وزير خارجية مصر: نرفض سياسات إسرائيل لفرض واقع جديد على الفلسطينيين
اَفاق نيوز – قال وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، إن مصر والأردن يرفضان بشكل كامل سياسات إسرائيل الممنهجة لفرض واقع جديد على الفلسطينيين يضطرهم للنزوح بهدف تهجيرهم من أراضيهم ومن أوطانهم، بما يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية وبما يمثله ذلك من قضاء على مبدأ الأرض مقابل السلام وفكرة الوطن الفلسطيني والدولة الفلسطينية.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في القاهرة مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، على أن المباحثات بين البلدين شملت تبادل الرؤى حول العديد من الملفات الإقليمية والدولية، وكان في مقدمتها بطبيعة الحال قضيتنا الأولى وهي القضية الفلسطينية، مؤكدا على التقارب في المواقف تجاه التطورات وما يحدث من أوضاع كارثية سواء في غزة أو في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية المحتلة.
وأكد على أنه “للأسف الشديد ووسط صمت دولي مخجل بعد ما عن 8 أشهر، إلا أن عملية القتل والتدمير والتخريب الممنهج الذي يتم من الجانب الإسرائيلي في قطاع غزة مستمر مع وجود أكثر من 37 ألف شهيد وأكثر 87 ألف مصاب”.
وقال عبدالعاطي إنه اتفق مع الصفدي على أهمية استمرار الجهود في الضغط على الشركاء الإقليميين والدوليين وعلى المجتمع الدولي للعمل على التحرك بجدية لتحقيق الهدفين الساميين؛ وهما وقف إطلاق النار وفقا لقرارات مجلس الأمن وآخرها 2735 وعدم الاكتفاء فقط بإدانة الانتهاكات والعدوان الإسرائيلي حقنا لدماء المدنيين والأشقاء الفلسطينيين.
وأكد على أن الاجتماع شمل مسألة الوضع الصحي والإنساني الكارثي في قطاع غزة وأهمية النفاذ غير المشروط وغير المقيد للمساعدات الإنسانية في ظل الانتهاكات السافرة للقانون الدولي الإنساني بمنع وصول هذه المساعدات.
وأضاف الوزير “شددت والصفدي على رفضنا الكامل لسياسات إسرائيل الممنهجة لفرض واقع جديد على الفلسطينيين يضطرهم للنزوح بهدف تهجيرهم من أراضيهم ومن أوطانهم، بما يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية وبما يمثله ذلك من قضاء على مبدأ الأرض مقابل السلام وفكرة الوطن الفلسطيني والدولة الفلسطينية”.
وأشار إلى الأوضاع الكارثية في الضفة الغربية والعنف الممنهج والبربري من جانب عصابات المستوطنين لترويع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، موضحا أن هذا العنف يمثل “وصمة عار على المنظومة القانونية الدولية”.
وشدد عبدالعاطي على أهمية الدور الأردني النبيل والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية والالتزام بكافة ترتيبات الوضع القانوني والتاريخي القائم للمسجد الأقصى المبارك وأهمية دوره في حماية الهوية العربية والإسلامية في هذه المدينة العريقة المقدسة.
وأضاف أنه أكد مع الصفدي على الرفض الكامل لسيطرة إسرائيل على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، مؤكدا أن “هذا الأمر أدى إلى العرقلة الكاملة لنفاذ المساعدات إلى الشعب الفلسطيني البريء الذي يتحمل أعباء جسيمة ويتعرض لعدوان ممنهج”.
وأشار الوزير إلى أن هذا العدوان الإسرائيلي والاحتلال للجانب الفلسطيني من معبر رفح أدى إلى توقف العمل به وعرّض الشعب الفلسطيني إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي.
كما أكد على على الدور الحيوي والهام للغاية لوجود وكالة أونروا الأممية وأهمية قيامها بدورها وأن “لا بديل ولا يمكن الاستغناء عن دورها”، داعيا إلى دعم هذه الوكالة في أداء مهامها السامية بموجب قرار الجمعية العامة بعيد عن أي معايير مزدوجة في التعامل مع مسائل الإغاثة الإنسانية وعدم تسييس عملها.
الوزير المصري، قال إنه اتفق مع الصفدي على أهمية استمرار العمل المشترك في تشجيع الأطراف الدولية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتبار أن الاعتراف “يعطي رسالة إيجابية وهامة للشعب الفلسطيني الذي يعاني كثيرا، بأن هناك أفق سياسي وأمل في المستقبل يحقق تطلعاته المشروعة بإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 ويقيم دولته وعاصمتها القدس الشرقية”.
ولفت النظر إلى الخطورة البالغة لاحتمالات التصعيد الذي “قد يقود المنطقة بأسرها إلى حرب إقليمية شاملة، ومحذرا من أي مخاطر للتصعيد بأنها ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار في لبنان ومن ثم إلى إدخال المنطقة في حرب”.
– دفع العلاقات لآفاق أرحب –
وأكد على أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وجلالة الملك عبدالله الثاني وجها بالعمل على إعطاء الأولوية لمزيد من دفع هذه العلاقات إلى آفاق أرحب بما يحقق مصالح البلدين والشعبين.
وأشار عبدالعاطي إلى أن أنه أجرى مع الصفدي محادثات في العديد من القضايا الهامة وفي مقدمتها بطبيعة الحال العلاقات الثنائية بين البلدين وعن هذه العلاقات في إطار التشاور المشترك، والعلاقات السياسية المتميزة والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية المتميزة.
وأضاف أن هذه المباحثات مع الأردن “فرصة هامة وجادة للتأكيد على خصوصية العلاقات الثنائية بين البلدين تحت رعاية الرئيس السيسي وجلالة الملك وجرى التأكيد على أهمية تسريع تنفيذ كل المشاريع والمبادرات والمقترحات الخاصة بعلاقاتنا الثنائية”..
“هناك لجنة عليا مشتركة يرأسها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ورئيس الوزراء بشر الخصاونة مهمتها الإشراف على عملية تطوير العلاقات الثنائية، والدورة الثانية 32 عقدت في القاهرة في أيار الماضي”، وفق عبد العاطي.
وأضاف أن المباحثات أكدت على “تثمين الدور العظيم الذي يقوم به الأردن في استضافة ورعاية مصالح المصريين وتذليل أية تحديات تواجههم، لا سيما في ضوء ما توليه القيادة السياسية في مصر من اهتمام بالغ لأوضاع المصريين في الخارج”.
وهنأ عبدالعاطي الأردن بمناسبة مرور 25 عاما على تولي جلالة الملك قيادة المملكة، متمنا كل التوفيق والازدهار والنجاح للأردن في الاستمرار في عملية التحديث الشاملة والبناء والتنمية ومتطلعا نحو مزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين.
وعقد الصفدي وعبد العاطي، في القاهرة الأربعاء، مباحثات موسعة في سياق الحرص المشترك على تعزيز العلاقات الأخوية الاستراتيجية الراسخة والمتينة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
وبحث الوزيران تطورات الأوضاع في المنطقة، وسبل تكثيف الجهود المستهدفة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وما ينتجه من معاناة وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
كما تناولت المباحثات الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة وسبل إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع.