شعوب متحضرة .. إنكشفت عنها الغُمّة
عوض ضيف الله الملاحمه
لله درُّ وسائل التواصل الاجتماعي ، التي كشفت عن شعوب الغرب الغُمّة . بكل صراحة ووضوح وعقلانية انا اعتبر وسائل التواصل الاجتماعي هي التي حررت شعوب الغرب من غطرست ، وسيطرت الإعلام الصهيوني .
ها هي شعوب الغرب عامة ، والشعب الامريكي خاصة تستفيق وتنهض من سبات دام لعقود طويلة . كان البعض منا يتهم شعوب الغرب بانها لا تهتم ولا تتابع ولا تعبأ بال الإجرام الذي تنتهجه دوله في غطرستها وسيطرتها واستعمارها لشعوب العالم . وكان يقال انها شعوب لاهية في ملذات الحياة ، ومنجرفة الى الإنحرافات الاخلاقية والقيمية ، وهذا كل ما يهمها . ولم يدرون ان هناك استراتيجيات خبيثة تعمل على تغييبهم ، وإبعادهم ، وتجهيلهم فيما ترتكب دولهم من جرائم يشيب لها الولدان في الدول المستعمَرة .
شعوب الغرب حيّة ، وإنسانية في قيمها ، وراقية في اخلاقها . صحيح ان هناك شذوذ في سلوكيات البعض منهم الذين انحرفوا عن القيم ، ونبذوا الفطرة السوية ، وذهبوا بعيداً في غياهب الإنحراف المُسيئة للإنسانية . لكنهم يبقون قلّة قليلة منبوذة ومحتقرة .
تعاملت في حياتي العملية مع الالوف منهم . ووجدت ان الغالبية العظمى منهم أصحاب مصداقية ، وإستقامة ، وخُلق رفيع . وقد كنت مدافعاً عنهم وانهم ليسوا كما يُشاع عنهم ، والأهم علينا ان لا نعكس عدم أخلاقية ووحشية سياسات حكوماتهم على شعوب تلك الدول . كما كنت أقول وأكرر ، لتعرف تلك الشعوب الغربية عليك ان تترك المدن الكبرى الغارقة في وحل كافة الرذائل ، وان تذهب لريف تلك البلدان ، حيث تجد الطيبة والاخلاق العالية ، والتدين المُبهج متمثلاً بسماحة دين واخلاق سيدنا المسيح عليه السلام .
وبظهور وسائل التواصل الاجتماعي ، بدأت تنفك سيطرة الاعلام الصهيوني شيئاً فشيئاً، الى ان تكشف زيف اعلام الغرب الذي تديره وتسيطر عليه عجلة الإعلام الصهيوني الكريهة . فحدثت صدمات عديدة وقوية لتلك الشعوب على مستوى الافراد والجماعات . والفضل لثوار غزة ، حيث ما ان جاءت عملية السابع من اكتوبر المجيدة ، وإنتهاج المقاومة نهجاً اعلامياً متقدماً ومتحضراً وصادقاً في التوثيق ، الا وأنكشفت الغُمّة عن عيون شعوب الغرب بكافتها .
وما ان استفاقت تلك الشعوب الصادقة الطيبة الا وهاجت ، وكسرت كل القيود والتابوهات الغربية الرسمية ، فأطاحت بماكينة الاعلام الصهيونية وكشفت زيفها وكذبها وتجييرها ماكيناتها العملاقة لصالح الصهيونية وتغييب الشعوب عن عنجهية وغطرست حكوماتهم المنقادة التي تدور في فلك الصهيونية . فهبت تلك الشعوب الحيّة راقية القيم ، التي تقدس العدالة ، والحرية ، وتنبذ الغطرسة والاحتلال . فسيرت مظاهرات عنيفة وقوية ولم يمنعها البرد القارس ودرجات الحرارة التي وصلت في بعض الدول الإسكندنافية الى ما دون ( ٢٨ ) درجة تحت الصفر . كما قامت المنظمات اليهودية غير المتصهينة بمسيرات ومظاهرات ووقفات احتجاجية في نيويورك التي يقطنها اكثر من ( ٢ ) مليون يهودي ، وقاموا باعتصامات لشهور وهم ينددون في الاحتلال الصهيوني الإجرامي ، وكشفوا للعالم عن الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيونى مدعوماً دعماً عسكرياً مباشراً من امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ومعظم دول اوروبا التي تدعي حكوماتها الحضارة والدفاع عن حقوق الانسان .
وبعد ان امتدت تلك الاحتجاجات وتجذرت حتى وصلت الى مئات الجامعات الامريكية والاوروبية تدافع عن الانسانية عامة وعن فلسطين خاصة . وعلى سبيل المثال إسمعوا بماذا صدحت الجماهير الامريكية في احدى مظاهراتها المليونية : [[ يا بايدن .. ماذا تقول ؟ كم عدد الاطفال الذين قتلتهم اليوم ؟ نتنياهو : تستطيع الإختباء .. نتهمك بالإبادة الجماعية .. بالملايين .. بالملايين .. كلنا فلسطينيين ]] .
شكراً لوسائل التواصل الاجتماعي التي كشفت الغُمّة عن شعوب الغرب الحيّة . وستأتي أُكُلَ هذه المظاهرات في دول الغرب وستظهر نتائجها عند صناديق الإقتراع القادمة . وسيدفع بايدن — وغيره من قادة الغرب — ثمناً غالياً بإقتحامه حرم عددٍ من الجامعات الأمريكية في الإنتخابات القادمة في شهر تشرين ثاني القادم .