عدنان نصار
زيارة العاوي بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو الصهيوني إلى الاغوار المحاذية للحدود مع الاردن شرق فلسطين المحتلة ، يوم الأربعاء الماضي برفقة جمع من قادة عصابة الاحتلال ، تعيد لذهنيته المريضة حلمه الذي راوده قبل عشرين سنة، ورغبته السياسية الاحتلالية ببناء جدار فاصل بين الأردن والحد الفلسطيني المحتل، وهو حلم صهيوني يستند إلى الغوغائية والعدائية المستفحلة والمعشعشة في شخصيتهم الجوانية التي تؤسس للمزيد من العدائية.
إن ما نحتاج إليه لوضع حد لهذه العدائية هو الإسراع بوضع حدود للأشخاص الذين يتطاولون على الثوابت العربية وهويتها وكرامتها ، وكبح جماح شرورهم بفعل دولي وعربي واسلامي يقلب الطاولة على الرؤوس النتنة المتطاولة على هذه الثوابت.
العدو الصهيوني ابتداء ، يفتقر للإحساس ، ويفتقر للحس ..ولا ينظر إلى موت الإحساس الذي يجلب المزيد من المصائب والصعاب لدولته الورقية التي تتنمرد وتتمرد في ظل حماية أمريكية مطلقة منحازة للإضطهاد والظلم وهي التي تزعم رعايتها للعدل والسلام.
زيارة المدعوق نتنياهو ورتب عسكرية ذبابية من عصابة الاحتلال إلى غور الاردن ، وما تفعله آلة العدوان الهمجية في قطاع غزة والضفة الغربية ، ما هو عمليا الا اعلان حرب يقود إلى لحظة تاريخية تتوق اليها الشعوب العربية المؤمنة بالعدالة ضد الظلم ، والهوية ضد الضياع ، والإستئساد ضد الضباع ، والحرية ضد العبودية ..هي عمليا حالة غليان شعبي عربي عريض ليست مرهونة بقرار سياسي ، وخاصة تلك الدول التي أبرمت اتفاقيات “سلام” مع كيان لا يفهم الا لغة البارود ..هي حالة عربية شعبية تؤسس لجبهة مقاومة عريضة ضد الطغيان والطغاة على إختلاف مواقعهم ورتبهم.
الموقف الأردني الرسمي المتسم بالهدوء والنعومه حيال عدو يقيم معه اتفاقية سلام ، قد يتحول في لحظة ما إلى موقف يغادر فيه دائرة النعومة والحكمة ، ويدخل في مربع الخشونة بتوافق رسمي وشعبي للرد على كيان تربطه أطول حدود مع فلسطين المحتلة ، وهي بالمناسبة أسهل مما يظن العدو الصهيوني الذي اعتاد على نعومة الحدود وهدوئها..!
المواطنون على إختلاف ثقافاتهم وهوياتهم السياسية والفكرية ، يحرصون على ضرورة الإسراع بوضع حد للعاوي بنيامين نتنياهو ، وسوء أفعاله وإجرامه وسقوط رتبه وادارته في طين غزة الصامدة وفعلها البطولي المقاوم ، وفي مدن الضفة الغربية ومخيماتها وما رافق ذلك من عدوان همجي ورد بطولي على ظلم الطغاة من المقاومين هناك ..وما ينسحب على غزة وأبطالها والضفة وجماهيرها ، أيضا ينسحب على الجماهير العربية على إختلاف مواقعهم الذين يعيشون لحظة يقظة لم يشهدها تاريخ النضال الشعبي العربي .
إن الظروف جميعا ، والمتغيرات الخارجية الدولية وما رافقه من صمت وإنحياز للإحتلال ، بما في ذلك بالطبع مواقف رسمية لدول عربية شقيقة ، تتسم مواقفها ب”الحياد” او التدخل المحدود سياسيا ، لعبت دورا في إتساع حالة التمرد عند قادة عصابات الإحتلال الاسرائيلي..وربما تتسع حالة التمرد أكثر لو بقينا على هذه الحالة من التدهور العربي الرسمي الذي يمنح المزيد من التهور الاسرائيلي وفعله الإجرامي ،في تمرده وتنمرده على القيم والثوابت العربية والإنسانية ..
عموما ، ما يعزز الأمل الثوري على الطغاة في دواخلنا أن : النضال فكرة ؛ والفكرة غير مؤطرة بتنظيم..وستبقى حية في عقول الجماهير.!!
زر الذهاب إلى الأعلى