القاضي يكتب : فلسطين وغزة العروبة … يا سائلا عن مقلتاي هذا جوابي

 

بقلم : حاتم نواش القاضي

يشد قلمي رحاله اليوم على بلد عربي معروف بتاريخ ونضاله ، وقال تعالى في كتابه العزيز :-

[ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ] ، ( الاسراء ، ١ )

ففيها القدس الشريف ، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، بارك الله فيها وما حولها من الأرض والزرع ، فيها الأراضي الخصبة والزرع والمنتوج الوافر ، أيضًا فيها من القامات من العلماء والشعراء من خلد ذكرهم في التاريخ ، يشهد لها العالم اليوم بمسيرة أهلها النضاليين والعصاميين الباقية والمستمرة إلى أخر نفس ، لأجل الدفاع عن كرامتهم وثرى بلدهم الطهور

فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ، هي دولة ذات سيادة ، أحتلها العدو الصهيوني منذ عام 1967م ، حيث استولى في وقت لاحق على قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء من مصر ، والضفة الغربية ( بما في ذلك القدس الشرقية ) من الاردن ، ومرتفعات الجولان من سوريا في خلال حرب 1967م

حيث أنجبت لنا شعراء لا زال شعرهم يدرس في الكتب والجامعات أمثال: محمود درويش ، توفيق زياد ، سميح القاسم ، تميم البرغوثي ، ابراهيم طوقان ، فدوى طوقان ، وغيرهم الكثير من الشعراء والادباء ….

وأنجبت لنا العديد من العلماء أمثال : منير حسن نايفة ( عالم ذرة ) ، أحمد سعيدان ( عالم رياضيات ) ، زهير الكرمي ( عالم احياء ) ، انسام صوالحة ( عالمة في الصيدلة ) ، تيسير حسن نايفة ( عالم فيزياء ) ، أسيل عنبناوي ( عالمة فضاء ) ، وغيرهم من العلماء والعباقرة الذين لهم بصمات واضحة في كافة العلوم

هؤلاء هم العرب ، هؤلاء هم أهل العقول النيرة ، بهم نهضت أمم ، بهم وصلت الفتوح الإسلامية إلى فوصلت شرقاً إلى الهند والصين، وشمالاً إلى سيبريا، وغربا إلى ما وراء جبال البرانس في الأندلس، وجنوباً إلى السودان، وامتدت الفتوحات الإسلامية حتى شملت جزر البحر الأبيض المتوسط ، إلى بلاد السند وتمتد هذه البلاد غرباً من إيران إلى جبال الهمالايا في الشمال الشرقي، وقد سمّيت هذه البلاد بهذا الاسم لاحاطتها بنهر السند الذي كان يسمى بنهر مهران ، وفتحت بلاد المغرب ، وبلاد غالة الوقعة إلى جنوب فرنسا ، كما تم الفتح الاسلامي لاسبانيا ” الاندلس ”

 

فيها القدس الشريف ، مسرى رسول الله، زهرة المدائن، مدينة السلام ، تُعتبر مدينة مقدسة لها كيانها الخاص بها ، فالقدس هي ثالث أقدس المدن بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، حيث كان المسلمون يتوجهون إليها في صلاتهم بعد أن فُرضت عليهم حوالي سنة 610 للميلاد ، وهي أيضًا تمثل الموقع الذي عرج منه نبي الاسلام محمد بن عبدالله إلى السماء وفقًا للمعتقد الإسلامي ، وكنتيجة لهذه الأهمية الدينية العظمى ، تحوي المدينة القديمة عددًا من المعالم الدينية ذات الأهمية الكبرى ، مثل : كنيسة القيامة ، حائط البراق والمسجد الاقصى – المكون من عدة معالم مقدسة أهمها مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي

 

إلى اليوم ، يُعتبر النزاع القائم حول وضع القدس مسألةً محورية في الصراع العربي الاسرائيلي ، إذ قامت العديد من الحروب والمعارك من أجل فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ، معركة اللطرون ومعركة باب الواد ومعركة الكرامة وغيرها من المعارك الخالدة

إلى غزة ، إحدى أهم المدن الساحلية الفلسطينية ، لأهمية موقعها الإستراتيجي والأهمية الاقتصادية والعمرانية للمدينة ، احتلها العدو الصهيوني عام 1967 ( النكسة ) ، ووقوعها على شاطئ البحر الأبيض المتوسط الذي يجعل منها ميناء مهما للتجارة وأعمال الصيد ، اشتهرت غزة قديماً بزراعة محاصيل القمح والشعير القمح والشعير والقطن والزيتون وتصديرها إلى العالم العربي والخارجي ، ويعتمد الري في مدينة غزة على مياه الآبار ، ويجري حالياً دراسات لتحلية مياه البحر تقوم بها البلديات في قطاع غزة ، كما يعتمد الاقتصاد في غزة بدرجة كبيرة على زراعة وتصدير الأزهار إلى مختلف دول العالم

ويربي بعض سكان القطاع حالياً الأغنام والماشية ، ويعتمدون عليها في تسيير أمور حياتهم ، كما وتشتهر غزة بصناعة عصر الزيتون والصابون الذي يعتمد على الزيت كمادة أولية كما تعتبر صناعة الفخار من أقدم الصناعات الفلسطينية التي اشتهرت بها المدينة والتي تُباع في شوارع أسواقها

حيث أدت الحروب والنزاعات اليوم الي تدمير المدارس والجامعات ، وتدمير كل شيء ، وتدمير أبسط سبل العيش ، التي يمكن أن يحقق من خلالها الشعب الفلسطيني أحلامه وطموحاته ، مما أدى الحصار الخانق الي صعوبة إعادة اعمارها

حماك الله يا فلسطين ، حماك الله يا قدس … وحيفا ويافا ، حماك الله يا بيت لحم … ونابلس والخليل ، حماك الله يا غزة … وصفد وبئر السبع ، حماك الله يا أريحا … وبيسان وطبريا ، حماك الله يا عكا … واللد والرملة ، حماك الله يا جنين والناصرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى