جويس مارون تكتب :- التهديدات الإسرائيلية بضرب لبنان السيناريوهات المحتملة والتأثيرات النفسية والاقتصادية

 

بقلم الاستاذة جويس مارون

في الساعات القليلة الماضية، شهدت الساحة السياسية توترات متزايدة بين إسرائيل ولبنان، حيث أطلقت إسرائيل تهديدات بضرب لبنان، مما أثار حالة من القلق والتوتر بين اللبنانيين. إن هذه التهديدات تأتي في وقت حساس جدًا للبنان، الذي لا يزال يعاني من تداعيات انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب ٢٠٢٠، والذي ترك أثرًا نفسيًا عميقًا على المواطنين اللبنانيين.

فما هي السيناريوهات المحتملة؟

أولاً، التصعيد العسكري المباشر: لا يمكن إغفال أن الأمور قد تتجه نحو تصعيد عسكري مباشر بين إسرائيل وحزب الله. هذا السيناريو، بكل تبعاته، يعني قصفًا متبادلًا واستهدافًا للمواقع الحيوية في لبنان. ولا يخفى على أحد أن مثل هذا التصعيد سيؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، مما سيزيد من معاناة الشعب اللبناني. ومما يزيد الأمر تعقيدًا هو أن لبنان لا يزال يعاني من آثار اقتصادية واجتماعية جراء الأزمة الحالية.

ثانيًا، التدخل الدبلوماسي: لا يمكن إغفال الدور الذي قد تلعبه الدول الكبرى والمنظمات الدولية في هذا السياق. التدخل الدبلوماسي قد يكون الخيار الأمثل للحد من التصعيد والدعوة إلى تهدئة الوضع عبر القنوات الدبلوماسية. في هذا السيناريو، يمكن التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية بشكل مؤقت أو دائم، مما يمنح لبنان فرصة لالتقاط الأنفاس ومعالجة أزماته الداخلية.

ثالثًا، الحرب الباردة: يمكن أيضًا أن تستمر التوترات دون الوصول إلى مواجهات عسكرية مباشرة. هذا السيناريو يشمل التهديدات المتكررة والمتجددة، مما يضع المنطقة في حالة من عدم الاستقرار المستمر. وبالنظر إلى الوضع الحالي، فإن هذا السيناريو هو الأقرب للواقع، خاصة في ظل التوازنات السياسية المعقدة في المنطقة.

اماّ ماذا عن الضربة المتوقعة من إسرائيل؟

في حال تنفيذ إسرائيل لضربة عسكرية ضد لبنان، فإن الاحتمال الأكبر هو أن تكون الضربة محدودة ولكن ذات تأثير كبير. استنادًا إلى المعلومات المتوفرة، فإن الأهداف المحتملة قد تشمل:

القواعد العسكرية ومخازن الأسلحة التابعة لحزب الله: لا يمكن إغفال أن هذه المواقع تعتبر الهدف الأول لأي ضربة إسرائيلية. تدمير هذه القدرات العسكرية سيشكل ضربة قاسية لحزب الله وسيحد من قدرته على الرد.

البنية التحتية للاتصالات والتكنولوجيا: استهداف هذه المواقع يمكن أن يعيق التواصل والعمليات اللوجستية، مما يزيد من الضغوط على القدرات التنظيمية لحزب الله.

مراكز القيادة والسيطرة: لا يمكن إغفال أن ضرب مراكز القيادة والسيطرة يمكن أن يضعف التنسيق بين الوحدات العسكرية لحزب الله ويقلل من فعالية العمليات الميدانية.

وهنا نسأل ماذا عن وضع الجنوب واللبنانين في الجنرال ازاء كل من يحصل ؟

يعتبر الجنوب اللبناني المنطقة الأكثر تأثرًا بالتهديدات الإسرائيلية المتكررة. لا يخفى على أحد أن هذه المنطقة تعتبر خط المواجهة الأول في أي تصعيد محتمل. سكان الجنوب يعيشون في حالة من القلق الدائم والخوف من القصف والتدمير، مما يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية وأمانهم النفسي.

ولا يمكن إغفال معاناة الشعب اللبناني في كافة أنحاء البلاد، حيث يعاني المواطنون من أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة. ارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض قيمة العملة المحلية، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، كلها عوامل تزيد من معاناة الناس وتفاقم أوضاعهم المعيشية.

فمنذ انفجار الرابع من آب، يعيش اللبنانيون جميعاً حالة من الصدمة والقلق المستمرين. وجاءت التهديدات الإسرائيلية الأخيرة لتزيد من هذه الحالة النفسية المتردية، حيث يشعر الكثيرون بالخوف من تكرار المآسي. الأطفال والنساء وكبار السن هم الفئات الأكثر تأثرًا بهذه الضغوط النفسية، التي قد تؤدي إلى مشاكل نفسية طويلة الأمد مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

غير انّ تلك التهديدات المستمرة انعكست سلباً على السياحة والدخل القومي.

فلبنان، الذي يعتبر وجهة سياحية رئيسية في الشرق الأوسط، يعتمد بشكل كبير على السياحة كمصدر دخل قومي. الا انّ التهديدات الأمنية المتكررة ادّت إلى تراجع كبير في أعداد السياح، مما اثّر وسوف يؤثر اكثر فأكر سلبًا على الاقتصاد اللبناني. كالفنادق، المطاعم، والشركات السياحية التي تتكبد خسائر فادحة، وما سوف يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة وتراجع الدخل القومي اكثر فأكثر.

ختامًا

إن الوضع الراهن يتطلب من الحكومة اللبنانية التعامل بحذر وبراعة مع هذه التهديدات، والعمل على تعزيز الجبهة الداخلية وتحقيق استقرار اقتصادي ونفسي للشعب اللبناني. كما يجب أن تكون هناك جهود دبلوماسية مكثفة لمنع تصاعد الأوضاع وضمان حماية لبنان وشعبه من أي تهديدات مستقبلية. ولا يمكن إغفال أن الاستقرار في لبنان هو مفتاح الاستقرار في المنطقة بأسرها، مما يستدعي تضافر الجهود المحلية والدولية لتحقيق هذا الهدف النبيل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى