فقدان الذاكرة المؤقت يختفي خلال 24 ساعة.. لكن ما أسبابه؟

آفاق نيوز – ما سبب إصابة بعض الأشخاص بأعراض فقدان الذاكرة المؤقت وهل يمكن العلاج منه؟ يبدو أنه من الشائع أن يحدث فقدان عابر للذاكرة، اعرفوا أسبابه وكيف يمكن التعامل معه؟

تعرّضت إحدي صديقاتي إلى حادث مرور عصيب وأصيبت بالإغماء، ثم نُقلت على الفور إلى المستشفى، وبعد الإفاقة لم تعرفني أو تدرك طبيعة المكان، ولا تتذكر ما حدث وقت الحادثة، أبلغنا الأطباء حينا أنها مصابة بفقدان ذاكرة مؤقت كأحد الآثار الجانبية للحادث، وشُفيت منه تماما، ولكنني ظللت أتساءل عن وجود أسباب أخرى ينتج عنها فقدان الذاكرة المؤقت وهل يمكن أن يصبح دائما؟

أسباب فقدان الذاكرة المؤقت

فقدان الذاكرة المؤقت أو فقدان الذاكرة الشامل العابر Transient Global Amnesia هو حالة قد تستمر لفترة من 30 دقيقة وحتى 24 ساعة، يفقد فيها الشخص الذاكرة، فلا يتذكر الأحداث والمواقف- وحسب موقع مايو كلينيك- يحدث ارتباك يفقد معه الشخص القدرة على تكوين ذكريات جديدة وتختفي الذكريات الأخيرة.

كان النسيان وصعوبة تذكر المعلومات في حالة صديقتي بسبب وجود إصابة في الدماغ تم علاجها، أما الحالات الصحية الأخرى التي ينتج عنها ضعف الذاكرة قصير المدى نتيجة لوجود أسباب أخرى، فتجد الشخص يكرر الأسئلة عن مكان وجوده أو متى وصل إلى هنا؟ ولا يتذكر أنه حصل على الإجابات قبل دقائق.

لا يفقد المصابون بهذه الحالة أسماءهم ويمكنهم تذكر أفراد أسرتهم وأصدقائهم، كما أنهم قادرون على أداء المهام المعقدة ولكنهم يواجهون مشكلة نسيان الأشياء ويسألون بشكل مستمر عن الوقت والمكان واليوم.

تأتي هذه الحالة النادرة لمَنْ هم أكثر من 50 عاما، كما يوضح الباحثون عبر موقع كليفلاند كلينك، وأحيانا يُصاب بها الأشخاص أقل من 40 عاما، ولكن سبب الإصابة بها ما زال غير معروف، وقد يحدث نتيجة وجود بعض المحفزات، كما يوضح مايو كلينك، مثل:

  • وجود تاريخ للإصابة بالصداع النصفي (الشقيقة).
  • ممارسة الأنشطة البدنية العنيفة.
  • امتلاء الأوردة بالدم بشكل زائد عن الحد.
  • الأشخاص بالمصابون بالأمراض القلبية وأمراض الاوعية الدموية أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
  • تقنيات التنفس التي تتسبب في إبطاء معدل ضربات القلب.
  • الإفراط في شرب الكحول.
  • الغمر المفاجئ في ماء بارد أو ساخن.
  • إصابات الرأس الطفيفة، كما في حوادث المرور.
  • سبب نفسي عند الشعور بالضيق لسماع خبر سيء أو الإفراط في العمل.
  • الاعتماد على جرعات كبيرة من العقاقير المهدئة أو التي تعالج التوتر والأرق وقلة النوم.

أعراض فقدان الذاكرة المؤقت

يمكن ملاحظة إصابة الشخص بفقدان الذاكرة المؤقت بسهولة، فهو لا يملك القدرة على تكوين ذكريات جديدة، ويصعب عليه ت1ذكر الأحداث القريبة التي مرّ عليها ساعات، وقد تظهر أعراض أخرى، مثل:

  • يبدو مشوشا ومرتبكا وغير قادر على التركيز.
  • طرح أسئلة متكررة خاصة عن المكان والوقت.
  • القدرة على تذكر اسمه والتعرف على المحيطين به.
  • لا يوجد أعراض صداع أو أعراض عصبية ومعرفية ناتجة عن التوحد أو الصرع.
  • القدرة على الحركة بشكل طبيعي وأداء المهام اليومية.
  • تستمر الأعراض من ساعة إلى 24 ساعة، وإذا طالت عن هذه المدة فقد يكون هناك سبب آخر.

علاج فقدان الذاكرة المؤقت

لا داعي للقلق من ظهور حالة فقدان الذاكرة المؤقت، ولا تتطلب علاجا، ولكن يمكن إبقاء الشخص تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة حتى تزول الحالة تماما من تلقاء نفسها، وللتأكد من عدم وجود أسباب طبية أخرى أو ظهور أعراض أخرى، ويمكن ان يُصاب بها الشخص مرة واحدة فقط، ومن النادر أن تتكرر هذه النوبات.

لا تؤدي إلى مضاعفات على المدى البعيد، ولكن قد تؤثر على نشاط الذاكرة في بعض الحالات، رغم عدم موثوقية حدوث ذلك، ولكن قد يكون من الأفضل استشارة طبيب نفسي عصبي، فقد يكون النسيان من عوامل الاكتئاب أو وجود ضيق عاطفي لم يتم التعبير عنه والتعامل معه.

الوقاية من فقدان الذاكرة المؤقت

معرفة السبب الحقيقي وراء الإصابة بفقدان الذاكرة الشامل العابر، من الممكن أن يساهم في الوقاية منه، ولكن مع عدم وجود أسباب طبية واضحة تتسبب في حدوث هذه الحالة، يمكن أن تبقى طرق الوقاية غير محددة، وقد يكون من الأفضل التركيز على تحسين صحة الدماغ.

نصائح لتحسين الذاكرة

يمكن تعزيز عمل الجهاز العصبي، وتحسين قدرة الدماغ على التركيز والتذكر، من خلال:

تناول الأطعمة التي تعزز صحة الدماغ والتركيز.

  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • أداء الأنشطة البدنية لتعزيز تدفق الدم إلى الجسم.
  • ممارسة الهوايات أو الألعاب التي تعزز النشاط العقلي، مثل حل الكلمات المتقاطعة، أو عزف آلة موسيقية، أو تعلم لغة جديدة.
  • الحرص على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية ولقاء الأصدقاء والعائلة لتقليل التوتر والاكتئاب.
  • تجنب شرب الكحول.
  • النوم بعمق لمدة كافية لا تقل عن 7 ساعات.
  • تنظيم المهام اليومية وتجنب الفوضى والتشتيت.
  • متابعة دورية للإصابة بالأمراض الصحية المزمنة، خاصة ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ومرض السكري، والسمنة.

الأطعمة التي تساعد على تحسين الذاكرة

هناك أطعمة تحتوي على الأوميجا 3 التي تعزز عمل الدماغ وتحسن الذاكرة، ويمكنكم ضمها إلى نظامكم الغذائي، وهي:

  • الشيكولاتة الداكنة.
  • المكسرات (خاصة عين الجمل).
  • التوت البري.
  • الأفوكادو.
  • البيض.
  • القهوة.
  • الخضروات الورقية الخضراء.
  • السلمون.

تمارين الدماغ المفيدة لتحسين الذاكرة

هناك أنشطة يمكنها أن تعمل على تحسين عمل الجهاز العصبي، فغالبا ما نتعرض للنسيان أو حالات فقدان الذاكرة بسبب إغفال تمرين الدماغ على العمل، كونه يحتاج إلى أنشطة وتدريبات كأنه عضلة إذا تركتها دون اهتمام، فلن تقوى على الحركة وتفقد مرونتها.

ومن الأنشطة التي تحسن وظائف الدماغ:

  • اليوجا والتأمل: للتخلص من الضغط والتوتر واستعادة التوازن.
  • ألعاب الكروت: التي تحفز الذاكرة.
  • حل الأحجيات والكلمات المتقاطعة.
  • لعب الشطرنج وألعاب الفيديو.
  • تعلم لغة جديدة.
  • الاستماع إلى الموسيقى.
  • تعلّم حرفة يدوية، مثل الحياكة أو الكروشيه.

حالات فقدان الذاكرة المؤقت لا تعتبر وضعا صحيا خطيرا في حاجة إلى التدخل الطبي، ولكنها قد تكون مؤشر لضرورة العناية بصحتك العقلية ومراعاة تنشيط الذاكرة والتخلص من الضغط النفسي.

 

العين الاخبارية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى