه ، وفبرك القصص والأقوال . ورغم كل ذلك لم يتجرأ ولا مسؤول عربي واحد ان يرد عليه ، او يوعز بالرد عليه ويُخرسه ، او ان يطلب من الكيان إخراسه .

الكيان بكافة مسؤوليه ، حتى من هم بأدنى مراتب المسؤولية مثل ايدي كوهين يتطاولون علينا وينعتوننا بأقذر الأوصاف ، ويفبركون القصص ويلفقون المعلومات ونحن في حالة (( إخراس )) او (( إنخراس )) قسري رعباً من الكيان .

فكل يوم يخرج علينا مسؤولاً من الكيان يلغي وجود الأردن ، ويشكك في كل شيء ، ويرفعون الخرائط التي تحدد حدود الكيان الآنية والمستقبلية ، ويضمون خارطة الأردن للكيان ، ويرفعونها في ارقى المحافل الدولية ، ونحن صامتون ، صمت القبور ، او صمت الجبناء .

آخر منشور للمدعو / إيدي كوهين ، يقول فيه نصاً :- [[ لا تظلمونا يا ناس ، إحنا لسنا ضد وجود دولة فلسطينية ، بل ضد إقامة دولة فلسطينية ثانية . الفلسطيني عنده بلد إسمه الأردن محتلة من أُسرة هاشمية ، مشكلتك معهم وليس معنا . ألا تكفيكم دولة واحدة يا فلسطينيين ؟ حرر بلدك من الهاشميين وعشائر الزط ونور البلوش في الأردن مش عندي . وختم برسم علم الأردن وعلم فلسطين وعبارة : [[ Jordan is Palestine .. و Palestine is Jordan ]].

بهذا المنشور تعدى وتخطى المدعو / إيدي كوهين كل الحدود . حيث أساء للأردن ، بل شطب الأردن من الوجود ، وأساء للعائلة الهاشمية ، وصوّرها على أساس انه لا شرعية لوجودها ، بل اعتبرها عائلة مُغتصِبة ، كما أساء لكل المكون المجتمعي الأردني وشبهنا بالزط والنور والبلوش . لا بل وشرعن وجود الكيان ، وسلب من الفلسطينيين أرضهم . يعني لم يترك أحداً الا وأساء اليه ، وانكر وجود كل مكونات المجتمع الأردني .

وللعلم هذه ليست الإساءة الأولى . فقد كرر الإساءات مئات المرات . ولم يُحرك أحداً ساكناً مطلقاً . ولم يُطلب من الكيان وقف هذه الإساءات . وكأن إساءاته لا تخصنا ، وليست موجهة لنا هذه الإهانات المتكررة .

وهنا أتساءل : ما تلك الحصانة التي يحظى بها المدعو / إيدي كوهين !؟ وما الذي يُخرسنا عن الرد عليه ، او الطلب من كبار المسؤولين في الكيان ان يُخرسوه ؟

كما سبق للكاتب الصهيوني / تسفي برئيل ان انتقد مقالاً لي يتناول شأناً داخلياً ، وتساءل عن مصدر معلوماتي ، وبشكل مبطن حرّض الجهات الرسمية الأردنية ضدي ، وربما ان سبب نجاتي من تبعات تحريضه ضدي ما تضمنه ردي حيث فندت ما يهدف اليه .

بينما نحن بسبب حيطنا الواطي امام العدو ، منعنا العدو من ان نمارس سيادتنا الوطنية على إبقاء إسم مطعم في قرية المزار الجنوبي ، وأجبرَنا العدو على إزالة اليافطة التي تحمل إسم ( ٧ أكتوبر ) ، لأنه أرّخ لحدث بطولي للمناضلين الفلسطينيين .

وسبق للعدو ان أجبرَنا ، وإنصعنا له بتسليم حارس السفارة المجرم القاتل الذي قتل اردنيين بدون وجه حق — سوى شعوره بالغطرسة والفوقية . لا بل وتحدانا ، وأهاننا رئيس وزراء الكيان عندما إستقبل القاتل هو وصديقته .. الخ .

كما زودنا العدو بحصتنا من مياه طبريا التي تضمنتها اتفاقية وادي عربة بضخ مخلفات المصانع من المواد الكيميائية القاتلة ومن مياه المجاري ، كما حصل في عام ١٩٩٩ عندما ضخ العدو لنا مياه ملوثة بالمجاري .

لا ادري ما الذي يخيف الأنظمة الرسمية العربية من كيان هزيل تبين انه نمر من ورق عندما كشفه فصيل — نعم فصيل — بعملية بطولية جريئة في السابع من اكتوبر الماضي !؟

شعور مؤلم جداً عندما تأتيك المذمة ويوجه لك التحقير ، وعدم الإعتراف بك وجودياً من ناقصٍ ، ممن كُتب عليهم الشتات في الأرض من رب العباد العلي العظيم . فعلاً صدق المتنبي عندما قال : من يَهُن يَسهلُ الهوانُ عليه / ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ . نعم لقد مُتنا ونحن أحياء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى