اجتماع الفيدرالي الأخير في 2024 يرسم ملامح الأسواق
اَفاق نيوز – تترقب الأسواق العالمية اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الأخير في عام 2024، والذي سيحدد مسار الأسواق مع اقتراب نهاية العام وسيلقي الضوء على توقعات المستثمرين لعام 2025.
تبدو “وول ستريت” واثقة من السيناريو المتوقع في ختام اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر يومي 17 و18 ديسمبر/كانون الأول.
وتُظهر توقعات العقود الآجلة لمعدلات الفائدة الفيدرالية احتمالًا بنسبة 97% لخفض البنك المركزي سعر الفائدة بمقدار 0.25%، لتتراوح بين 4.25% و4.50%، مقارنة بالمستوى الحالي البالغ 4.50% إلى 4.75%، بحسب ما نقله موقع “CNBC Pro” واطلعت عليه “العربية Business”.
لكن الاجتماع سيشهد، أيضًا، إصدار ملخص الاحتياطي الفيدرالي الفصلي للتوقعات الاقتصادية، أو ما يُعرف بـ”المخطط النقطي”، الذي يظهر توقعات صانعي السياسة بشأن التضخم وسوق العمل للعام المقبل، بالإضافة إلى توقعات أسعار الفائدة.
وتُظهر الأسواق توقعات متفائلة بخفض الفائدة ثلاث أو أربع مرات أخرى، مما قد يؤدي إلى انخفاض معدل الفائدة الفيدرالية ما بين 3.50% و4.0%، وإذا تحققت هذه التوقعات، ستتجه الأسواق إلى استئناف الارتفاع في نهاية العام، بعد تعثرها هذا الأسبوع.
رجح جو تيغاي، مدير محفظة في صندوق “Rational Equity Armor”، انخفاض أسعار الفائدة، وتراجع قيمة الدولار، وارتفاع أسهم التكنولوجيا حال تحققت تلك التوقعات.
وتراجع مؤشر “داو جونز الصناعي” ومؤشر” S&P 500″ الأسبوع الماضي، بنسبة 1.6% و0.6% على التوالي، حتى إغلاق يوم 12 ديسمبر/كانون الأول. بينما كان مؤشر “ناسداك” المؤشر الرئيسي الوحيد الذي حقق مكاسب أسبوعية طفيفة بنسبة 0.2%.
التضخم المستعصي
سيصدر مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم بعد انتهاء اجتماع الفيدرالي، يوم الجمعة.
ويتوقع اقتصاديون استطلعت آراءهم شركة “FactSet” أن يُظهر المؤشر تباطؤًا شهريًا في نوفمبر/تشرين الثاني ليبلغ 0.17% مقابل 0.24% في أكتوبر/تشرين الأول، ولكنه قد يرتفع على أساس سنوي إلى 2.5% من 2.3%.
أما المؤشر الأساسي، الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، فيُتوقع أن يرتفع بنسبة 0.22% على أساس شهري مقابل 0.27% في أكتوبر/تشرين الأول، وأن يسجل على أساس سنوي 2.9% مقابل 2.8% في أكتوبر/تشرين الأول.
ويخشى المستثمرون من أن يعود التضخم للظهور كمشكلة في العام المقبل إذا نفذ الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، وعود حملته الانتخابية بشأن الترحيلات الجماعية وفرض تعريفات جمركية مرتفعة على الواردات.
استراتيجيات دفاعية
أشار بعض المستثمرين إلى أن مخاطر التضخم تتطلب نهجًا دفاعيًا. وأوصى ديفيد كيلي من “جيه بي مورغان” المستثمرين بتخصيص محافظهم الاستثمارية بنسبة 50% للأسهم، و30% للسندات، و20% للبدائل، لتحقيق عوائد متنوعة.
وعلى الرغم من التقارير الأخيرة التي أظهرت ارتفاع الأسعار، لا يزال المستثمرون واثقين من أن ذلك لن يؤثر على قوة الاقتصاد الكلي بشكل عام.
قال تيغاي: “ما زلت أعتقد أننا في سوق صاعدة. حتى مع وجود التضخم، لن يغير ذلك شيئًا بالنسبة لي طالما أن الاقتصاد مستمر في النمو”.