(( إخسوا )) يا عرب .. العدو يتهاوى
عوض ضيف الله الملاحمة
عندما تبين ان العدو الصهيوني نمرٌ من ورق ، وعندما تم إسقاط صورته الأسطورية التي ارعبونا بها طيلة سبعة عقود مضت ، وعندما تبين ان جيش العدو ليس جيشاً لا يُقهر كما وصفوه ، وعندما رأينا جُبنهم وهم يحشرون اجسادهم القذرة في حاويات القمامة ، وعندما إستمر العدو في تدمير غزة وتقتيل أطفالها ونسائها وشيوخها وشبابها لعشرة شهور ، لكنه لم يحقق أياً من الأهداف الرئيسية التي حددها هو من حربه على غزة . تخاذل النظام الرسمي العربي ، وتهاون ، وبعضهم تبدت عمالته كشمس الصيف الساطعة الحارقة ، مع انه يدرك ان العدو في أضعف حالاته ، وان فرصة التحرير قد لاحت ، وان العدو بات قاب قوسين او ادى من الهزيمة والفرار والعودة الى ديارهم الأصلية . فتجلى بشكل واضح ان النظام الرسمي العربي أحد اكبر الجهات الدولية الداعمة لبقاء الاحتلال ، والسبب ان هناك مصالح وجودية مشتركة بين النظام الرسمي العربي والكيان .
ما زال الكيان يترنح ، وحائر ، ولا يعرف كيف يمكنه الخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه . فحتى هذه اللحظة لم يحقق أياً من اهدافه التي اعلنها صراحة عند بدء الحرب . واصبح غارقاً في رمال غزة وليست لديه الخطة الواضحة للخروج منها ولو بشيء من كرامة مُفبركة . وأحد أحدث الأدلة على ذلك ، الصدام الذي حدث بين رئيس وزراء الكيان ووزير دفاعه قبل أيام ، حيث قال وزير الدفاع : ( إن الحديث عن إنتصار مُطلق في غزة يعتبر ( هُراءٌ محض )) .
وسأسرد لكم بعضاً مما يؤكد إنهزام العدو داخلياً ، ومجتمعياً ، وسياسياً ، وعسكرياً ، وإقتصادياً ، ونفسياً ، وتجارياً ، وتنظيمياً ، وعالمياً :—
— تعطل اقتصاد العدو وتكبد خسائر فادحة، حيث اظهر بنك الكيان المركزي ووزراة المالية ان تكلفة الحرب على غزة حتى نهاية شهر ٣ / ٢٠٢٤ بلغت ( ٧٣ ) مليار دولار امريكي .
— إستدعاء الإحتياط كلف شركات العدو (١,٦٢ ) مليار دولار شهرياً اي (١٦,٢ ) مليار دولار خلال العشرة شهور .
— شركات التكنولوجيا انخفض انتاجها ومبيعاتها بشكل كبير ولم تستطع الوفاء بعقودها .
— شركات كثيرة أفلست وأغلقت ابوابها .
— توقف انتاج الخضار والفواكة منذ عشرة شهور لان الانتاج يتركز في مناطق غلاف غزة وهجرها السكان .
— إرتفاع نسبة الهجرة المعاكسة — اي عودة المستوطنين الى اوطانهم الأصلية — حيث بلغ عدد الاشخاص الذين غادروا اسرائيل وعادوا الى بلدانهم الأصلية منذ السابع من أكتوبر حوالي ( ٥٠٠,٠٠٠ ) شخص ، ويشكل هذا العدد ما نسبته ( ١٦٪ ) من عدد السكان الصهاينة .
— إغلاق المحلات والمولات ، ونفاذ البضائع منها وتخزينها في الملاجئ .
— بلغ عدد المهجرين من غلاف غزة ومستوطنات الشمال حوالي ( ٦٠٠,٠٠٠ ) مهاجر ، يقيمون في خيام ، للمرة الأولى .
— شلل شبه تام في مطارات العدو .
— إنهيار السياحة ، حيث إنخفضت نسبة السواح الذين يأتون الى الأراضي المحتلة الى ( ٧٣٪ ) .
— الهلع الذي أصاب السكان بسبب عدم شعورهم بالأمان ، وقضائهم اوقاتاً طويلة في الملاجيء أحياناً ، وانزعاجهم من الإقامة في الخيام ، وإفتقادهم لحياة الرفاهية التي أتوا أصلاً لأجلها ، وخوفهم على ابنائهم الجنود من القتل . لدرجة انهم يقولون : ( إن الموت أهون من إنتظاره ) .
— رفض اليهود الحريديم الخدمة في جيش الكيان ، وقد حصلت اعمال عنف مع الشرطة عدة مرات بسبب رفضهم الخدمة في الجيش والذهاب الى غزة تحديداً .
— حدوث انقسامات مجتمعية شديدة في المجتمع الإسرائيلي ، وكذلك انقسامات وخلافات شديدة بين الساسة وكذلك العسكريين .
— وصلني عدد من الفيديوهات تتضمن لقاءات مع عدد من الصهاينة المدنيين ينتحبون وهم يعبرون عن معاناتهم وقلقهم وخوفهم من استمرار هذا الوضع ، ويقولون : نحن مهيأون وجاهزون للقبول بأي حل يُنهي معاناتنا .
كل ما سلف ، ويضاف اليه الإنقلاب القوي في الرأي العام العالمي في تأييده للقضية الفلسطينية . فمن محكمة العدل الدولية التي اعتبرت ان كل الأراضي الفلسطينية محتلة ، الى التعاطف الشعبي والدولي العالمي الذي انقلب ضدّ الصهيونية العالمية والكيان تحديداً ، وها قد بدأت بعض قيادات العالم تخسر مواقعها بسبب تاييدها المطلق وغير المنطقي للعدو ، وعند صناديق الإقتراع سيذهبون الى مزبلة التاريخ واحداً تلو الآخر .
الصهاينة مجرمون ، حاقدون ، مُحتلون ، قتلة ، ساقطون ، منبوذون ، سفاحون . سأذكر لكم دليل على ذلك ، وهو ما تفوهت به مديرة مكتب سارة زوجة النتنياهو ، حيث نشرت ( بوست ) على الفيسبوك ، تقول فيه ما يلي حرفياً :— [[ أريد ان يتمركز جميع الفلسطينيين في مكان واحد للعيش ، حتى تتمكن أمة إسرائيل بأكملها من الرؤية ، ثم نأخذهم وأحداً تلو الآخر ، ونعذبهم جيداً بدهن الخنزير ، ونبدأ بالإذلال ، اولاً إزالة الأظافر من اليدين والقدمين ، ثم إزالة قطع لحم من مناطق مختلفة من الجسم ببطء وحذر حتى لا تتسبب بالوفاة ، ونجعلهم يعانون ويعانون لفترة طويلة ، ونقوم بقطع أعضائهم التناسلية ، وندعهم يروا ذلك ، ويتم قلي خصيتيه ، في زيت الكانولا ، وإجباره على أكلها ، نحتفظ باللسان ، الى نهاية جلسة التعذيب ، حتى يسعدنا ، والأذان حتى يسمعوا صراخهم ، والأعين حتى يرونَ مبتسمين ]]. إنتهى الإقتباس . هل تتصورون ان هكذا وحشية إجرامية تصدر على لسان إمرأة !؟ معتذراً عن بذاءة اللفظ التي أرى انها تهون ويمكن تقبلها مقارنة بوحشية التوصيف .
لو ان العرب لم يتهاونوا ، ويتعاونوا ، ويساندوا العدو لكانت هذه فرصة مثالية نادرة وغير متوقعة لتحرير الأرض والخلاص من هذا العدو اللعين الذي احتل فلسطين ويهدد الأردن والعرب عامة .
وأختم بأبيات للشاعر العراقي / عمر الشرابي ، حيث يقول :—
تبت يدا أبي لهب / وتبت يدا كُلُ العربْ
تباً لعارِ خنوعِكُم / والقدسُ باتت تُغتصبْ
ما هزّ شِسعُ ضميرِكُم / من قُطِّعوا إرباً إربْ
والدمُ قبل دموعهم / وكأنه الغيثُ إنسكبْ .