القاضي يكتب : شرف الخدمة العسكرية … وأثرها في صقل شخصيتنا وحياتنا العامة

 

بقلم : حاتم نواش القاضي

أعلم ويعلم الجميع ، أنه يوجد هناك صعوبات ومعيقات في الحياة ، يجب على كل فرد منًا أن يتخطاها بكل حزم وقوة ، وهناك آمال لابد من تحقيقها ، إذ يطمح كل شخص منا أن يحقق ما يطمح إليه ، سواء كان في علو المراتب وحمل الشهادات والمنافسة الشريفة في المجالات كافة ، حيث أكتب اليوم عن شرف كبير ناله عدد كبير من أبائنا وأجدادنا ، الذين أخلصوا فيه وقدموا التضحيات ، من أجل تحقيق الأمن والسلام للوطن ولأهله ، حيث قدموا دمائهم وأرواحهم دفاعًا عن ثرى هذا الوطن الطهور

نتكلم اليوم عن الحياة العسكرية وشرف الخدمة فيها ، تلك الميادين وأراضيها ” ميادين الرجال ” ، التي كان لها النصيب الاكبر من التدريب وصقل الشخصية العسكرية ، تلك التي تعلموا على ظهرها المهارات والمشاة العسكرية التي لن ينسوها ولها في قلبهم مكانة ومنزلة

الحياة العسكرية وشرف الخدمة فيها … إنها هي المدرسة الكبيرة التي تجمع أبناء الوطن من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه تحت سقفٍ ، أشبه ما تكون ب ” البيت الكبير ” الذي يأوي أفراد العائلة الواحدة ، حيث تكتسب فيها محبة الرجال … الرجال ، والزمالة والأخوة مع عدد كبير من الاخوة الذين لن تنساهم طول مسيرة حياتك ، حيث تتعلم فيها المهارات العديدة ، تتعلم فيها أسس الكفاءة والادارة … والقيادة الناجحة ، تتعلم فيها سرعة الإنجاز والإتقان في العمل أو ما يسمى بمصطلح ” التوقيتات ” ، كذلك لا ننسى تلك الأيام الجميلة … مع عز الرّفق والأصحاب … نعم إنها أيام جميلة لن ننساها … كم اجتهدنا وكم كابدنا من أجل التدرب والتدريب والعمل بإخلاص … أيام لن ينساها التاريخ في تدوينها على صفحات سجله .

فمن الامثلة على القيادات التي خدمت في صفوف الجيش العربي وكان لها الأثر الكبير والبصمة الخالدة ، المرحوم المشير حابس المجالي الذي قائد الجيش الاردني في معركة اللطرون وباب الواد حيث عرف عنه بقيادته وحنكته والمقولة المشهورة عنه ” كتيبة قايدها حابس كلت الأخضر واليابس ” ، والمرحوم الفريق مشهور حديثة الجازي الذي قاد الجيش الاردني في معركة الكرامة ، والتي تعد من المعارك الخالدة في التاريخ ، حيث تمكن الجيش الأردني من الانتصار على القوات الاسرائيلية وطردهم من أرض المعركة مخلفين ورائهم الآليات والقتلى دون تحقيق الكيان الصهيوني لأهدافه

ونذكر الشخصية العسكرية المعروفة بالتخطيط والعقل الاستراتيجي والقيادة والادارة الناجحة الفريق عواد باشا الخالدي مؤسس الجيش الاماراتي وأول قائد لهذا الجيش ، وفي عام 1974 ، كان الملك حسين في زيارة رسمية لدولة الامارات العربية المتحدة التقى بالمرحوم الشيخ زايد ال نهيان ، فطلب من الملك حسين بعثة اردنية من أجل المساعدة في إعادة تنظيم قواتهم المسلحة ، فاختار الملك الحسين الراحل عواد الخالدي لتلك المهمة وقال له ” عواد دز الحر ولا توصيه ” ، وأسس عواد باسل الخالدي جيشًا معروف اليوم بأنه من أفضل جيوش تدريبًا وتسليحًا على مستوى المنطقة والشرق الأوسط

وهناك الكثير من القيادات ذات البصمات الخالدة الذين كان لهم مسيرة حافلة من الإنجاز والعطاء والتميز ، هذه القيادات التي أنتجها الجيش العربي ، هذه القيادات التي كانت ولا زالت حاضرة في التاريخ ، نفدي الوطن بدمائنا وأرواحنا … نفدي الوطن بالغالي والنفيس ، الحياة العسكرية والخدمة فيها … هي غريزة موجودة عند كل شخص مواطن موجود على هذه ثرى هذه الأرض ، تحيا الأوطان … ننهض ونتقدم بنجاحاتنا التي نَخُطُّها بأيدينا نحو الأمام .

 

تحية إلى الأخوة والزملاء النشامى في قواتنا المسلحة الاردنية – الجيش العربي ، ومديرية الامن العام ، ودائرة المخابرات العامة ، ودائرة الجمارك الاردنية ، وإلى كل رجل مخلص في عمله على أكمل وجه .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button