“المجازر والاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني” كتاب جديد للدكتور الملاجي.
آفاق نيوز – عمان-.
عن دار عصور للنشر والتوزيع ، صدر حديثا كتاب جديد للدكتور رعد احمد الملاجي بعنوان “المجازر والاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني” ، فيما في عام 2013 ، اكتشفت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” وجود 6 مقابر جماعية تضم مئات الرفات والهياكل العظمية لشهداء ومدنيين قُتلوا خلال عامي 1936 و1948، وذلك خلال أعمال ترميم كانت تقوم بها المؤسسة في مقبرة الكزخانة في مدينة يافا “شمال”.
ويتحدث الكتاب الذي يقع في 206 صفحة عن المجازر الصهيونية وعن الشعب الفلسطيني والاضطهاد الذي تعرض له من قبل الصهيونية، وشرح مفصل عن بدايات نكبة فلسطين او الحرب العربية _الاسرائيلية الأولى 1948، وترتبط هذه القضية بمجموعة من الأحداث والمستجدات التي شهدتها المنطقة على مر العقود، وهي محور صراع دموي طاحن ، ولها اثر في حياة الملايين من الفلسطينين.
وتحدث الكتاب أيضا عن كيفة، بدأت المجازر الاسرائيلية بحق الفلسطينيين قبل الاعلان عن قيام دولة اسرائيل بنحو 11 عاما منذ كانت فلسطين تحت وصاية الانتداب البريطاني الذي كان يتحمل مسؤولية حماية حياة المواطنين الفلسطينيين، وخلال هذه الفترة ارتكبت العصابات الصهيونية الاتسل وليحى والهاجاناة وفرقة البالماخ وعصابة شتيرن أكثر من 57 مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من 5000 فلسطيني وآلاف الجرحى، وفي مراحل لاحقة بدأت العصابات الارهابية تستخدم الاسلحة الاكثر تطورا مثل القذائف المدفعية وقذائف الهاون والمورتر في مهاجمة الفلسطينيين العزل في بلداتهم وقراهم ، وكانت هذه العصابات تعمد الى تفجير المباني العامة والفنادق ، كما كانت كثيرا ما تعمد الى مباغتة هؤلاء في اوقات الليل ، ولم تكن تستثني الاطفال والنساء والشيوخ من رصاصها مما يدلل على أن غاية هذه العصابات كانت القضاء على المواطنين الفلسطينيين وهذا ما تؤكده المجازر التي وقعت منذ دخول اليهود الى فلسطين.
وتطرق الكتاب، لجأت هذه العصابات في عدد من المجازر التي ارتكبتها الى التنكر بلباس القوات البريطانية مستخدمة السيارات العسكرية البريطانية وفي كثير من الاحيان لجأت العصابات للتمثيل بالجثث كما حدث في مجزرة دير ياسين حيث قام الصهاينة بإلقاء الجثث في بئر القرية وفي أحيان أخرى كان يعمد الغزاة الى اغتصاب النساء والفتيات أمام رجال القرية قبل ان يوجهوا رصاصهم الى صدور الجميع كما حدث بقرية الصفاف في صفد عام 1948 ، أما الجيش الاسرائيلي فقد ظهر دوره في المجازر واضحا منذ 14-05-1948 أي قبل يوم واحد من الاعلان عن قيام دولة اسرائيل محل المدن والقرى الفلسطينية وذلك عندما حاصر لواء جفعاتي التابع لما صار يعرف بالجيش الاسرائيلي قرية ابو شوشة العربية ثم هاجمها مستخدما الرصاص وقذائف المورتر مما اسفر عن استشهاد 60 فلسطينيا واصابة آخرين، وكانت أبشع هذه المجازر تلك التي نفذها كوماندوز اسرائيلي بقيادة موشيه ديان الذي كان عضوا بارزا بعصابة ليحى وتولى لاحقا منصب وزير الدفاع في دولة اسرائيل وفي تلك المجزرة التي عرفت لاحقا بـ مذبحة اللد هاجم ديان المدينة مساء تحت وابل من القذائف المدفعية وقتل نحو 251 من سكانها وعندما هرب المواطنين الى مسجد دهمش لحق بهم الجنود الغزاة وقتلو 176 منهم في المسجد ليرتفع عدد الشهداء الى 426 ومن ألوية الجيش التي شاركت بالمجازر لواء الكسندروني ولواء يفتاح.
وتطرق الكتاب الى أبرز تلك المجازر، مجزرة بلد الشيخ، مجزرة دير ياسين، مجزرة الطنطورة، مجزرة خان يونس، مجزرة الحرم الإبراهيمي، مجزرة جنين، تشرين الأول/أكتوبر، شهر الزيتون والمجازر، لشهر تشرين الأول/أكتوبر خصوصية ومكانة تاريخية عند الشعب الفلسطيني، يكاد لا ينازعه عليها أي من الأشهر، فهو شهر الزيتون والبذل والعطاء للأرض، لكن جرائم الاحتلال الصهيوني التي لا تتوقف يوماً، بل تمضي في وحشيتها وجنونها وعربدتها، جعلت من هذا الشهر مصدراً لجرح لا يندمل، ولأوجاع تبدد أحلام الفلسطينيين، بفعل رصاص الغدر المنبعث من سلوك همجي لا يقدم عليه إلاّ جيش تسلح بالإجرام، وتجرد من كل القيم والأخلاق، واستعاض عنهما بالتوحش، في تشرين الأول/أكتوبر الدامي، تتوقف ذكريات الفلسطينيين، وتتناثر أحلامهم مع تناثر قطرات دمهم المسفوك من قبية وكفر قاسم إلى القدس وغزة، وهذا بفعل رصاص الجبن والخِسة، ومجازر اعتادوا عليها في هذا الشهر تختزل سادية الاحتلال الصهيوني، وتذكرهم في كل عام بغطرسته وإجرامه، مجزرة كفر قاسم، مجزرة المسجد الأقصى، مجزرة مستشفى المعمداني، حيث يقول فلسطينيون إن المجموعات اليهودية المسلحة نفذت العديد من المجازر بالقرى الفلسطينية خلال حرب 1948 لإجبار سكانها على الرحيل، كما يطلق الفلسطينيون مصطلح “النكبة” على عملية تهجيرهم من أراضيهم على أيدي “عصابات صهيونية مسلحة” عام 1948، وهو نفس العام الذي أُعلن فيه قيام دولة إسرائيل على غالبية أراضي فلسطين التاريخية.