اربد مريضة و تعاني الإهمال والمعنيون لاهون

اربد مريضة و تعاني الإهمال والمعنيون لاهون
اربد ..اربد .. اربد المدينة العريقة مريضة وتعاني
كتب الزميل رئيس التحرير صهيب حسن التل

آفاق نيوز – منذ سنوات تعاني اربد الإهمال حتى شاخت وهرمت في غير اوانها، ليس بسبب توالي الأيام، بل بسبب تغييب تطبيق القوانين الناظمة لحياة الناس الذين يخشى عليهم أن يصبحوا مجاميع بشرية وليسوا مواطنين و السبب تجاهل المعنيين لاحوالها واحوالهم .

اربد اربد ذات التاريخ المجيد لعائلات وعشائر أردنية أسهمت في بناء ونهضة الوطن، وكان لها الدور التاريخي الكبير في الثورات العربية ضد المستعمر الإنجليزي والفرنسي و الغزو الصهيوني احوالها منذ سنوات لا تسر سكانها و زوارها ومحبيها؛ لما تعانيه من اهمال وتقصير بحق معظم القطاعات فما أن تدخلها حتى تواجهك أكوام النفايات، وعدم تطوير الشوارع الداخلية وتأهيلها لكي تستوعب الزيادة السكانية و التوسع العمراني الذي بات عشوائي بلا تخطيط أو تصنيف .

(ارابيلا) عاصمة الشمال، ودرة المملكة، وسلة الأردن الغذائية، و التي فيها أكبر عدد من العيون المائية العذبة،أصبحت من أكثر المدن الأردنية فوضى، ومشاكل بيئية، سكانية و مرورية اذ تعاني الإهمال للحدائق العامة على قلتها و حدائق الملك عبدالله الثاني هدية الملك لأهله وشعبه فيها لتكون متنفسآ لم تسلم من العبث بكل أشكاله وتقليص مساحتها بأشكال و حجج متعددة .

أما الأسواق التراثية القديمة في وسطها الذي كثر الحديث عنه منذ سنوات و سنوات بغية تنشيط هدا الوسط وجلب السياحة والمحافظة على جوهر المدينة فاغلب معالمه زال أو تضرر بشكل كبير وتحول إلى مكاره صحية .

ومن الشواهد على الترهل والمرض في المدينة العريقة ان اي واحد يستطيع أن يفعل ما يريد وفي أي وقت، مثل اقامة بسطة في اي شارع أو زاوية ويصبح مكانها ملكآ شخصيآ له وحق مكتسب يجادل به وبعضهم لا يقبل الجدال في هذا الحق اما صلاحية ما تعرضه هذه البسطات فلا يعلم به الا عالم الغيب والشهادة .

وكذلك انتشار المتسولين و المتسولات من كل الشرائح العمرية على كل التقاطعات الرئيسية للمدينة، بدءا من اشارة المحافظة اي على بعد طرفة عين من الحاكم الاداري وكل زواره من المسؤولين دون ان يحرك احد ساكنا للحد من هذه الظاهرة فكل جهة كما كل مشكلات اربد تتنصل منها الجهات المعنية، وتلقي المسؤولية على غيرها.

و اربد ذات الحضور الحضاري الضارب جذوره في التاريخ لعمر ممتد لاكثر من ( 5) الاف سنة و شهدت حضارات عدة مثل الآرامية والعمونية، وهي التي كانت نبراسا للعلم والتقدم والازدهار والقوة، من أعراض مرضها الكثيرة الانتشار غير المسبوق لبكمات بيع الخضار وشراء الخردوات ذات مكبرات الصوت التي تستبيح فضاء المدينة كأنه ارث شخصي دون مراعاة لحق مريض او كبير او رضيع او طالب بالراحة والنوم، اذ تطلق العنان لاصواتها معظم الوقت لليل نهار ، وكذلك عربات الباعة المتجولين وبعض المعرشات الذين اتخذوا من كل شارع و دوار و رصيف و تقاطع مقرا لهم معيقين حركة المرور مخلفين ورائهم كميات كبيرة من النفايات تكون بيئة خصبة لتكاثر الذباب والبعوض والجرذان وغيرها ولا تستطيع القلة من عمال الوطن الذين يواصلون عملهم ليل نهار و يستحقون كل مكافئة و احترام و تقدير ان يزيلوا الا القليل من هذة المخلفات .

ولكم في محيط مجمع الشيخ خليل او مدخل المدينة الصناعية أو شارع عمان او اي شارع في اربد الف دليل ما يؤكد التجاوزات على القوانين والانظمة.

أما الواقع المروري في المدينة فقد جف اللسان والقلم لكثرة الحديث في هذا الموضوع ليس أقل معاناة المواطن إغلاق الدواوير في ساعات الذروة من قبل مرتبات السير فتلك حكاية مختلفة في مدينة باتت الدواوير تتكاثر فيها بشكل سرطان ينخر فيها والغريب ان هذه المرتبات تغيب عن معظم الشوارع معظم الوقت وان ظهرت فعلى استحياء وبعضها منشغل بهاتفه أو أحاديث جانبية مما حول القيادة في اربد الى حالة دفاع عن النفس لأنك لاتعرف كيف ومتى تنطلق حافلة الركاب أو التكسي بسرعة جنونية في كل الشوارع والدخلات والأزقة أو التوقف المفاجئ لتحميل أو تنزيل راكب وبعضها اتخذ من حرم التقاطعات المرورية الهامة مواقف دائمة مثل تقاطع النسيم والمجمع الشمالي وغيرها متحدين هيبة القانون وجهات انفاذه .

وبسبب غياب الرقابة يستطيع اي سائق ان يعطل حركة السير في اي وقت واي شارع بتوقيف مركبته بشكل يوقف حركة السير تمامآ اما السير بعكس الاتجاه أو مشاهدة مركبات تفتقر إلى أي من شروط السلامة الفنية مثل الاضوية أو لوحات الأرقام أو الحمولات بطريقة خطرة لم يعد يثير اهتمام احد وأصبح أمر طبيعي .

والسؤال كيف ولماذا غابت أو غيبت القوانين الناظمة لحياة الناس في اربد حتى صار خرقها وتجاوزها دون خوف من سؤال او عقاب عادة لدى الكثير.

اربد التي كانت درة مدن الديكابولس التاريخية العريقة مدينة مريضة وطال مرضها وكلنا يعرف الداء و الدواء هو تطبيق القوانين بحزم واقتدار.

اربد يتم تدمير وجهها بشكل واضح بالحفريات التي تعبث بها دون توفير ادنى شروط السلام العامة من حيث الإشارات التحذيرية و التحويلات و الانارة الليلية حسب شروط دفاتر العطاءات اما إعادة أوضاع الشوارع إلى ماكانت عليه فتلك حكاية يطول شرحها بسبب الإهمال وعدم المتابعة وعادة ما يكتفى بطبقة رقيقة من البيسكورس او طبقة خفيفة من الاسفلت والتي سرعان ما تذوب مع اول شتوى لتصبح الشوارع بحيرات ومصائد للمركبات
اربد تعاني والكثير من طرقها الرئيسة سيئة جدا وبحاجة الى اعادة تأهيل او بناء من جديد .

وخير مثال يؤلم المواطن والزائر؛ حالة مسجد إربد الكبير الذي بني قبل أكثر من مائة عام و المنطقة المحيطة به التي تكاد تكون خارج سيطرة الحكم المحلي لجهة لكل لشكال التجاوز على كل القوانين مثل إغلاق الشوارع وتكدس النفايات خاصة سقط اللحم ومخالفات نتافات الدواجن التي من المفروض ان لا تتواجد داخل الوسط التجاري حسب القوانين الأنظمة والتعليمات التي تجبى بها كل الرسوم والضرائب .

اربد مريضة و يعاني المواطن فيما يخص تنقله بين مناطقها لعدم توفرمجمعات نقليات تربط هذة المناطق فكان ان احتلت الباصات العاملة داخل المدينة و بالقوة اجزاء من الشوارع الرئيسية و رفضها تنفيذ كل قرارات تجميعها في مجمع الأغوار القديم و بشرى وكسرت هيبة القانون والحكم المحلي
ومن شواهد المعاناة في اربدالكميات الكبيرة من المياه التي تسيل وتفيض وسط اربد , وبعضها مياه عادمة تزكم رائحتها الانوف، إضافة الى المشاكل البيئية والخدماتية والتهميش والإهمال هناك شبكات تصريف مياه الأمطار و ربط صرف صحي مئات العقارات عليها و لك ان تتخيل الروائح الكريهة التي تملئ أجواء المدينة صيفآ و شتاء .

والسؤال: اين المعنيون باربد؟ يبدو انهم يسكنون خارج المدينة، ويعملون “اون لاين”، ولا يملكون عيونا مبصرة، ولا آذان صاغية ليشاهدوا ويسمعوا شكايات الناس وتظلمهم وبات بينهم وبين الناس حواجز وبوابات تعمل عن بعد لا تفتح الا الأصحاب الحضوة فقط .

اربد التي تعد منبعا للمثقفين وتضم خمس جامعات وعددا كبيرا من المؤسسات الثقافية المنوعة تعاني التراجع المستمر للمشاريع الثقافية في إحياء الأنشطة والورش الثقافية والفنية، أدت إلى اختيارها العاصمة العربية للثقافة 2023 والتي رافقها من احداث اقل ما توصف به انها “مؤسفة”.

نعم إن أوضاع اربد وواقع الخدمات فيها مزرية ، نتيجة سوء التخطيط واللامبالاة والضعف والإهمال الكبير الذي تمارسه معظم الإدارات، الموكول لها تصريف الأمور على الرغم من شكوى الناس ولكن لاحياة لمن تنادي!!

والأجدر بالقيادات الإدارية فيها ان يغلقوا مكاتبهم وينزلوا الى الميدان كما وجه سيد البلاد كثر من مرة (إلى مابده يشتغل يروح على بيته) ليشاهدوا الأوضاع التي تعصف باربد ولا تسر سيد البلاد .

ان اربد محافظة ومدينة كبيرة تستحق اهتمام اكبر من مسؤولين لا يعملون “اون لاين” اربد تريد رجالا كما قال القائد نابليون بونابرت في فن الحكم:
( لايهرمون في مواقعهم) .

حتى لاتهرم معهم اربد وتزداد معاناتها، ويقتل شبابها، ويلوث وجهها الجميل، وتفقد نظارتها.

وفي الختام هذه رسالة الى المعنيين باربد الجميلة
نختم ماذا سيحدث لو ان الزائر الخفي بعد ان يجول في اربد يرفع تقريره الصادق الى صاحب الامر الامين على اربد واخواتها من مدن المملكة الأردنية الهاشمية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى