قطر تخطط لزيادة جديدة في إنتاج الغاز رغم انهيار الأسعار العالمية
تعتزم قطر زيادة إنتاج الغاز بشكل أكبر رغم التراجع الحاد في أسعار الغاز العالمية لتمضي قدما في خططها لاستخراج المزيد من الموارد وسط منافسة شرسة مع منافسين مثل الولايات المتحدة.
وأعلن سعد الكعبي الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة اليوم الأحد عن توسع جديد في إنتاج الشركة من الغاز الطبيعي المسال سيضيف 16 مليون طن سنويا إلى خطط التوسع الحالية، وهو ما سيرفع طاقتها الإنتاجية إلى 142 مليون طن سنويا.
ويأتي إعلان قطر في الوقت الذي اقتربت فيه أسعار الغاز الأمريكي من أدنى مستوياتها على الإطلاق إذا تم تعديلها في ضوء التضخم بعد عقد من الارتفاع الكبير في الإنتاج الذي جعل الولايات المتحدة إحدى أكبر مصدري النفط والغاز.
كما سجلت أسعار الغاز في أوروبا انخفاضا حادا رغم تراجع الإمدادات الروسية بعدما ساهمت الولايات المتحدة وقطر في تعويض الكميات التي فقدتها السوق.
وقال الكعبي إن أسواق الغاز في آسيا ستواصل النمو وأن أوروبا ستظل بحاجة إلى المزيد من الغاز في المستقبل القريب.
وأضاف في مؤتمر صحفي بالدوحة للإعلان عن التوسع الجديد “لا نزال نعتقد بوجود مستقبل كبير للغاز لمدة 50 عاما على الأقل وكلما تمكنا من القيام بالمزيد من الناحية الفنية، سنفعل”.
وأضاف “نرى أن أوروبا ستحتاج إلى الغاز لفترة طويلة جدا جدا. لكن النمو في آسيا سيكون بالتأكيد أكبر منه في أوروبا مدفوعا بشكل أساسي بالنمو السكاني”.
وذكر أن التوسعة الجديدة لحقل الشمال سترفع “الطاقة الإنتاجية لدولة قطر من الغاز الطبيعي المسال إلى 142 مليون طن سنويا قبل نهاية هذا العقد، وهو ما يمثل زيادة بحوالي 85 بالمئة عن مستويات الإنتاج الحالية”.
وقال الكعبي “مع اكتمال هذا المشروع، سيتجاوز معدل إنتاج دولة قطر الإجمالي من المواد الهيدروكربونية مستوى 7.25 مليون برميل نفط مكافئ يوميا”.
وقطر هي أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، والذي اشتدت المنافسة عليه منذ بداية الحرب في أوكرانيا في فبراير شباط 2022.
ورغم انخفاض الأسعار، يرغب جميع منتجي الغاز الرئيسيين، مثل الولايات المتحدة وأستراليا وروسيا، في زيادة الإنتاج بشكل أكبر مراهنين على زيادة نمو الطلب ومخاوف من عدم الاحتياج إلى الغاز الذي ينتجونه بعد عقود من الآن إذا أدى تحول الطاقة إلى جعل الطاقة الخضراء أرخص.
وقد لا يكون هذا التوسع الأحدث هو الأخير الذي تنفذه شركة الطاقة العملاقة فقد قال الكعبي إن تقييم احتياطيات الغاز القطرية سيستمر وستتم زيادة توسيع الإنتاج إذا احتاجت السوق.
* وحدتان جديدتان لتسييل الغاز
وقعت قطر للطاقة المملوكة للدولة بالفعل مجموعة من اتفاقيات التوريد مع شركاء أوروبيين وآسيويين في مشروعها الضخم لتوسعة حقل الشمال، والذي كان من المتوقع – قبل إعلان اليوم الأحد – أن ينتج 126 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2027، ارتفاعا من الإنتاج الحالي البالغ 77 مليون طن سنويا.
وقد دفعت أنشطة التنقيب غربي حقل الشمال الشركة إلى اتخاذ قرار التوسع بشكل أكبر.
ولم يذكر الكعبي تكلفة المشروع لكنه قدرها بمليارات الدولارات.
وقال “تكلفة التوسعة صعب أعطيك الآن رقم لكن هي بالمليارات أكيد”.
وأضاف “راح نبتدي الدراسات الهندسية المبدئية للمشروع وبعدين في الوقت المناسب راح نعلن كم ستكون التكلفة عند ترسية المشروع”.
وفي ديسمبر كانون الأول، قال الكعبي لرويترز إن قطر للطاقة تحفر آبارا لتقييم فرص التوسع خارج مرحلتي حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي.
وسيتطلب التوسع الجديد إنشاء وحدتين لتسييل الغاز الطبيعي بالإضافة إلى ست وحدات يجري إنشاؤها بالفعل للتوسعات السابقة.
وفيما يتعلق بالشراكات في وحدتي التسييل الجديدتين، قال الكعبي إن قطر للطاقة ستمضي قدما وستبدأ المرحلة الهندسية المتعلقة بهذا المشروع بنفسها من دون البحث عن شركاء ثم ستتخذ قرارا بشأن الشراكة لاحقا.
وحقل الشمال جزء من أكبر حقل للغاز في العالم تتقاسمه قطر مع إيران التي تطلق على حصتها فيه اسم حقل بارس الجنوبي.