في حضرة مهرجان جرش
أضع هذه المقالة أمام وزيرة الثقافة وأنا أعلم وأدرك تماماً مدى تفهمها وانسانيتها وشعورها ومشاعرها التي لا تتجزأ.
بعد ردود أفعال الشارع الأردني التي سمعناها خلال اليومين الماضيين بالتعبير عن مشاعرهم تجاه عقد مهرجان جرش لهذه الدورة، والتي بينوا من خلالها رفضهم لاقامة هذه الدورة لشعورهم الوطني والانساني تجاه اخوانهم في غزة حيث كانت ردود الفعل تمثل مختلف فئات المجتمع الرافضة لهذه الدورة من المهرجان.
وأنا أؤمن تماماً أن مشاعر الدولة الأردنية لا تتجزأ، فليس من المعقول أن تكال المشاعر بمكيالين، فمرة سعيدة ومرة تعيسة فيما يتعلق بالموضوع نفسه فيعتبر فصام.
فعندما نقف أما حضرة مشهد غزة وما يحدث بها ولها ونرى الأسرة الحاكمة في الأردن وحكومتها وعلى كافة المستويات تجوب الأرض دعماً للقضية وغزة، وينظر لهم العالم كيف يعبرون عن مشاعر الغضب والحزن تجاه ذلك. فلزاماً علينا أن ندعم هذه المشاعر ونكون بنفس الموقف وبالتالي ليس مهماً للحياة الثقافية الاردنية حتى للحياة نفسها اقامة هذا المهرجان.
فعدم اقامته لن تؤثر على مستقبل الشعب الأردني وتعكر صفوة مزاجه (اذا لم يكن معكراً أصلاً) ولن يكون أحد الأسباب لاستمرار الحياة. وعليه نرجو من معالي الوزيرة التي نعرفها أن تأخذ شعور أبناء الوطن من شتى الأصول والمنابت بعين الاعتبار وتقف الى جانبهم كما عهدناها وتتخذ قرارها الصائب الجريء والذي يتماشى مع الشعور الوطني.
آفاق خ.ن.