رئيس جامعة مؤتة يرعى مؤتمراً حول تعزيز المشاركة السياسية للشباب
رعى رئيس جامعة مؤتة، الدكتور سلامة النعيمات، فعاليات مؤتمر مؤتة للتنمية السياسية، الذي نظّمته الجامعة بالتعاون مع مبادرة “يلا نشارك يلا نتحزب”، حيث أكد خلال كلمته الافتتاحية أهمية الدور المحوري للشباب في صياغة مستقبل الحياة السياسية والحزبية في الأردن. وأوضح النعيمات أن تمكين الشباب وإشراكهم في اتخاذ القرار يمثلان أولوية وطنية في ظل اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، واللذين يحرصان دائمًا على دعم الشباب وتمكينهم ليكونوا روادًا في مختلف المجالات. وأضاف أن القيادة الهاشمية تولي الشباب اهتمامًا خاصًا باعتبارهم عماد المستقبل، حيث ركز جلالة الملك وولي عهده على ضرورة توفير الفرص التي تسهم في تعزيز دورهم القيادي وإشراكهم في صياغة السياسات الوطنية، بما يحقق تطلعاتهم ويعزز مسيرة الوطن نحو التقدم والازدهار.
وأشار النعيمات إلى أن التحديث السياسي الأخير في الأردن أتاح للشباب فرصة غير مسبوقة للمشاركة الفاعلة في العمل الحزبي، عبر أحزاب قائمة على برامج واضحة وسياسات قادرة على مواكبة تحديات العصر، داعيًا إلى تطوير آليات عمل الأحزاب لتكون أكثر استجابة لتطلعات الشباب وطموحات المجتمع.
من جانبه، أشار عميد شؤون الطلبة، الدكتور ماهر المبيضين، إلى أن عمادة شؤون الطلبة تعمل على تعزيز الانتماء الوطني لدى الطلبة ودعم كل فكرة خلاقة تخدم مصلحة الوطن، مؤكدًا أن المرحلة الحالية، بما تحمله من تحديات وظروف استثنائية، تتطلب تكاتف الجهود الوطنية ووحدة الصف. ولفت إلى أهمية إشراك الشباب في الحياة السياسية بعزيمة وإرادة وتصميم، مشددًا على أن العمل السياسي يحقق أثره الإيجابي من خلال مشاركة الأحزاب في تقديم رؤى وبرامج تدعم التنمية الوطنية وتعزز الوحدة والاستقرار.
تخلل المؤتمر جلستين حواريتين، شارك فيهما نخبة من الشخصيات السياسية والحزبية. في الجلسة الأولى، أكد رئيس مبادرة “يلا نشارك يلا نتحزب”، سيف الإسلام بني مصطفى، أن المبادرة تسعى لتحفيز الشباب على الانخراط في الأحزاب السياسية القائمة على البرامج الواضحة والأهداف الوطنية، موضحًا أن العمل السياسي للشباب لم يعد خيارًا بل ضرورة وطنية لتحقيق التغيير المطلوب. وأضاف أن المبادرة تعمل على بناء وعي سياسي لدى الشباب لتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في صنع القرار.
من جهته، قال أمين عام حزب الميثاق الوطني، معالي السيد أحمد قاسم الهناندة، إن الحزب يسعى إلى تقديم نموذج حزبي حديث يعكس تطلعات الشباب الأردني من خلال برامج قابلة للتطبيق، داعيًا الشباب إلى الانضمام للأحزاب لتكون منصة لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم. وأكد الهناندة على أهمية تحويل الطاقات الشبابية إلى قوة مؤثرة في المشهد السياسي.
بدوره، شدد أمين عام حزب إرادة، المحامي زيد العتوم، على أن الشباب يمثلون العمود الفقري لأي حركة سياسية ناجحة، مشيرًا إلى أن الأحزاب الأردنية تحتاج إلى تعزيز دور الشباب في القيادة وإعدادهم ليكونوا صناع قرار قادرين على مواجهة تحديات المستقبل. وأكد أن حزب إرادة يعمل على إعداد جيل من القادة الشباب عبر برامج تدريبية وتوعوية تركز على تعزيز مهاراتهم القيادية.
وفي كلمته، أشار العين الدكتور عمر العياصرة إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب أحزابًا تمتلك القدرة على استقطاب الشباب عبر برامج حقيقية تعكس احتياجات المجتمع. وأكد على ضرورة أن تركز الأحزاب على بناء الثقة مع المواطنين، وخاصة الشباب، لتحفيزهم على المشاركة في الحياة السياسية.
أما الجلسة الثانية، فتحدث فيها العين الدكتور غازي الذنيبات عن أهمية السياسات الوطنية في تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي، مشددًا على أن دور الشباب في الأحزاب لا يقتصر على المشاركة فقط، بل يمتد ليشمل التخطيط والتنفيذ وصياغة الرؤى المستقبلية.
من جهته، أشار رئيس المجلس الاقتصادي الأردني، الدكتور موسى شتيوي، إلى العلاقة الوثيقة بين التنمية الاقتصادية والسياسية، موضحًا أن مشاركة الشباب في العملية السياسية تتيح فرصة لاستثمار طاقاتهم في بناء اقتصاد وطني قوي. وأكد أن على الأحزاب أن تقدم برامج اقتصادية مدروسة تجذب الشباب وتلبي طموحاتهم.
واختتم المتحدث باسم المبادرة، الدكتور علي القواقزة، أعمال الجلسة بالإشارة إلى أهمية المبادرات الشبابية في تعزيز ثقافة المشاركة السياسية، مشددًا على أن نجاح العملية السياسية يعتمد على الشباب باعتبارهم القوة الدافعة للتغيير.
خلص المؤتمر إلى ضرورة مواصلة الجهود لتعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية عبر دعم الأحزاب البرامجية وتطوير السياسات التي تتيح لهم لعب دور قيادي، مؤكدًا أن بناء الأردن الحديث يتطلب انخراط جميع الفئات، وخصوصًا الشباب، في العمل السياسي والحزبي الفاعل.