ما الفرق بين الكساد والركود والانكماش؟
ثمة مصطلحات اقتصادية تتسبب باللبس للبعض، الذي يستخدم الواحد منها محلّ الآخر، لا سيما مصطلحات الكساد والركود والانكماش، التي تعرفها السطور الآتية وتوضّح الفروق بينها.
ما هو الانكماش؟ أثناء الانكماش، لا قوة شرائية كافية في صفوف الناس.
تشرح الدراسات الاقتصادية مؤخرا أن “الانكماش هو تراجع مستمر في أسعار السلع والخدمات”، مضيفًا أن “الانكماش عكس التضخم، فالأخير هو زيادة مستمرة في أسعار السلع والخدمات”. ويتابع الشرح عن الانكماش، فيقول إنه “يعني أن الأسعار قليلة؛ لكن لا قوة شرائية كافية في صفوف الناس للحصول على المنتجات أو الخدمات”، لافتًا إلى أن “الانكماش لا يقتصر على مستوى الأفراد بل يمتد إلى الشركات والمصانع، فلا تجني الأخيرة أي أرباح أو إيرادات. بالتالي، يُسرّح العمال، كما يرتفع مُعدّل البطالة”
بحسب الخبراء ، يكمن السبب الرئيس لحدوث الانكماش، قلة الطلب على السلع والخدمات نتيجة ضعف القدرة الشرائية. بالطبع، يؤثر ما تقدّم على الاستثمار. هناك سبب ثان للانكماش، يتمثل في المنافسة الحادة بين التجار، فكل شخص منهم يرغب ببيع منتجاته، ليعمل على تقليل الأسعار.
حلّ الانكماش من وجهة نظر الخبراء، بحسب مرشد، هو أن تقلّل البنوك المركزية أسعار الفائدة، لتزيد نسبة التداول ويشرع رواد الأعمال في طلب القروض حتى تصبح لديهم سيولة وقدرة على الإنتاج، ثم رفع الرواتب. بذا، تعود حركة البيع والشراء، بشكل قوي.
ان معدل البطالة يرتفع جرّاء الانكماش .
ما هو الركود الاقتصادي؟
الركود هو تباطؤ في النمو الاقتصادي؛ يحدث عندما يقوم الصانعون بإنتاج منتجات تفوق حاجة السوق، عندئذ يتجاوز الإنتاج الاستهلاك، ليقل الطلب تاليًا، ممّا يؤثر على المصانع جراء تكدس المنتجات وقلة معدل الإنتاج وزيادة نسبة تسريح العمال والموظفين أي معدل البطالة. بعبارة أخرى، الركود عكس النمو.
لحل مشكلة الركود الاقتصادي، بحسب الخبراء، لا بد من زيادة الإنفاق الحكومي الاستهلاكي أي النفقات التي تدفعها الحكومة وتصب في خدمة المواطنين، مثل: رواتب الموظفين وبناء المدارس والمستشفيات الحكومية والبنية التحتية، الأمر الذي يحول البلد من حالة الركود إلى النمو. هناك طريقة الثانية في الحل تتمثل في أن المصارف تقلل من سعر الفائدة.
من الأمثلة على الركود الاقتصادي، حالة الولايات المتحدة الأميركية في خمسينيات القرن 19، إذ تعرضت لـ 32 فترة ركود وكان متوسط مدة الركود 10 شهور.
ما هو الكساد؟ الكساد ركود مستمر لفترة تتجاوز السنتين؛ هو يُعتبر كارثة اقتصادية، إذ يؤشر إلى انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي وانخفاض في الطلب، مما يدفع بالشركات إلى تقليل إنتاجها فيحدث تباطؤ اقتصادي جراء ذلك، كما يرتفع معدل البطالة. من حالات الكساد الأهم، “الكساد العظيم” الذي حدث أيضًا للولايات المتحدة الأميركية لـ10 سنوات (من 1929م إلى 1939م)، وهناك حالة اندونيسيا في عام 1998 بسبب انخفاض الناتج المحلي لديها بـ18%. ينطبق الأمر على ماليزيا في العام نفسه، إذ انخفض الناتج المحلي في البلد الآسيوي إلى 11%. فنلندا، بدورها، سبق أن تعرضت لحالتي كساد في 1993م و1995م، بسبب انخفاض الناتج المحلي إلى 10%.