قطر

د. حكيم رجل غاني تبرّع بأرضه لتصبح مقراً لقطر الخيرية

آفاق نيوز – اندهش الجميع عندما علموا بأن رجلا من غانا، أقصى غرب أفريقيا، جاء ليطرق أبواب قطر الخيرية بإلحاح، ليس طلباً لمساعدة، بل للتبرع بقطعة أرض باهظة الثمن بالعاصمة أكرا حتى تُقيم عليها قطر الخيرية داراً جديدة تحوي العديد من المرافق الحيوية لخدمة المجتمع هناك.

ألح د. حكيم، وهو رجل غاني تقدمت به السن والتجربة الحياتية وأدرك بحكمته ما ينفع الناس، أن يجعل أرضه التي تقع في مكان مميز وسط العاصمة الغانية في خدمة قطر الخيرية بعد أن سمع ورأى بعينيه العديد من مشاريعها الإنسانية وأنشطتها الخيرية التي ألهمته التبرع لها بالأرض حتى يترك أثراً باقياً.

 

آثر حكيم أن يتقاسم الأجر مع أهل الخير في قطر بتخصيص أرضه لقطر الخيرية، رافضاً كل إغراءات بيعها، وقام بنقل ملكيتها بالكامل لقطر الخيرية التي شرعت بالفعل في بناء مقرها الجديد حيث تم وضع حجر الأساس والبدء في تنفيذ الأعمال الإنشائية بتلك الأرض الطيبة.

وظلت قطر الخيرية بفضل الله، ثم بفضل دعمهم المتصل تقدّم المساعدات التنموية والإنسانية للشعوب المحتاجة في مجالات منها الغذاء، الصحة، المياه، التعليم، والإصحاح، والتمكين الاقتصادي، والطفولة، والرعاية الاجتماعية، ولا تزال.

وليس غريبا أن يُبادر محسنون من خارج دولة قطر لدعم مشاريع قطر الخيرية أو التبرع بأرض تقيم عليها مشروعا ما. فقد حدث ذلك، ويحدث كثيراً في الواقع إيماناً من المتبرعين في كل مكان بالأثر العظيم للمشاريع التنموية والإنسانية التي تنفذها قطر الخيرية للمجتمعات والفئات المستضعفة والمتأثرة بالأزمات دون تمييز.

 

لكن، ما يجدر بالتوقّف والتأمل في هذه الحكاية، أنها تمثّل اعترافاً وإيماناً راسخاً من حكيم بما تقوم به قطر الخيرية من أعمال عظيمة في بلاده بعد أن رأى بأم عينيه أثر مشاريعها المتعددة في رعاية الأيتام وتعزيز النظام الصحي والتعليمي للفئات الأكثر هشاشة هناك، فأراد أن يكون له سهم وافر في ذلك بالتبرع بالأرض، ليس لمشروع بعينه، وإنما ليكون مقراً ثابتاً لقطر الخيرية ينطلق منه تنفيذ كل المشاريع الإنسانية في البلاد.

حبس البعض دموعهم وهم يستمعون لكلمة د. حكيم الملهمة عند وضع حجر الأساس لمقر قطر الخيرية الجديد في أرضه ووسط حضور قيادات تنفيذية ومجتمعية، فقد أشار إلى أنه رأى أهل الخير يأتون إليهم من دولة قطر البعيدة جغرافياً عنهم ويقطعون آلاف الكيلومترات لمساعدة المحتاجين في بلادهم دون من أو أذى، فكان لابد من الاسهام معهم ولو بالقليل، لأنه وقف بنفسه على أثر وقيمة ما يقومون به من عمل عظيم في الواقع.

ويعتبر التبرّع بأرض المقر الجديد الذي سيحتوي على ملحقات أخرى تشمل مركزاً تدريبياً وملاعب رياضية ومطعماً ومسجداً ليكون مركزاً مجتمعياً لخدمة فئات المجتمع المختلفة من شباب وأطفال أيتام وطلاب بشكل عام، دليلاً ساطعاً على وصول رسالة قطر الخيرية في استنهاض قيم الخير والتكافل وجعلها ثقافة مجتمع وأمة.

وما قام به د. حكيم في الواقع، يُعد نقطة تحول مهم في عمل قطر الخيرية في غانا ليكون بخطى أكثر ثباتاً واستقراراً. ويصب بشكل مباشر في تعزيز التنمية الاجتماعية، ويعبّر في الآن ذاته عن أقصى درجات الإيمان بقيم الإنفاق والعطاء التي تسعى قطر الخيرية لترسيخها من أجل حياة كريمة للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى