درويش .. والبساطي .. والعروبة
عوض ضيف الله الملاحمه
تَقدِمة / كتب الشاعر اليمني القدير / محمد عبدالله البساطي ، معارضة أدبية شعرية في قصيدة جزلة لغة ومعنى وإلقاءً ، يلوم فيها الشاعر الفلسطيني الكبير المرحوم / محمود درويش ، على قصيدته ( سجِّل أنا عربي ) . وعندما سمعت قصيدة الشاعر / البساطي ، أخذتني الى عالَمٍ آخر . فتجرأت وكتبت شجوناً تحمل قناعاتي ، آملاً ان تروق للقراء الأعزاء . وراجياً ان لا تُحسب شجوني المتواضعة مجاراة او معارضة للشاعرين القديرين ، بل مداراة للموضوع .
————————————————————-
حسرتي على .. درويش
حين إنتخى.. وتفاخر
بنسبهِ .. العربي
لامهُ الجهبذ اليمني
بشطب شِعره والكُتبِ
لم يُخطيء درويش ..
حين تباهى .. وانتخى ..بالعَربِ
لأن أمجادهم .. طافت الأرض
.. ولامستِ .. السُحُبِ
أمة العُرب ما إنحنت .. ولا ركعت
لأُمة العرب أمجاداً ..
غطّت بعضاً .. من أنصعِ الحِقبِ
ولم يُخطيء البساطي ..
في قهرِه .. والعتبِ
أمة العُرب .. سادها الشك .. والريبِ
أمة العُرب ما خانت .. ولا غدرت
أمة العرب .. إجتاحها الخوف والعَطبِ
أمة العرب ظُلِمت .. بحكامٍ .. جُلّهُمْ
بلا قيمٍ .. ولا أصلٍ .. ولا نسبِ
أنتما الإثنان .. لا شك .. من خيرة العربِ
كل ما قاله البساطي
شكلاً من القهر .. والعتبِ
أنتما الإثنان من جهابذة ..
الشِعرِ .. وكُتّاب فنون ..
في كل روائع الأدبِ
انتما الإثنان .. كريمان
عزيزي .. الحسب .. والنسبِ
يا بساطي .. ارجوك
لا تظلمِ .. أمة العَربِ
فغزّة من أين هي ؟
اليسوا هم من سادةِ .. العربِ ؟
أمة العُربِ مِحنتُها .. في قادتها
أمضوا حياتهم .. بين اللهو .. واللّعبِ
ويتنافسون في عمالتهم ..
على الدرجات .. والأُعطِيات .. والرُتبِ
فهذا صهيوني .. وهذا ماسوني
وهذا لا ديني .. وهذا مثليٌّ
وهذا مُنحرف الجنس ..
يتلوى .. كما الأفعى
او كما الأنثى
والرجولة منه .. تبرا
سئمناهم .. ( قرفناهم ) .. إحتقرناهم
وأشجعهم .. إن إستشاط غضباً
سَنّ لسانه .. في اللغو .. والخُطبِ
وبعدها يقضي ليله .. بالخنا ..
والقيانِ .. والسُكرِ .. والطربِ .
أوصلهم أسيادهم .. للخوف حتى
من الإستنكار .. والإدانة .. والشجبِ
يُنظِّرون علينا .. حتى ( قرفناهم )
وهم جالسون على فارهِ الكَنبِ
يسيرون وفق مخطط الأعداء ..
ويا قهري .. ويا موتي .. ويا غضبي
أعذُرك .. يا بساطي .. في عتابك
فالتردي .. طال .. أمة العربِ
لكن لم تنطفئ ..
جذوة .. نخوة .. العربِ
ها هي ساحاتهم .. إشتعلت
رغم التضييق .. والمنعِ.. والحَجْبِ
لا تظلم الشعب .. من تردي أنظمةٍ
ماذا بيد الشعب .. غير المسيرات
والمظاهرات .. والخُطبِ
حُكامنا .. لم يعودوا حكمائنا ..
ولا عقلائنا .. ولا قدوتنا .. ولا قادتنا
طأطأوا الرؤوس .. للغربِ .. والغُرُبِ
ولم تعد هاماتهم ..
تطاول .. السُحُبِ
ألم يفتخر نبينا .. محمداً .. بعروبته ؟
الم يكن صحب النبي ..
جُلّهُم من العربِ ؟
وسيدنا المسيح .. ألم يكن ..
مولده .. ومنشأه ..وجينهُ عربي ؟
لا شك ان عمالة الحُكامِ
طالت كل حُرٍ .. عربي
لكن جين العروبةِ يبقى
ودم العروبة يستعصي ..ويكون أبي
وعندما تضيق .. الدنيا ..
يأبى الا ان يكون عربي
لا تنسَ يا بساطيُ ..
ان تاريخهم روته .. وسطرته ..
ونشرته .. أعظم الكُتبِ
أنتما ما اختلفتما .. أنتما متفقان
يا درويش .. ويا بساطي
فدرويش تفاخر بانه .. عربي
والبساطي .. عاتب .. بل مقهور
من الهوان .. والذلّ ..
والتردي .. العربي
هل غاب عنكما ان الأمم العظيمة
.. تتبادل في التاريخ ..
.. مجد الحِقبِ ؟
فبعد السقوط .. تنهض .. وترتقي
على يد قائد شجاعٍ .. مُلهمٍ .. أبي
نعم .. سجِّل أنا عربي ..
وأن قضية درويش ..
خانها حُكام .. العربي
لكن لم تخنها .. أمة .. العَربِ
وهنيئاً لي .. ولكما ..
لأننا من نسلِ العربِ
كنت أتمنى .. لو درويش حيّ
لرد عليك .. وسجل عتبه مثلك
.. على حكام العربِ
وليس على الشعب .. العربي
طلبي منك يا بساطي
ان تصافح روح درويش
بحق العروبة ..
وحق إبن الطاهرة العذراء
ومحمدٍ الرسول .. النبي
وليردد كل واحدٍ منا .. انا عربي
وسجل انا .. عربي