من هو أبو عبيدة.. ما اسمه الحقيقي ومظهره؟

 

#احمد_ايهاب_سلامة

أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، هو الفارس الملثم الذي اختار الأنفاق وطنًا، فاختزلت حياته في إعداد العدة لمواجهة عدو غافل يُمد جنوده بأسلحة لا يعرفون استخدامها، ويعطيهم خوذات لا تتجاوز كونها خردة عسكرية، إنه القائد الذي انتزع من كل ركن في الأرض قرار النصر، وكتب على جدران التاريخ ملاحم البطولة.

إنه الصوت الذي يلامس القلوب، يُنعش الأمل ويزرع الشجاعة. القائد الذي لم تُكشف ملامحه، ولم يُرَ وجهه، كأنه تجسيد للغموض والقوة، لم نر أبناءه ولا عائلته، ولم نشهد حراسا يتراكضون لفتح بوابة سيارته، أو قصوره الفخمة وأمواله الطائلة، هو قائد لا يعرف الخوف، ولا يعترف بالهزيمة، بل يجسد في كل لحظة كفاح شعبه وعزيمته.

أبو عبيدة قد يخفي وجهه، لكنني أعرف تفاصيله عن ظهر قلب، أعرف الوجه الغاضب الذي يتوق للثأر، وجهه الذي يجمع بين تراجيس النور والكبرياء.. عيناه، رغم عمق حزنهما، تنطقان بأوجاع الشعب، تروي حكايات الجراح وتبشر بقصص البطولة، اعرف ملامح وجهه الممزوج ما بين الحزن على أبناء شعبه والثأر الغاضب الذي يريد ان يقتص لكل طفل وشهيد .

هو القائد الذي كرس عمره للنصر وللشهادة، لم يتردد لحظة في بذل الغالي والنفيس في سبيل دينه ووطنه.. هو القائد ذو الوقار والبسالة الذي لم نر هيبة لقائد مثله حتى اللحظة ولم نر خطابات صارمة تخيف العدى مثل خطاباته.

أذنه تصغي لصوت الصواريخ التي تنهال على أبناء شعبه، فتستفيق غاضبة لترسل بلاغًا لأفراد المقاومة بالثأر الآن، فالوقت ليس وقت انتظار أو تهاون.. صحيح أن الموارد شحيحة، والأسلحة أقل من المطلوب، لكن الرجولة والشهامة والبسالة في قلبه، وفي قلوب المجاهدين، تتجاوز كل حدود.. هم أسودٌ في وجه التحديات، يصرخون في وجه الضعف والاستسلام.

صوته موسيقي، يُطلق رصاصه في خطاباته كما تطلق المدافع، وكلماته كقنبلة نووية تتفجر في العقول وتوقظ الهمم ويجلس من يسمون نفسهم بالدول العظمى لتحليل كلماته، قلبه رغم قسوته على الأعداء، مليء بالرحمة تجاه أطفالهم ونساءهم، كما أوصاه رسول الله.. هو رمز للكرامة والصمود، وذراعٌ ضاربةٌ في وجه الظلم، تجسد الإرادة الفولاذية لشعبٍ لم يعرف الاستسلام، وهو في كل لحظة يتحدى الواقع ويصنع الأمل.

أبو عبيدة ليس مجرد اسم، بل هو أسطورة ترويها الأجيال والله وصار مثالا وقدوة يحتذى به، وشعلة تضيء رمزاً في قلب كل مقاوم، تضيء دروب النضال وتعيد للأمة عزتها.

حمى الله هذا القائد المغوار حمى الله غزة وفلسطين ومقاومتها ونسأل الله أن يعز الاسلام ويعيد مجده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى