المخدرات .. خطر مميت .. آت

 

عوض ضيف الله الملاحمه

الأردن تعايش وإحترف دور المتلقي للضربات ، والمخاطر ، والصعوبات ، نيابة عن الأشقاء العرب . لا أدري لماذا !؟ ولا أعرف الأسباب الحقيقية الكامنة وراء ذلك . لماذا نحن دوماً في موقف المعتدى عليه !؟ ولماذا نحن دوماً هدفاً للإختراق ، ومصداً لكوارث تهدد الجوار — جوارنا العربي — الذي لا يُقدِّر ، ولا يُثمِّن ، بل يَستهتر ويستسهل دور الأردن المتقدم ، الصامد الصابر على ما يحيق به من دول الجوار العربي .

المخدرات وتهريبها ، وتسويقها ، ومحاولات اختراقها لحدودنا لنشرها في وطننا الحبيب ، والكميات الأضخم لتمريرها لدول الجوار العربي . ومما يؤسف له ، ان الجهة المصدِّرة والمُهرِّبة للمخدرات الى الأردن هي دول عربية ، تقوم بذلك بشكل مباشر وغير مباشر عبر تنظيمات ظلامية ، ضلالية . والمؤسف ايضاً ان الجهات التي تستهدفها المخدرات بكميات ضخمة هي دول عربية ، لأن السوق الأردني محدود في استهلاكه .

ارى ان من واجب المسؤولين الأردنييين ان يكونوا وطنيين اكثر ، وان لا يجاملوا للحد من انتشار المخدرات سواء بتسويقها داخلياً او بمحاولات تهريبها لدول الجوار . وما دامت دول الجوار المُستهدفَة لا تعبأ بذلك ارى ان على الأردن ان يصل الى تفاهمات مع الجهات المُهرِّبة بوقف تهريب المخدرات الى الأردن مقابل غض الطرف عن تهريبها لدول الجوار التي لا تثمن ، ولا تقدر الدور الأردني ، ولا تقدم المساعدات اللازمة للأردن للاستمرار في دوره في صد ، ومحاربة التهريب . ويمكن تنفيذ ذلك ببساطة بالإتفاق على ان تعبر الشاحنات الى دول الجوار بنظام الترانزيت ، اي المرور دون تفتيش من قِبل الأردن — اي تعبر في خيرها وشرها — دون تدخل من الأردن . لعل دول الجوار العربي تصحى من غفوتها ، وتثمن دور الأردن الهام في الحد وبشكل كبير من دخول المخدرات الى سوقها عندما تُغرِقها . ارى انها ستكون صفقة رابحة ، وناجحة ستحد من انتشار المخدرات محلياً وستخفض الجهود الأردنية المبذولة في المطاردات والتصدي للمهربين — خليهم يقلعوا شوكهم بايديهم — الى ان يصلوا الى قناعة مطلقة بان الأردن حائط صد عظيم ، وقوي ، وفاعل في الحد من انتشار المخدرات في تلك الاقطار .

قبل حوالي عقدين من الزمن نشر احد اشهر الكتاب السعوديين مقالاً عن تصدي الأردن لظاهرة تهريب المخدرات للسعودية ، وقال :— انه يقدر كلفة محاربة السعودية للمخدرات على الحدود الأردنية السعودية سنوياً بما لا يقل عن ( ٣ ) مليارات دولار وهي غير فاعلة ، فاقترح تقديم هذا المبلغ للأردن لتتصدى لهذه الظاهرة الخطيرة . وأضاف : ان السعودية دفعت عشرات المليارات لضبط الحدود بتركيب احدث اجهزة المراقبة المتقدمة تكنولوجياً ، لكن الاستفادة منها ضعيفة جداً ، وان تشغيلها فقط يكلف اكثر من ( ٣ ) مليارات دولار ، دون جدوى . فاقترح دفع هذا المبلغ للأردن وبهذا يتصدى لظاهرة التهريب بشكل فعّال .

الأردن الأصيل بعروبته وقيمه ، يُعتبر حائط صد كبير عن دول الجوار العربي التي لا تعبأ بنا ، ولا تثمن دورنا . هذا علاوة على انه يُشهد للأردن انه لم يكد ولا مكيدة ولم يزعزع أمن وإستقرار دول الجوار العربي يوماً ، لا بل جنَّبها الكثير من المخاطر بكشف خطط الإستهداف والمخططات الخطيرة التي كانت تستهدف إستقرارها . لله درك يا أردن ، تحترف العطاء لأشقاءك ، وهم يحترفون النكران .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى