ليس للحقد دواء

سميح المعايطة

كلما كانت الرغبة بعدم الحديث عن مسلسل الكذب والافتراء على كل أردني قبل الدولة الأردنية وقيادتها يتجدد مسلسل الحملات المنظمة التي تقودها جهات محترفة وتنظيمات تعمل بنظام المكافأة وفئات لديها مخزون حقد على كل ما هو أردني حتى حروف كلمة الأردن تأتي هذه الجهات لتعيد مسلسل الكذب على هذا البلد ليس لأنه يعمل شيئا سيئا بل لأنه يقوم بواجبه.

عقود الحقد طويلة لكن الجديد هو الحملات المنظمة التي تستخدم أسماء وعملاء ومرتزقة وحاقدين في منظومة واحدة وكل هؤلاء يريدون كل أردني والأردن وقيادتنا أن يكون شيطانا رجيما، وإننا نحن من ضيع القضية وحقوق الأمة ونحن من يقصف غزة، ونحن من يتحدث بعدة لغات ونحن من لم يتوقف الإسرائيليون عن زيارتنا سرا وعلنا، ونحن من صنع حالة الشرذمة الفلسطينية المخزية وغير المسؤولة والأنانية السياسية التي لم تتقلص ولو شكليا رغم كل الموت في غزة.

يريدوننا ان نكون على صورة شياطين مجرمين خونة ولهذا يزعجهم ان هذا البلد حاضر وموجود في اول الصفوف في مساعدة الأشقاء، ويزعجهم ان أبواب العالم مفتوحة امام القيادة الأردنية، ويفجر غيظهم وحقدهم ان الأردن يتجاوز المؤامرات من الأشقاء قبل الأعداء بكل اقتدار.
يموتون قذارة لأن الأردن لم يسقط لا في كذبة الربيع العربي ولا نتيجة أزمات وحروب الإقليم وكوارثه ولا في كارثة غزة ولا مؤامرات لم يطو التاريخ صفحاتها، يغيظهم أن الأردن رغم التحديات الاقتصادية متماسك، ورغم مراهقة بعض من هم على ساحتنا الأردنية لم ننزلق لنكون محل مقايضة بين هؤلاء ودول وجهات يشتمها البعض في الشوارع ويتحالفون معها في الليل.
يريدون للأردن أن يكون دولة سيئة ويغضبهم عندما يسبق الأردن الجميع في مساندة اهل غزة ضحايا العدوان وذيوله، يبحثون في كل فعل أردني كريم شهم عن شيء ليشتموا هذا البلد، وينسى هؤلاء أيا كانت الجهة التي تحركهم بما فيها احقادهم حتى على الجغرافيا الأردنية ان الجهات والدول التي يغمضون عيونهم عن تقصيرها وأفعالها لم تفكر بأن تقدم ما قدمه هذا البلد.
ليس للحقد دواء، وليس للقلوب السوداء علاج، وليس للمرتزقة مفتاح فقد فتح آخرون جيوبهم، ولهذا ليست مشكلة في مواقف الأردن بل في القلوب السوداء والجيوب التي تطلب المزيد من اسيادها.
من يسمع كذب أبناء جلدتنا على الأردن يعتقد ان جيوش العرب والمسلمين تقاتل في فلسطين إلا الأردن، وربما من مستوى افترائهم وتدني اخلاقهم يعتقد أن الأردن يعطل أي جهد لمساعدة فلسطين وأهلها، يتمنون ان نكون شياطين الإنس حتى يسهل عليهم الشتم ولهذا يتصاعد ضغط دمائهم وضغط مشغليهم عندما يكون الأردن مبادرا حاضرا قويا متماسكا خاليا من الدم والمليشيات.

الغد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى