ليست المرة الأولى.. إسرائيل تستهدف مناطق لبنانية بقنابل فسفورية
اَفاق نيوز – لطالما نفت إسرائيل استخدام قنابل فسفورية محرمة دوليا خلال استهدافها مناطق مختلفة في لبنان، رغم تأكيد الدولة اللبنانية لذلك في أكثر من مناسبة.
واليوم الخميس أشارت الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية، إلى أن “إسرائيل استخدمت القنابل الفسفورية المُحرّمة دوليا خلال استهدافها منطقة الباشورة” في قلب العاصمة بيروت.
وقتل 6 أشخاص، وفق وزارة الصحة اللبنانية، في غارة إسرائيلية استهدفت فجر الخميس مقرا لهيئة إسعاف تابعة لحزب الله في قلب بيروت، فيما أفادت مصادر “العربية” و”الحدث” بسقوط قتيل سابع.
وأسفرت الغارة وفق وزارة الصحة أيضا عن “إصابة 7 آخرين” بجروح.
ويقع المقر المستهدف في حي سكني مكتظ على مشارف وسط بيروت التجاري حيث مقر رئاسة الحكومة.
“قنابل فسفورية محرمة دوليا”
وأحدثت الغارة دويا قويا في المنطقة التي هرع إليها عدد من سيارات الإسعاف.
وأعقبت هذه الغارة سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الأربعاء، في ثالث استهداف لهذا المعقل الأساسي لحزب الله في أقلّ من 24 ساعة.
أراض واسعة محروقة
احتراق مساحات شاسعة عند الحدود مع إسرائيل ترده السلطات اللبنانية إلى استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض في قصف جنوب البلاد، الأمر الذي تنفيه إسرائيل.
وفي شهر يونيو، قالت “هيومن رايتس ووتش” إن إسرائيل تستخدم الفسفور الأبيض على نطاق واسع في جنوب لبنان وتحققت من استخدام القوات الإسرائيلية ذخائر الفسفور الأبيض في 17 بلدة على الأقل في جنوب لبنان منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، خمس منها استُخدمت فيها الذخائر المتفجرة جوا بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة.
ما هو الفوسفور الأبيض؟
والفسفور الأبيض مادة كيمياوية مستخدمة في قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ، وتشتعل عند تعرضها للأكسجين. تسبب آثارها الحارقة الوفاة أو الإصابات القاسية التي تؤدي إلى معاناة مدى الحياة.
يمكنها إشعال النار في المنازل والمناطق الزراعية وغيرها من الأعيان المدنية.
بموجب القانون الإنساني الدولي، استخدام الفسفور الأبيض المتفجر في المناطق المأهولة بالسكان هو عشوائي بشكل غير قانوني، ولا يفي بالمتطلبات القانونية لاتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين.
قالت هيومن رايتس ووتش إن استخدام إسرائيل الفسفور الأبيض على نطاق واسع في جنوب لبنان يُبرز الحاجة إلى قانون دولي أقوى بشأن الأسلحة الحارقة. “البروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية” هو الصك الوحيد الملزم قانونا والمخصص تحديدا للأسلحة الحارقة. لبنان طرف في البروتوكول الثالث، لكن إسرائيل ليست طرفا فيه.
ينطبق البروتوكول الثالث على الأسلحة “المصممة في المقام الأول” لإشعال الحرائق أو التسبب في حروق، وبالتالي يستبعد بعض الذخائر متعددة الأغراض ذات الآثار الحارقة، لا سيما التي تحتوي على الفسفور الأبيض. بالإضافة إلى ذلك، له تعليمات أضعف لاستخدام الأسلحة الحارقة التي تُطلق من الأرض في “تجمعات المدنيين”، مثل تلك المستخدمة في لبنان، مقارنة بالأسلحة الحارقة التي تُسقط جوا، رغم أنها تسبب الإصابات المروعة نفسها.
استخدمت بأماكن “تجمع للمدنيين”
“تجمع المدنيين” له تعريف واسع، يشمل المناطق المأهولة بالسكان وتتراوح من القرى إلى مخيمات اللاجئين إلى المدن. لطالما دعت هيومن رايتس ووتش والعديد من الدول إلى سد هذه الثغرات في البروتوكول الثالث ووضع معايير دولية توفر حماية أفضل للمدنيين من الأذى الناجم عن الأسلحة الحارقة.
على المستوى الوطني، على إسرائيل حظر استخدام ذخائر الفسفور الأبيض المتفجرة جوا في المناطق المأهولة بالسكان لأنها تعرض المدنيين لخطر الهجمات العشوائية. هناك بدائل متاحة للفوسفور الأبيض الموجود في قذائف الدخان، بما فيها بعض المنتجات التي تنتجها شركات إسرائيلية، ومنها قذيفة الدخان من طراز “إم 150” (M150)، التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في الماضي كوسيلة للتمويه لحجب قواته. يمكن لهذه البدائل أن يكون لها نفس التأثير وتقلل بشكل كبير من الضرر بالمدنيين.