وسط حضور دبلوماسي.. محافظة يرعى افتتاح فعاليات الأسبوع الدولي الرابع لجامعة اليرموك- صور

 

اَفاق نيوز – رعى وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة، بحضور رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، افتتاح فعاليات الأسبوع التعليمي الدولي الرابع لجامعة اليرموك، الذي تنظمه دائرة العلاقات والمشاريع الدولية، على مدار ثلاثة أيام في مبنى المؤتمرات والندوات، بمشاركة جامعات ومؤسسات وهيئات دولية أكاديمية وبعثات دبلوماسية وملحقيات ثقافية.

وابتدأ محافظة كلمته بالإشارة إلى مقولة جلالة الملك عبد الله الثاني، في رسالته التي وجهها للأردنيين بعيد ميلاده الستين، والتي حددت ملامح المستقبل الوطني، “نريد مستقبلا نستعيد فيه قيادتنا في مجال التعليم، وننهض باقتصادنا، ونعزز كفاءة وقدرات قطاعنا العام؛ مستقبل يزدهر فيه قطاعنا الخاص”، مشيرا إلى تأكيد جلالته في تلك الرسالة، إلى تطلعات الأردن المستقبلية واعتزازه بما أنجزه الأردنيون على الرغم من حجم الصعوبات والتحديات التي تواجههم.

وأشار إلى رؤية التحديث الاقتصادي، التي تعكف الحكومة على إنجازها من خلال ثمانية محركات للنمو الاقتصادي، منها “الأردن الذكي”، مبينا أن العامل الرئيسي في هذا المحرك هو “التعليم العالي”، إضافة إلى “التعليم والتدريب المهني والتقني”، و”الابتكار في البحث والتطوير”، و”ريادة الأعمال” و”الشركات الناشئة”.

وشدد محافظة على أن هذا المحرك يركز على تطوير وإعداد المواهب المحلية لتلبية الاحتياجات من المهارات المستقبلية والموارد والمؤسسات المطلوبة لتسريع النمو الاقتصادي وتحسين نوعية الحياة.

وتابع: ما يقارب 68 ألف خريج يكملون تعليمهم الجامعي سنويا، في حين يوفر الاقتصاد عددا أقل من الوظائف غير الكافية لاستيعاب هؤلاء الخريجين، الأمر الذي يؤدي إلى حالة من البطالة المتزايدة.

ولفت محافظة إلى الدور الحاسم والهام للحكومة والجامعات في إيجاد الحلول لهذا التحدي؛ من خلال وضع برامج حديثة تركز على الكفايات، وتقديم هذه البرامج من خلال أساليب التعلم والتعليم المبتكرة، باستخدام التكنولوجيا، إضافة إلى إيجاد ميزانية وتمويل كافيين، وإدارة قوية للجودة، والتماسك بين المهارات الجامعية ومتطلبات سوق العمل.

وأشاد بجهود جامعة اليرموك في إقامة دورات تدريبية ومشاريع دولية ناجحة وتنظيم مثل هذه الأنشطة والفعاليات التي توفر فرص التعاون والتشارك وتبادل أفضل الممارسات، وأخذها بعين الاعتبار دور العولمة فيما يتعلق بتبادل الخبرات والخدمات، مشددا على أهمية التبادل بين الثقافات والتدريب وورش العمل والندوات التي ستساعد بالفعل في تحقيق التطلعات الوطنية.

واستعرض مسّاد، خلال عرض تقديمي نشأة جامعة اليرموك، وما تضمه من كليات، وما تطرحه من تخصصات وبرامج صحية وعلمية وإنسانية، وأهدافها المتمثلة في تحقيق الجودة في برامجها الدراسية، والحصول الاعتمادية الدولية لمعظم برامجها الاكاديمية، مشيرا إلى رؤية وتطلعات الجامعة في استحداث تخصصات جديدة فريدة ونوعية تحاكي متطلبات واحتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.

وشدد على الاهتمام الذي توليه “اليرموك” لملف التصنيفات الدولية، وما حققته خلال الأعوام الثلاثة الماضية من تقدم ملحوظ في ملف التصنيفات، وحصول سبعة من أقسام كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية، وثلاثة من أقسام كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، وقسم الإحصاء في كلية العلوم على الاعتماد الأكاديمي للهندسة والتكنولوجيا ABET، وحصول كلية الصيدلة على الاعتمادية الدولية للتعليم الصيدلاني ACPE، وحصول كلية الطب على شهادة الاعتمادية الدولية الفيدرالية للتعليم الطبي (WFME).

ولفت مسّاد إلى أبرز نقاط القوة التي تتميز بها جامعة اليرموك، ومنها موقعها الاستراتيجي، وما تضمه من كليات رائدة تنفرد بها على مستوى الجامعات الرسمية ككلية الإعلام، ومكتبة الحسين بن طلال، ومركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية ومركز اللغات اللذان يحظيان بسمعة علمية متميزة على المستوى الدولي.

وعرض أبرز إنجازات الجامعة، المتمثلة بتحديث خططها الدراسية، وزيادة عدد المساقات التي تُدرس باللغة الإنجليزية لعدد من كلياتها، وطرحها لحزم اللغات “الإسبانية، التركية، والألمانية، والفرنسية، والصينية” لطلبتها، إضافة إلى بناء بعض الاستثمارات بالتعاون مع القطاع الخاص بما يدعم مسيرة الجامعة وتطلعاتها المستقبلية.

سفير الاتحاد الأوروبي في عمّان بيير كريستوف تشاتزيسافاس، أشار إلى أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والأردن في مجال التعليم العالي يُمثل قصة نجاح حقيقية، مشيرا إلى انه ومن خلال برنامج إيراسموس بلس، فقد تمكّن نحو ألف طالب وموظف أردني وأوروبي من الاستفادة من برامج التبادل التي يطرحها البرنامج.

وتابع: لقد استفادت الجامعات الأردنية من أكثر من 60 مشروعًا لبناء القدرات، لافتا إلى أن هذه المشاريع الجديدة تركز على التدريب المهني والشباب.

وأوضح تشاتزيسافاس أنه ومن خلال برنامج التعليم السوري الممول من الاتحاد الأوروبي، فقد تمكن نحو ثلاثة آلاف لاجئ سوري وطالب أردني حتى الآن من الحصول على فرصة لاستكمال تعليمهم العالي، لافتا إلى أنه سيتم الإعلان قريباً عن عدد من المبادرات الجديدة لزيادة حجم المنح الدراسية للمواطنين الأردنيين.

وشدد على أن أبرز أولويات الطلبة هو الحصول على فرص عمل، الأمر الذي يحتم على المستثمرين الأردنيين والأوروبيين والقطاع الخاص معالجتها ومناقشتها خلال منتدى الأعمال بين الاتحاد الأوروبي والأردن الذي سيعقد في شهر حزيران القادم.

في ذات السياق، شدد وزير العمل والسياحة الأسبق الدكتور نضال القطامين، على أهمية تجسير الفجوة والربط بين مخرجات القطاع الأكاديمي وحاجات سوق العمل، مؤكدا على ضرورة استفادة جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية من المنتج الأكاديمي بمختلف العلوم في الدول المتقدمة، بهدف تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب ونقل المعرفة مما ينعكس إيجابا على مستوى مخرجاتنا من الموارد البشرية وجعلها قادرة على الانخراط بسوق العمل الإقليمي والدولي بكفاءة واقتدار.

وأكد على ضرورة أن يعي الطلبة أهمية اختيار التخصص الأكاديمي ومدى مواءمته لتطلعاتهم وقدراتهم مما يمكنهم من تحقيق التميز فيه وبالتالي تمكينهم من الحصول على فرصة عمل مناسبة محليا أو دوليا، مشيرا إلى أهمية دور الجامعات في إعداد الطلبة وتزويدهم بمختلف العلوم والمهارات التي تمكنهم من الانخراط بسوق العمل.

وأشار القطامين إلى أهمية التدريب المهني وتعزيز إجراء البحوث العلمية القادرة على معالجة التحديات التي تواجه المجتمع كنقص المياه وتنظيم المواصلات والتلوث والبطالة، إضافة إلى أهمية وجود قنوات تواصل فاعلة بين المؤسسات التعليمية والمنظمات الدولية.

بدوره، أشار ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن ميشيل مايكل، إلى أنه ورغم مرور 13 عاما على الأزمة السورية، إلا أن احتياجات اللاجئين في الأردن ما تزال كبيرة، مشيرا إلى أن الأمل لمعظم اللاجئين في الوقت الراهن متعلق في استكمال دراستهم المدرسية والجامعية، واكتساب المهارات المتنوعة، بما يوفر لهم فرص العمل لعيش كريم.

وأشاد بالدعم المتميز الذي أبدته الحكومة الأردنية في مجال التعليم الشامل للاجئين، مشيرا إلى أن “الأردن” يعتبر نموذجًا لكيفية جعل التعليم الشامل والعادل حقيقة واقعة، في ظل ما شهده الأردن في السنوات الأخيرة من تحسينات واضحة فيما يخص حصول اللاجئين على فرص لاستكمال دراستهم الجامعية.

وثمن مايكل قرار جامعة اليرموك بتخفيض رسوم التعليم للطلبة اللاجئين لتصبح مساوية للطلبة الأردنيين في البرنامج الموازي.

وكشف عن توجه لدى “المفوضية” إلى إنشاء تحالف للتعليم العالي في الأردن، بمشاركة أكثر من 15 جهة فاعلة مختلفة تضم إضافة إلى المفوضية الجامعات والشركاء الحكوميين، بهدف العمل المشترك لضمان الوصول إلى فرص التعليم العالي لجميع اللاجئين، لافتا إلى مبادرة مؤسسة ولي العهد، التي تعمل على تحسين الوصول إلى التعليم العالي، بما في ذلك فرص التعليم والتدريب المهني والتقني مما يدعم الشباب لاكتساب المهارات ذات الصلة بالسوق وتعزيز قدرتهم على عيش حياة مستقلة وكريمة.

وتتضمن فعاليات الأسبوع جلسات متخصصة، وورشات تدريبية وأخرى تعريفية، لمناقشة مجموعة من المحاور “كالإنصاف والشمولية في التعليم العالي”، و”التحول الرقمي في التعليم العالي: الاتجاهات وأفضل الممارسات”، و”إدماج أهداف التنمية المستدامة في استراتيجيات التعليم العالي”، و”التبادل الطلابي والأكاديمي الافتراضي: التحديات والفرص”، و”الابتكار والتوظيف”، و”تعزيز التعليم والتدريب المهني”، و”دمج مفاهيم التنمية المستدامة بالتعليم العالي”، وغيرها من الموضوعات المتصلة بالتعليم العالي والتشبيك الدولي في مختلف المجالات العلمية.

ويشارك في هذا الأسبوع نحو مئة مشارك من 28 دولة، إضافة إلى عدد من القادة الأكاديميين وأعضاء الهيئة التدريسية ومدراء وموظفي مكاتب العلاقات الدولية والطلبة من مختلف الجامعات الأردنية والعربية والدولية، ومؤسسات التعليم العالي والمنظمات والهيئات الدولية الداعمة للتعليم العالي كالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومؤسسة التبادل الأكاديمي الألمانية (الداد)، وبرنامج فولبرايت الأمريكي، وبرنامج الشراكة في البحث العلمي والابتكار في منطقة البحر المتوسط (بريما)، وصندوق عبد الحميد شومان لدعم البحث العلمي، إضافة إلى مشاركة عدد من المؤسسات المحلية كمكتب ايراسموس بلس الوطني، وصندوق دعم البحث العلمي، وشبكة طلبة ايراسموس الأردنية، وهيئة تنشيط قطاع السياحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى