في عمليات مؤلمة لتل أبيب.. مقتل 15 إسرائيليا وإصابة أكثر من 10 في 11 يوما
اَفاق نيوز – تسارعت العمليات التي أدت إلى قتل وإصابة جنود ورجال أمن إسرائيليين في الأيام الماضية، وتوزعت خريطة تلك العمليات لتشمل الضفة وحدود الأردن ومصر، بالإضافة إلى قطاع غزة ميدان المواجهة الأكثر ضراوة وشدة مع الجيش الإسرائيلي.
وفي ما يلي أبرز العمليات التي حدثت في سبتمبر/أيلول الجاري، وأدت إلى مقتل أو إصابة إسرائيليين:
عملية الخليل
في الأول من سبتمبر/أيلول قتل 3 من عناصر الشرطة الإسرائيلية في هجوم مسلح على سيارة عند حاجز ترقوميا غربي الخليل بجنوب الضفة الغربية.
وأفاد الإسعاف الإسرائيلي يومها بمقتل اثنين من عناصر الشرطة والحرس الحدودي على الفور وإصابة ثالث بجراح خطيرة، ولاحقا أعلن عن وفاة المصاب متأثرا بجراحه.
ولاحقا، قال الجيش الإسرائيلي إن القتلى الثلاثة من قوات الأمن وعناصر الشرطة وكانوا على رأس عملهم، مضيفا أنه عثر على السيارة المستخدمة في الهجوم فارغة بعد تمكن المنفذين من الانسحاب.
وتابع أنه دفع بتعزيزات إلى المنطقة ويحاصر بلدة إذنا (شمال غرب الخليل)، في إطار عمليات البحث عن منفذي الهجوم المسلح.
وفي تفاصيل العملية، قالت إذاعة كان الإسرائيلية إن المنفذين أطلقوا 11 رصاصة على السيارة المستهدفة قرب حاجز ترقوميا.
من جهتها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المهاجمين أطلقوا النار من مسافة كيلومتر واحد عن حاجز ترقوميا.
وتبين لاحقا أن منفذ العملية هو الشهيد مهند العسود من سكان بلدة إذنا بالخليل، وكان عنصرا في جهاز حرس الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أن يستقيل منه عام 2015.
وقد استشهد العسود بعد يومين من العملية، حيث حاصرت قوات الاحتلال المنزل الذي كان يوجد فيه بمدينة الخليل، وأمطرته بوابل من الرصاص، ثم احتجزت جثمانه بعد ذلك.
عملية معبر الكرامة
وبعد أسبوع من عملية الخليل، نفذ ماهر الجازي -وهو عسكري أردني متقاعد، وسائق شاحنة- عملية أخرى على جسر الملك حسين الفاصل بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة.
ففي الثامن من سبتمبر/أيلول 2024 توجه ماهر كعادته إلى الأراضي الفلسطينية عبر جسر الملك حسين، الذي يسمى في الجانب الفلسطيني معبر الكرامة.
وحين وصلت شاحنته إلى مرآب التفتيش عند أمن المعابر الإسرائيلي، ترجّل ماهر من شاحنته حاملا مسدسا من طراز “جيه تي بي 9 سي” (JTP9C)، وأطلق النار من مسافة قريبة على عناصر أمن الحدود الإسرائيليين وقتل 3 منهم.
استمر الاشتباك وتبادل أفراد آخرون معه إطلاق النار فسقط شهيدا في لحظتها.
ولاحقا، أعلنت وزارة الداخلية الأردنية أن سائقًا أردنيًا هو من أطلق النار في معبر اللنبي (جسر الملك حسين كما يسمى في الأردن ومعبر الكرامة كما يسمى في الجانب الفلسطيني)؛ مما أسفر عن مقتل 3 إسرائيليين، ومنفذ العملية الذي تنسق عمّان لتسلم جثمانه.
وقالت الوزارة -في بيان- إن “التحقيقات الأولية في حادثة إطلاق النار في الجانب الآخر من جسر الملك حسين، أكدت أن مطلق النار هو مواطن أردني اسمه ماهر ذياب حسين الجازي من سكان منطقة الحسينية في محافظة معان” جنوب عمّان.
9 قتلى وجرحى بتحطم مروحية
وصباح اليوم الأربعاء، اعترف الجيش الإسرائيلي، بمقتل جنديين وإصابة 7 آخرين، 4 منهم إصابتهم خطيرة، جراء تحطم مروحية “بلاك هوك” خلال مهمة إنقاذ جندي مصاب في رفح جنوبي قطاع غزة، بأول حادث تحطم مميت لهذا النوع من الطائرات منذ 30 عاما.
وأعلن جيش الاحتلال فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث، مشيرا إلى أن المعلومات الأولية تفيد بأن سقوط المروحية لم يكن نتيجة نيران معادية، إنما نتيجة خطأ بشري أو تقني، وفق وصفه.
وأكد الجيش أن الحادثة لم تؤثر على العمليات العسكرية المستمرة في قطاع غزة.
وقال موقع “والا” إن تحطم المروحية من نوع “بلاك هوك” في غزة هو أول حادث مميت بعد 30 عاما من خدمة مروحيات هذا الطراز بالجيش الإسرائيلي.
وأضاف الموقع أن مروحية “بلاك هوك” تشكل العمود الفقري لمروحيات النقل والإنقاذ في الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أنها قادرة على حمل 14 إلى 22 جنديا.
وبدورها، أفادت صحيفة يديعوت أحرنوت بأن تحطم المروحية أسفر عن إصابة ضابطة بجروح حرجة و3 جنود بجروح خطيرة و4 بجروح متوسطة، بما يشمل الجندي الذي كان من المفترض إنقاذه.
وقالت الصحيفة إن المروحية كانت في طريقها لإنقاذ جندي أصيب برصاص قناص فلسطيني.
وأوضحت أن المروحية وصلت لإجلاء الجندي المصاب بعد منتصف الليل، شارحة أنه في المرحلة الأخيرة من الهبوط اصطدمت المروحية بالأرض قرب محور فيلادلفيا، وتحطمت لسبب غير معروف.
وأشارت إلى أن 4 مروحيات أجلت الجنود المصابين، بعملية استمرت ساعات في وقت مبكر فجر اليوم.
وأكدت أن الجيش الإسرائيلي أوقف حاليا استعمال مروحيات “بلاك هوك” حتى معرفة سبب الخلل الذي أدى إلى الحادث، لافتة إلى أن عمليات الإنقاذ ستستمر باستعمال مروحيات من طراز آخر.
قتيل بعملية دهس
وفي أحدث العمليات، قتل إسرائيلي -اليوم الأربعاء- بعملية دهس شمالي رام الله بالضفة الغربية المحتلة. وأكد الجيش الإسرائيلي وقوع عملية دهس بشاحنة غاز يقودها فلسطيني بالقرب من مفترق “جفعات أساف” عند محطة للحافلات، مؤكدا إطلاق النار على المنفذ.
ونقلت القناة الـ13 عن مسؤول إسرائيلي تأكيده مقتل شخص في عملية الدهس شمال رام الله.
إصابة جنود على حدود مصر
وفي التاسع من الشهر الجاري، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة جنود إسرائيليين دهسا خلال إحباط ما وصفتها بعملية تهريب على الحدود مع مصر.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش أحبط محاولة تهريب مخدرات وحدث إطلاق نار وجرت محاولة دهس جنود على الحدود المصرية.
ولاحقا قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد عند الحدود المصرية مركبة مسرعة باتجاه قوة تابعة له، مضيفا أنه تمت مطاردة المشتبه بهم وتمشيط المنطقة.
مقتل 6 أسرى برفح
وبالإضافة إلى ذلك، تأكد مقتل 6 أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري، استعادة جثث 6 محتجزين إثر العثور عليها داخل نفق بمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن من بين الجثث الست التي عثر عليها في غزة جثة الإسرائيلي الأميركي هيرش غولدبرغ بولين، معبرا عن حزنه وغضبه لوفاته.
وقد سادت حالة من الغضب في إسرائيل على حكومة بنيامين نتنياهو عقب إعلان جيش الاحتلال استعادة جثث الأسرى الست، في حين حملت حركة حماس حكومة نتنياهو مسؤولية مقتلهم.
حصيلة إجمالية إسرائيلية
ومع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة، قبل أيام شهرها الـ12، أظهرت معطيات وسائل إعلام ومراكز أبحاث إسرائيلية، أنه ومنذ بدء معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل حوالي 1664 إسرائيليا، بينهم 706 جنود، وأصيب 17 ألفا و809 أشخاص بجروح متفاوتة.
واستعرض “معهد أبحاث الأمن القومي” التابع لجامعة تل أبيب، الإحصائيات المتعلقة بجبهات القتال، في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، والجبهة الداخلية الإسرائيلية والجبهة الشمالية مع لبنان، والتصعيد مع إيران، حيث تم إطلاق أكثر من 19 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية وطائرة مسيّرة من غزة ولبنان باتجاه الجانب الإسرائيلي.
وبينما لا يزال هناك 101 محتجز إسرائيلي في القطاع، تم إخلاء 143 ألف إسرائيلي من بلداتهم ومنازلهم منذ بداية الحرب، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني الإخباري “والا”.
ومنذ اندلاع الحرب، تم تجنيد 300 ألف جندي إسرائيلي من قوات الاحتياط، حيث كانت 935 مستوطنة وبلدة إسرائيلية تحت القصف، إذ دوّت بها صافرات الإنذار، واضطر سكانها إلى الاختباء بالملاجئ والمناطق المحمية حوالي 15 ألف مرة.