التحديات التي تنتظر رئيس الولايات المتحدة القادم!
افاق نيوز – م. مهند عباس حدادين
خاض الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، أول مواجهة شخصية بينهما في دورة الانتخابات الرئاسية 2024، وذلك في مناظرة نظمتها قناة CNN الإخبارية، للمرة الأولى دون تنظيم لجنة المناظرات الرئاسية،وتعتبر هذه المناظرة الأولى في التاريخ الأمريكي بين رئيس في السلطة ورئيس سابق،حيث كانت نتائج الاستطلاع قبل هذه المناظرة تصب في صالح ترامب بفارق بسيط يتراوح بين 2%-4%.
لقد تراشق الرئيسان التهم فيما بينهما ،وألقى كلا منهما اللوم على الآخر في عدم حل المشاكل الإقتصادية والسياسية في الداخل والخارج على حد سواء،وتحدى كل منهما الآخر بإدارته للأزمات التي واجهت الولايات المتحدة.
كل ذلك في ظل فشل الإدارتين السابقة برئاسة ترامب والحالية برئاسة بايدن في حل مشاكل سياسية وإقتصادية أثرت على الشعب الأمريكي بشكل خاص وعلى العالم بشكل عام، ونذكر بعض هذه المشاكل والتي هي أهم من الأمور الشخصية التي يدافعان عنها وهي:
1) عدم القدرة على إدارة الحرب الروسية–الأوكرانية بالشكل الصحيح, ما أدى إلى إستنزاف قرابة 200 مليار دولار دون تحقيق نتائج على الأرض الأوكرانية أو حتى الجلوس على طاولة المفاوضات بشروط أوكرانية.
2) ضعف نسبة نمو الإقتصاد الأمريكي في ظل نسبة تضخم مرتفعة أثرت بشكل ملموس في زيادة أسعار السلع والطاقة, مما جعل الشعب الأمريكي بوضع صعب.
3) الخشية من فقدان حلفاء سابقين استمرت علاقتهم عقوداً طويلة مضت, وذلك من خلال ضعف الإدارة الأمريكية التي أتاحت الفرصة للمنافس الصيني من محاولة التقرب مع هولاء الحلفاء, من خلال الأنضمام لمجموعة بريكس.
4) صعود أحزاب اليمين في الدول الأوروبية وفي الأخص في دول حلف الناتو مما يعقد خطط الولايات المتحدة المستقبلية.
5) إزدياد التوتر في العلاقات مع المنافس الصيني والتي لا تصب في صالح الإقتصاد الأمريكي وعدم القدرة على التنسيق معه لما يخدم مصالح الولايات المتحدة, ولاحظنا أخيراً قضية تايوان وما سببته من تأزم في العلاقات الصينية- الأمريكية,في ظل تنامي المد التجاري الصيني والصادرات التكنولوجية وأهمها السيارات الكهربائية.
6) حرب غزة وما تركته من آثار سلبية على سمعة الولايات المتحدة في العالم ومبادئها الإنسانية التي كانت تنادي بها وتدافع عنها، نتيجة توريطها من حليفتها إسرائيل التي تجر المنطقة إلى صراعات إقليمية لا غالب فيها ولا مغلوب.
7) الملف الإيراني والذي ما زال عالقاً، والذي سيؤدي إطالته إلى عدم القدرة على السيطرة عليه،وحل هذا الملف سيقود الى تخفيض التوتر في منطقة الشرق الأوسط.
8) علاقة الولايات المتحدة الحدودية مع جارتها المكيسك والتي لا تزال تشكل عبئا من خلال المهاجرين واللاجئين.
9) الديون الخارجية على الولايات المتحدة والتي وصلت إلى رقم قياسي قرابة 35 ترليون دولار.
10) الخشية من تمكن حلف بريكس وصعوده إقتصاديا لمنافسة الولايات المتحدة , مما قد يؤدي إلى الـتأثير على الدولار مستقبلاً من خلال إلغاء التعامل به في التبادلات التجارية والنفطية بين دول أعضاء ذلك القطب والذين هم في إزدياد, إضافة إلى محاولة تغيير طريقة الدفع SWIFT ليحل محلها CIPS،ومحاولة إصدار عملة جديدة.
11) العلاقة مع روسيا والتي وصلت إلى نقطة اللاعودة, والتي قد تورط روسيا بحرب مباشرة مع الولايات المتحدة.
12) عدم السيطرة على السلاح النووي لكوريا الشمالية ولا بأي إتفاقية تُجنب الولايات المتحدة أي تهديد مستقبلي.
13) عدم السيطرة على التغير المناخي وإزدياد الكوارث الطبيعية نتيجة ذلك, والتي تستنزف الإقتصاد الأمريكي.
14) القضية الفلسطينية وعدم ظهور أي بوادر لحلها والمرجح أن تشهد مزيداً من التصعيد بعد فشل الخطة الأمريكية لوقف حرب غزة وتبادل الأسرى،وتوتر المنطقة الشمالية والتي قد تشعل حربا في جنوب لبنان تجر الإقليم إلى اللامجهول.
15) عدم وجود أي خطط واضحة للولايات المتحدة لمواجه أي جوائح مستقبلية على غرار كوفد, والضعف الواضح في القطاع الطبي من ناحية خطط التأمين وشموليته.
16) عدم تخفيض التصعيد بين أنصار الحزبين الديمقراطي والجمهوري بعد ترشح كليهما للفترة القادمة وهذا ما يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه نتيجة الاحتقان والتأزم الموجود في الداخل الأمريكي بين أنصار الطرفين.
17) إختلاف وجهات النظر حول مسألة الإجهاض التي يشجعها بايدن ويرفضها ترامب.
18) إختلاف وجهة النظر بين الطرفين حول قوانين الهجرة وكيفية التعامل مع المهاجرين.
19)مشكلة معاشات التقاعد عند الأمريكيين التي لا زالت عالقة في الداخل.
20) تخفيض الإستثمار في سندات الخزانة الأمريكية بمستوى قياسي.
21) التوتر في بحر البلطيق والمرجح لمزيد من التصعيد بين الناتو وروسيا.
إن عدم وضوح الرؤيا الدقيقة للرئيسين في إدارة المرحلة القادمة والتباين الكبير في آرائهما في حل بعض من المشاكل التي ذكرت في المقالة، يجعل القلق يسيطر على الناخب الأمريكي في المرحلة القادمة، في ظل تراكم المشاكل السياسية والإقتصادية داخل الولايات المتحدة بشكل خاص وفي العالم بشكل عام.