رسالة الملك عبدالله الثاني للحاضرين في قمة السلام
كريستين حنا نصر
بدأ جلالة الملك عبد الله الثاني كلمته للحضور في قمة الرياض ( قمة السلام)، قائلاً :” بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي العربي الهاشمي الأمين” ، وهنا يؤكد جلالته في افتتاحية كلمته المهمة والعميقة في هذا المؤتمر على أهمية شرف نسب العائلة الملكية الهاشمية الأردنية ، والذين يتميزون بنسبهم الكريم إلى جدهم النبي محمد عليه السلام ، هذا النسب العريق لاشراف آل البيت ، هذه العائلة التي عرف عنها الجميع وسجل لها التاريخ أنها خلال حكمها وادارتها لعقود في الحجاز وسوريا والعراق والأردن وفلسطين ، قدمت عملياً نموذجاً ملكياً لاسرة حاكمة تتمسك بالسلام والعدالة وتوفر للجميع مناخ التسامح والعيش الكريم والتعايش على أساس الحقوق والواجبات .
وبعد ذلك ينتقل جلالته في كلمته لواجب شكر أخاه الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، وأيضاً سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ، تثميناً وتقديراً على تنظيم هذه القمة ( العربية والاسلامية) البالغة الأهمية ، ويشدد على ميزة ودلالة موضوعها وهو مأساة الشعب الفلسطيني ، الى جانب المأساة والمعاناة التي تمر بها المنطقة العربية ، التي لا ينبغي السكوت عن مخاطر واقعها وتحدياته، الى جانب اشارة جلالته إلى واجب السعي من الجميع للعمل نحو ايجاد حل يضمن وقف النزاع في غزة والضفة الغربية وأيضاً تطرق جلالته الى أهمية انهاء الحرب في لبنان ودعم سيادته ، كذلك وقف التصعيد المتسارع في الضفة الغربية .
كل هذه الدعوات الملكية تأتي بالرغم من وجود معاهدة سلام موقعة بين المملكة الأردنية الهاشمية واسرائيل ، والتي لم تؤثر على ضرورة اهتمام وحرص جلالته التنبيه والتحذير بما يجري تجاه الشعب الفلسطيني، حيث يستمر الأردن في واجبه الاغاثي والانساني بارسال المستشفيات الميدانية لاغاثة ومداواة جراح الشعب الفلسطيني ، منبهاً العالم بخرق اسرائيل وتجاوزها أمام نظر العالم للقانون الدولي والذي لم ينجح للأسف في وقف تماديها على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
ويصر جلالته وبجهود فاعلة بمطالبة الجميع في المجتمع الدولي على ضرورة بذل مساعي حثيثة لوقف هذه الحرب المشتعلة المدمرة ، ومن أجل وقف تداعياتها ومنع توسعها وتحولها إلى حرب إقليمية في المنطقة ، سيكون حينها على الجميع دفع ثمنها ، موضحاً جلالته في خطابه الذي يعالج المرحلة وتعقيدات مجرياتها ، كيف لنا أن نفسر للأجيال القادمة أن القانون الدولي اخفق وفشل في حماية بعض الشعوب وحقها في الحياة ، ولم ينجح أيضاً في معالجة ظاهرة التمييز بين الدول والشعوب.
يركز جلالته ويحث الحضور على العمل المستمر وعلى كافة الاصعدة من أجل ايجاد حل للقضية الفلسطينية ، على أساس حل الدولتين ، فهو الحل الوحيد الذي يستطيع به العالم والمنطقة الوصول الى حالة السلام والاستقرار ، ويصر جلالته على واجب المجتمع الدولي في اتخاذ موقف حازم لمنع تفاقم الكارثة الانسانية جراء الصراع في غزة بين اسرائيل وحماس ، والسعي الفوري لوقف اطلاق النار في غزة والضفة الغربية وأيضا لبنان التي تشهد تسارع وتطور خطير ، يلزم المجتمع الدولي أن يعمل على وقف الحرب فيها والسعي لدعم سيادتها .
والدعوة الهاشمية الملكية الانسانية في القمة للدول العربية والاسلامية والصديقة باطلاق جسر انساني اغاثي لايصال المساعدات الطارئة لغزة ، ورفع الظلم عنهم ومنحهم الحرية والأمان ، لتبقى المنطقة العربية مناخاً سالماً أميناً وناجح في ترسيخ وتحقيق السلام العادل .