اضواء على مقابلة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد مع قناة العربية

سالم محمود الكورة
باحث في الشؤون الدولية
عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين

 

الحسين بن عبدالله الثاني
ولد في 2يوليو عام 1994م ، ولد الامير الحسين في العاصمة عمان ووالدته جلالة الملكة رانيا العبدالله حفظها الله تلقى تعليمة الابتدائي والثانوي في الولايات المتحدة الامريكية ثم التحق بجامعة ساندهيرست ليتخرج منها بكالوريوس في التاريخ الدولي وقد تلقى ايضا العلوم العسكرية في بريطانيا بنفس الجامعة التي درس فيها والده وجده المفغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه . وقد صدرت الارادة الملكية السامية عام 2009 تسميته وليا للعهد وما زال في موقعه الذي يشغله بجهده وفكره المتواصل ويواصل النهار بالليل ليكون جزء فاعل في مسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ومن اجل رفعة الاردن وازدهاره ليشار الى الاردن بالبنان هذا هو الاردن وهذه قيادته الحكيمة .

هذا هو ولي العهد ابن عبدالله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية يتحدث مع مذيع العربية الاعلامي طاهر كنعان وقد كان اللقاء بمناسبة ذكرى تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية فقد تحدث سموه باللقاء بكل شفافية و وتواضع ومصداقية حديث صريح وكلام بعيدا عن التكلف والتصنع في الالقاء والخطابة ، وانت تشاهد اللقاء تجد نفسك طرفا ثالث لما كان اللقاء وديا وطبيعيا لدرجة الود في الحديث بين الطرفين وذلك لما تتصف به شخصية ولي العهد من جاذبية وحسن في اللقاء وتبادل الحديث بطريقة سلسة وممتعة مع الطرف الاخر فهذه اخلاق امراء الاردن امراء بني هاشم تخرجوا من مدرسة ال هاشم ومن سماتها الاصالة والشرف والاخلاق السامية و التواضع و حسن التعامل مع الاخرين . فهي سمة يشهد بها القاصي والداني. فاثناء كتابتي لهذا المقال اتصلت معي سيدة عراقية امريكية من مدينة سيراكيوز نيويورك السيدة عواطف عاشور وهي تلقب نفسها بعاشقة عمان …. وبسؤالها لي ماذا تعمل … اخبرتها باني اكتب مقال تحليل لمقابلة ولي العهد حفظه الله فقالت ؛لي وهي فرحة: – انا شاهدت المقابلة كانت المقابلة (بتجنن) كثير الامير كان هاديء ولطيف ومتزن وهو امير الامراء في اخلاقة وتواضعه شكرا سيدتي على هذا الكلام الجميل بحق اميرنا الشاب المحبوب من الجميع .

حقا كان اللقاء مع سموه كافيا وشموليا للاحداث التي تمر بها منطقتنا بشكل خاص والشرق الاوسط بشكل عام .. فتحدث بالوحدة العربية والقومية التي نحلم بها جميعا كعرب قحاح وعن اللجوء والعبىء الذي تحملته المملكة الاردنية وعن الحدود الاردنية وخاصة مع الشقيقية سوريا من تهريب للمخدرات والاسلحة والتسلل عبر الحدود واطلاق النار العشوائي على افراد الجيش الاردني … ويقول سموه لايوجد دولة مرت بظروف مثل الاردن ولاسباب خارجة عن ارادتنا وطاقتنا المحدودة ولكن الحمد لله تجاوزنها بسلام وتحدينا جميع الصعاب وبنفس واحد وبهمة الشعب الاردني الوفي وبصمود الجيش العربي الاردني الذي يواصل الليل بالنهار من اجل امن الاردن وحماية حدوده. نعم سيدي ولي العهد لقد تخطى الاردن جميع الظروف الصعبة وتحدى المتربصين واهل الاجندة والاقلام السوداء الماجورة بحق الاردن الوطن الكبير باهله وبقيادته الهاشمية الحكيمة.

ان المشاهد للمقابلة التلفزيونية يجد سموه حفظه الله قد تناول في اللقاء العديد من المواضيع المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلاقات الديلوماسية التي تتمتع بها المملكة الاردنية الهاشمية والتي بناها بكل اخلاص وتفاني جدكم المغفورله الحسين بن طلال طيب الله ثراه وغفر له، فاشار الى علاقات دولية استراتيجية متينة مع دول الجوار والعالم باسرة . واشار سموه حول سؤال المذيع عن التحديات والربيع العربي في اخر ال 25 سنة اجاب سموه لم تكن سهلة فقد كانت صعبة …سمو ولي العهد حقا حروب وانقلابات وارهاب متعدد الاشكال والالوان وتعدى الحدود الاقليمية والدولية منها (داعش ومنها احداث 11 سيبتمبر) وكورونا وازمات اقتصادية محلية وعالمية مرت في العالم ونحن من ضمنهم سيدي ولي العهد وقد تاثرنا بها حقا سيدي وبهمة الجيش العربي وبهمة اجهزتنا الامنية القوية والتي يشهد لها القاصي والداني كانت حذرة وعلى استعداد لرد اي هجوم على الاردن او اي تدخل في البلاد .
فالاحداث السياسية في الدول المجاورة كان لها الاثر السيء والمؤثر على اقصاديات الاردن وتركيبته المجتمعية ولكن والحمدلله نهضنا من تلك الازمات المتعددة وخرجنا الى بر الامان .

ويقول سموه ان اغلاق الحدود مع سوريا والربيع العربي المنتشر في تلك الحقبة كالنار في الهشيم وقدوم اللاجئين الى المملكة الاردنية الهاشميةخسر الاردن مليارات الدولارات ، فالاردن واجبه الانساني والقومي يحتم عليه فتح الحدود من اجل الاجئين واستقبالهم وتوفير لهم جميع الخدمات من مسكن وعلاج وغذاء.

ويقول سموه بان عدم استقرار الوضع السياسي في الشرق الاوسط ادى الى تدهور في منظومة الاقتصاد في العالم وخاصة الشرق الاوسط ، وقد دعا سموه حفظه الله من خلال اللقاء الى ضرورة ان نقوم بتطوير تعليمنا وصناعتنا واستثماراتنا وفتح اسواق جديدة مع الدول الصديقة وضرورية التخطيط الايجابي وزيادة فرص العمل والاستثمار من اجل بناء اردن افضل .

ويقول سموه في اللقاء بكل شفافية ومصداقية في الحديث والخطابة : ان جلالة الملك عبدالله الثاني كلامه في الغرف المغلقة ذاته في العلن اي سياسة جلالته واحدة وثابته ولا تحمل طابع التلون السياسي في الطرح وخاصة في السياسات الخارجية اقليميا ودوليا وعلى صعيد الوطن ايضا . فشخصيه جلالته محبوبة لانه ليس متكلفا او متصنعا في الحديث والطرح السياسي الاستراتيجي الذي يهم المنطقة .

وعلى سبيل المثال موقف جلالة الملك من حرب العراق في 2003حيث كان موقفه ثابت وصريح وهو ضد الحرب ويقول سموه في ذلك الحين لابد من ان التوازن الاردني مع الولايات المتحدة في العلاقات وبشكل مستقر ورفض الحرب ايضا فموقفنا حينها كان صعبا فالمواقف الدولي ليست باليد فكاتنت الاوضاع غير مستقرة وتعاني من التقلب السياسي الدولي احيانا .

وبالسؤال عن احداث غزة : نحن في الم وغضب وصدمة مشاهد مروعة وابادة جماعية والمجتمع الدولي يقف صامتا ليس قادرا على وقف الماساة ويقول سموه جميعنا مصدومون من عجز العالم ان يوقف هذه المذبحة والشعوب في منطقتنا فقدت ثقتها بالمجتمع الدولي … نعم سيدي نحن الشعوب فقدنا ثقتنا في مصداقية المجتمع الدولي وفي القانون الدولي والقائمين عليه في الامم المتحدة ونشكوا من ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع الدول وخاصة الشرق الأوسط سيدي سمو الاميرهذا هو حال عروبتنا المؤلم والذي يبكي ويتالم على حال اهلنا في غزة .

نعم سيدي ولي العهد ….صاحب الجلالة كان ملف القضية الفلسطينية حاظرا معه في حله وترحاله ومازال همه الاكبر في المحافل الدولية ولا ننسى الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس المدينة المقدسة منذ عام 1924م .

ان مقابلة ولي العهد نجدها تمثل رؤيا صاحب الجلالة وتجسد المسيرة الهاشمية الحكيمة والتي بنيت على قواعد واسس متينة محبة للسلام والامن فكانت المقابلة شمولية استراتيجية تنبع من قاعدة الفكر السياسي الهاشمي البعيد عن المزاودة والازدواجية في الطرح ، بل من ميزاتهم الوسطية والاعتدال في الفكر مستمدا مسيرته العقيدة الاسلامية فديننا الاسلامي الحنيف وسطي، ولا ننسى القومية العربية التي اسسها الهاشميون بحكم متوارث وسياسة حكيمة منذ سنوات خلت من حكمهم فبنيت على المصداقية والوضوح والعدالة في الحكم وتقبل الطرف الاخر ونبذ الفكر المتطرف والدعوة الى الجلوس على طاولة المفاوضات بعيدا عن التعصب والدكتاتورية في اتخاذ القرارت . فالاردن بقيادته الحكيمة كسب سمعة دولية ينافسه عليها بعض الجهات التي لاتؤمن بالديقراطية والراي الاخر .
سيدي سمو الأمير الحسين ولي العهد ..نحن في الأردن حكومة
وقيادة وشعبا نقف خلف القيادة الحكيمة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله بجميع مساعيه وتحركاته الدولية والدبلوماسية بشأن القضية الفلسطينية واخص بالذكر غزة هاشم فهو لم يقصر يوم في طرح الحلول من خلال المؤتمرات والندوات الدولية والتي من خلالها طالب جلالته المجتمع الدولي بأن يظغط على إسرائيل للخروج من غزة وإيقاف الحرب والسماح بإيصال المعونات والغذاء والدواء لأهل غزة المنكوبة وفتح المعابر من اجل إيصال الأدوية وسيارات الإسعاف ومنظمات الصليب الأحمر الى غزة. ان فلسطين جزء من عمان وعمان جزء من فلسطين فنحن في الاردن مكون واحد ونسيج متكامل الاجزاء يكمل بعضه بعض أردنيون وفلسطينيون في قلب واحد.حمى الله الاردن حكومة وقيادة هاشمية مظفرة وشعبا ابي .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى